تطوير المواقع التاريخية في المدينة .. إثراء التجربة الدينية والثقافية لضيوف الرحمن

شكّل تنفيذ المبادرات والمشاريع التطويرية للمواقع التاريخية في المدينة المنورة دوراً بارزاً في إثراء التجربة الدينية والثقافية لضيوف الرحمن، في الوقت الذي يُعد ذلك ركيزة مهمة من الركائز الاستراتيجية التي يعمل عليها برنامج خدمة ضيوف الرحمن – أحد البرامج الرئيسة لرؤية المملكة 2030- لمجتمع المدينة وقاصديها.

وبحسب بيانات التقرير السنوي لبرنامج ضيوف الرحمن لعام 2023 الصادر مؤخراً، شملت المشاريع التطويرية في منطقة المدينة المنورة مشروع تطوير بئر غرس وهو من المواقع التاريخية الإسلامية التي ارتبطت بالسيرة النبوية حيث دشنت أعمال التطوير والتحسين في المنطقة المحيطة بالبئر لإعادة إحيائها، إلى جانب مشروع تطوير بئر الفقير الذي يعد بئر تاريخية أثرية قديمة تقع بين مزارع عالية المدينة المنورة، يعود تاريخها إلى مرحلة ما قبل الإسلام ولها ارتباط بالسيرة النبوية، ومبادرة تطوير قصر عروة بن الزبير الذي يقع على ضفاف وادي العقيق غرب المدينة المنورة بهدف الارتقاء به وإثراء ضيوف الرحمن ثقافياً وتعريفهم بأحد المواقع المرتبطة بالسيرة النبوية ليصبح أحد المعالم البارزة في المنطقة.

وتعزيزاً للرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن تم إطلاق مبادرة تطوير “مسار بدر التاريخي” الذي يضم أكثر من 40 معلمًا تاريخيًا على امتداد 175 كيلو متر، تبدأ من المدينة المنورة مروراً بمسجد العريش، ومنطقة الروحاء، والعدوتين الدنيا والقصوى، وعددًا من المواقع وصولاً إلى منطقة بدر التاريخية، ويشكل المشروع إحدى مبادرات ومشاريع تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي بمنطقة المدينة المنورة في أكثر من 100 موقع مرتبط بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وفق خطة زمنية معتمدة حتى عام 2025، كما يحظى ميدان سيد الشهداء بمكانة دينية وتاريخية ليشغل حيزًا كبيرًا ضمن مشاريع التطوير والارتقاء بالخدمات المقدمة لمرتاديه من الأهالي وزوار المدينة، وتشمل الأعمال التطويرية متابعة تنفيذ مسجد سيد الشهداء الذي يستوعب قرابة 4 آلاف مصل لإنجازه بشكل عاجل، وتنظيم المباسط العشوائية مع تحديد نموذج موحدة لها، وتطوير مجرى وادي قناة للجزء المار بالميدان، إضافة إلى صيانة أعمدة الإنارة والأرصفة وتظليل الممرات الرئيسية، مع وضع لوحات إرشادية بالميدان، وتنظيم مواقف السيارات.

كما تضمنت المشاريع التطويرية مشروع ترميم وقف بئر عثمان بن عفان الذي يعد من أقدم الأوقاف التاريخية والذي يستمر عطاؤه حتى اليوم، فهو أحد أهم النماذج في استدامة أثر الأوقاف، ويأتي الاهتمام بالبئر لمكانتها التاريخية وإتاحة زيارتها ومرافقها للزوار من أهالي المنطقة والسواح وضيوف الرحمن، وتعزيزاً لتجربة ضيوف الرحمن أطلق مشروع تطوير “جادة قباء” انطلاقاً من حرص منظومة ضيوف الرحمن على تطوير رحلة الزائرين والمعتمرين وتسهيلاً للوصول بين الحرم النبوي الشريف ومسجد قباء، تم تحويل طريق قباء المكتظ بالسيارات إلى جادة آمنة مخصصة للمشاة مع خلق ساحات ونقاط تجمع عمراني وتطوير المحلات والمباني السكنية على طول الجادة لتحسين هويتها البصرية، وذلك بإعداد تصميم معماري وعمراني مميز، وتصميم وتنفيذ واجهات المحلات والمباني السكنية، وكذلك خلق ساحات مفتوحة وتخصيص مواقف سيارات لزوار الموقع، إضافة إلى زيادة الغطاء النباتي على طول الجادة وتوفير عناصر فرش معمارية جديدة للجلوس و أسبلة للشرب للخروج بتجربة ترفيهية لضيوف الرحمن.

إضافة إلى ذلك، تم تطوير مسجد أبي بكر الصديق أحد المساجد التاريخية في المدينة المنورة، ويقع ضمن منطقة سوق المدينة في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي الشريف، إلى جانب مبادرة تطوير مسجد عمر بن الخطاب الذي يعد أحد المساجد التاريخية في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي، ويطل من الناحية الغربية على طريق قباء ومن الناحية الشمالية على ميدان مسجد الغمامة، بالإضافة إلى مبادرة تطوير مسجد السقيا من خلال ترميمه وإعادة تأهيله مؤخرًا ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المواقع التاريخية الإسلامية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 للعناية بالمواقع الإسلامية، من خلال برامج التطوير والتأهيل التي ترتكز على أعلى المعايير الفنية.

وجاء مشروع تطوير مسجد بني أنيف ضمن المشاريع التطويرية، حيث شهد المسجد الذي تبلغ مساحته 37.5 مترًا مربعًا أعمال تهيئة وترميم ضمن برامج تطوير وإعادة تأهيل مواقع ومعالم أثرية تاريخية، وإعادة إحيائها وتهيئتها لاستقبال الزائرين وإثراء تجربتهم الثقافية، وتمكينهم من مشاهدة المعالم التاريخية في المدينة المنورة ودعمها بمختلف الخدمات، بالإضافة إلى مشروع تطوير مسجد الراية والذي يأتي ضمن مشاريع تطوير المساجد التاريخية في المدينة المنورة والعناية بها، وإعادة تأهيلها وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية.