رئيس مجلس إدارة “بلاك روك”: الدول التي تسعى للرخاء الاقتصادي تحتاج إلى أسواق مالية قوية بجانب المصارف

قال لاري فينك، رئيس مجلس الإدارة لشركة بلاك روك، إن سوق الأسهم والسندات العامة في الولايات المتحدة يوفر أكثر من 70% من التمويل للشركات غير المالية، وهي نسبة أعلى من أي دولة أخرى في العالم. في المقابل، تعتمد الشركات الصينية على القروض المصرفية لتوفير 65% من تمويلها. واعتبر فينك أن هذا الفرق يمثل درساً حاسماً في التاريخ الاقتصادي الحديث، حيث أن البلدان التي تسعى إلى الرخاء لا تحتاج فقط إلى أنظمة مصرفية قوية، بل أيضاً إلى أسواق رأس مال قوية.

وأضاف فينك أن أسواق رأس المال تواصل النمو بشكل متسارع، وأن الاستثمار المتزايد في هذه الأسواق يخلق دورة اقتصادية إيجابية، تعزز نمو الشركات والدول وتولد الثروة لملايين الأشخاص.

وأشار فينك إلى أن أسواق رأس المال تلعب دوراً مهماً في معالجة اثنين من أكبر التحديات الاقتصادية في منتصف القرن الحادي والعشرين: التقاعد الآمن والبنية التحتية.

أوضح فينك أن التقاعد الآمن، الذي كان ميسراً أكثر قبل ثلاثين عاماً، أصبح الآن أكثر تعقيداً بسبب زيادة متوسط العمر المتوقع. ولحل هذه المشكلة، يمكن لأسواق رأس المال أن توفر الأموال اللازمة للتقاعد، إذا ما تلقت دعم الحكومات والشركات.

أما التحدي الثاني فهو البنية التحتية. مع اتجاه البلدان نحو إزالة الكربون ورقمنة اقتصاداتها، يزداد الطلب على جميع أنواع البنية التحتية، من شبكات الاتصالات إلى وسائل توليد الطاقة الجديدة. وفي العقود الأخيرة، شهدنا طلباً غير مسبوقاً على بنية الطاقة الأساسية، حيث تسعى البلدان لتحقيق هدفين مزدوجين: الانتقال إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون وضمان أمن الطاقة. وتستطيع أسواق رأس المال أن تسهم في تحقيق هذه الأهداف بكلفة معقولة.

وفي ظل التوجهات المناهضة للرأسمالية في السياسات الحديثة، أكد فينك أن معظم قادة العالم لا يزالون يعترفون بالحقيقة البديهية: لا توجد قوة أخرى قادرة على رفع عدد أكبر من الناس من الفقر أو تحسين نوعية الحياة مثل الرأسمالية. كما أن الرأسمالية تظل النموذج الاقتصادي الأقدر على تحقيق أعلى آمالنا في الحرية المالية، سواء بالنسبة للأفراد أو للبلدان.