الإثنين, 5 أغسطس 2024

موجة خسائر “قاسية” تجتاح البورصات العالمية.. ماذا حدث وإلى أين تتجه؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

واصلت أسواق المال العالمية والعربية الهبوط الحاد خلال تعاملات الاثنين مع تزايد مخاوف اقتصادية من تدهور سوق العمل واحتمال تعرض الاقتصاد الأمريكي للركود بعد ظهور إضافة لتزايد المخاوف الجيوسياسية بالوضع بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي الأسواق العالمية وخلال تعاملات اليوم الاثنين، انهارت الأسهم اليابانية وتكبدت أكبر خسارة يومية منذ موجة بيع يوم الاثنين الأسود عام 1987. وفقد المؤشر نيكي 12.4 %بعد أن فاقمت بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة المخاوف من ركود محتمل، ومع ارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في سبعة أشهر مقابل الدولار.
وأظهر تقرير الجمعة الماضية أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 114 ألف وظيفة فقط الشهر الماضي، بانخفاض كبير عن يونيو وأقل بكثير من المتوقع. وكان البنك المركزي الأمريكي بعد اجتماعه الأخير يوم الأربعاء الماضي إلى أن تباطؤ التضخم وضعف سوق العمل يعني أنه قد يخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وانخفضت بورصتي سيول وتايبيه بأكثر من 8% لكل منهما، وخسرت بورصة سنغافورة أكثر من 4% وهبطت بورصة سيدني أكثر من 3%. فيما تم تعليق تداول العقود الآجلة مؤقتًا على مؤشري نيكاي وتوبكس لتخفيف التقلبات.
وانخفضت بورصتا هونج كونج وشنغهاي، حيث تجاهل المتعاملون مجموعة من التوجيهات التي أصدرتها الصين بهدف تعزيز استهلاك الأسر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
كما شهدت مومباي وبانكوك ومانيلا وجاكرتا وويلينجتون خسائر كبيرة.
وأما بالنسبة للأسهم الأوروبية فقد تراجعت بشكل حاد في بداية جلسة يوم الاثنين مع استمرار التقلبات العالمية وسط مخاوف من ركود وشيك في الولايات المتحدة.
كما انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وقت مبكر من يوم الاثنين بعد أسبوع متقلب لوول ستريت، حيث تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنحو 600 نقطة، أو 1.5٪. انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.8٪ و 4.9٪ على التوالي.
وكان مؤشر ناسداك الأمريكي أنهى الأسبوع الماضي على تراجع حيث كان الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، مما أدى إلى انخفاض المؤشر الثقيل للتكنولوجيا بأكثر من 10٪ من الرقم القياسي الذي سجله الشهر الماضي.
كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، بنسبة هبوط مقدره بنحو 2٪ خلال الأسبوع. حتى مؤشر داو جونز الصناعي، الذي كان يتفوق في الأداء، كسر سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع، حيث انخفض بنسبة 2٪.
كما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية. حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات يوم الجمعة 3.79%، بانخفاض عن مستواه قبل أسبوع واحد عند 4.20%.
إلى أين تتجه؟
إلى ذلك أوضح نائب رئيس إدارة البحوث في “كامكو إنفست” رائد دياب، أنه كان من المتوقع أن يكون هناك تصحيح للمؤشرات الأمريكية في وقت سابق وذلك بعد الصعود الحاد والقوي والمستويات القياسية التي وصلت اليها.
وأشار إلى أنه من الصعب التكهن في الوقت الراهن بمسار الأسواق العالمية في الفترة القادمة، لافتاً إلى أنه من الملاحظ أن هذه الأسواق بحاجة الى محفزات جديدة.
وأكد أن التوقعات في الوقت الحالي تزداد بشكل كبير برؤية خفض لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام.
ورجح أن يكون هناك خفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر القادم وهذا بالطيع سيكون داعما للأسواق وينعكس بشكل مباشر على أسواق المنطقة الخليجية.
وبالبورصات العربية وفي ذات الساعة من تعاملات اليوم الاثنين، لم يتغير الوضع حيث هبط السوق السعودي بأكثر من 3% وهبطت مؤشرات أسواق المال الإماراتية بنسب تترواح 2% إلى 4%، إضافة لهبوط لم يتجاوز لهبوط ببورصتي الكويت وقطر تجاوز 2%.
وبدوره، قال مايكل بورفيس الرئيس التنفيذي لشركة تالباكين كابيتال أدفايزرزإن البيع الحالي يأتي بعد ارتفاع كبير منذ بداية العام، مشيرا إلى أنه في ظل المخاوف الحالية يجب علي المتعامين الاستعداد لبعض التقلبات الكبرى، قصيرة الأجل، خصوصاً في أسهم التكنولوجيا الأمريكية وغيرها بالبورصات العالمية المختلفة.
كما نبه واصف لطيف، رئيس ومدير الاستثمار في شركة “سارمايا بارتنرز” إلى أن ما يحدث حاليا هو شكل من أشكال الخوف التي قد تستمر لأن المتعاملين أدركوا أن الاقتصاد العالمي والأمريكي خصوصا يتباطأن بالفعل.

ذات صلة

المزيد