الثلاثاء, 6 أغسطس 2024

استفتاء (مال) يكسر حاجز مليوني مشاهدة.. الغالبية لا تؤيد إلغاء المكافأة الجامعية للطلاب

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

كشفت نتائج الاستفتاء الذي طرحته (مال) عبر حسابها في منصة X -تويتر سابقا- حول إلغاء المكافأة الجامعية للطلاب، والذي كسر حجم الاطلاع عليه حاجز المليونين، بعد تزايد الحديث في الفترة الأخيرة حول إمكانية تقنينها أو إلغائها، عن معارضة غالبية المشاركين إلغاء مكافآت الطلبة الجامعيين، حيث أدلى 92% من المشاركين بصوتهم ضد الإلغاء، فيما أيد 7% إلغاء المكافأة الجامعية، في حين يرى 1% من المشاركين تقنين مكافأة الطلاب دون إلغائها، على أن تكون وفق معايير واشتراطات معينة للمتفوقين، وبحسب معدلات القبول الجامعي للتخصصات.

وجاء الاستفتاء عقب مقال الكاتب وليد الحديثي لـ (مال)، الذي لاقى تجاوبا واسعا بتفاعل أكثر من 10 ملايين شخص على منصات التواصل الاجتماعي، وانصب التركيز على إلغاء المكافأة الجامعية، على الرغم من استناد الكاتب في مقاله إلى إشكالية تجاوز مخرجات الجامعات والكليات التقنية حاجة الجهات الحكومية وحاجة القطاع الخاص، مقترحا بدوره معالجتها بتحول الجامعات الحكومية إلى مراكز ربحية، وتقديم مِنح حكومية للطلبة المتفوقين وذلك لتعليم جامعي مجاني، بالإضافة إلى دراسة عميقة للسوق تتضمن تحديد الاحتياجات لدى القطاعين الحكومي والخاص. وأوضح الكاتب عبر مقاله أن حالات الطلبة ممن ليس لهم مصدر رزق يجب معالجتها عبر القنوات المخصصة لذلك، مثل: حساب المواطن أو الضمان الاجتماعي، كون الجامعات ليست المكان المناسب لمعالجة تلك الحالات.

وعقب على الاستفتاء في حساب (مال) على منصة X، الدكتور أحمد السالم معبرا عن رأيه حول المكافأة الجامعية، أن ‏هذه المدفوعات تعتبر من ضمن دعم حسابات الضمان والأمان الاجتماعي مثلها مثل حساب المواطن، ولا مجال للتفكير في طمسها من الميزانية العامة. وأضاف “ما بدأ يظهر مؤخرا من كتابة مقالات واستفتاء رأي عام يعتبر من الأمور المرفوضة التي لا تقبل النقاش، وضررها الاقتصادي أكبر بسبب إضعاف القدرة الشرائية”.

اقرأ المزيد

وترى ريم أسعد، أن المكافأة الجامعية تكون لمن يستحق من الطلاب، مثل: المتفوقين، من يواجه ظروفا مادية عبر تقديم طلب مساعدة مالية، والطالب مساعد الأستاذ أو من يقدم خدمات للجامعة مثل الأعمال التطوعية، مرجعة ذلك كونها (مكافأة) وليست مستحقة لمجرد كونه طالب.

من جهته أيد عبدالعزيز الصويغ إلغاء المكافأة الجامعية، مشترطا توفير مقاعد لمن نسبتهم 80 % في المرحلة الثانوية لدراسة الطب وغيرها من التخصصات المطلوبة، كما هو الحال في بعض الدراسات العليا التي يتم فيها تخفيض اشتراط المعدل إلى 3.25 مقابل عدم وجود مكافأة.

وعبرت الدكتورة هيفاء الدعلان عن رأيها، أن المكافأة الطلابية في الجامعات لها دور كبير في تعزيز مستوى المسؤولية لدى الطلاب وزيادة اهتمامهم بالميزانية الفردية وتوزيعها، ويمكن تلخيص منافعها حسب الدكتورة الدعلان في التالي: تعزيز الاستقلالية المالية، تحفيز التخطيط المالي، تعزيز الوعي بالمسؤوليات المالية، تشجيع الإدارة الذاتية، تقليل الاعتماد على الآخرين، وتشجيع الاستدامة المالية.

في حين رد الدكتور متعب الغامدي، أن أكبر وأعظم استثمار هو في بناء العقول، مطالبا بزيادة المكافأة الجامعية، وتخصيص ميزانيات في الجامعات لدعم المشاريع الطلابية وتحفيزها، واصفا ‏الشباب بأنهم عدة المستقبل وبهم تنهض البلاد وتتقدم، ‏وأي مساس بهذا الحافز البسيط (المكافأة) سيكون له تأثيرات سلبية.

ورفض إبراهيم البناوي إلغاء المكافأة الجامعية، قائلا أن “فائدتها على المجتمع وعلى الطلاب أكثر من سلبياتها، وتوجد معايير وقوانين تعطل المكافأة على فئة من الطلاب الذي ينخفض معدله عن 2/ 5، ومن يتجاوز المدة النظامية” وبالتي حسب رأي البناوي لا يوجد أي مبرر لإلغاء المكافأة، التي ربما تجعل حياة الطالب شاقة أكثر. كما أشار بشر البشر إلى أن المكافاة حافز مهم لاستمرار الطالب لمواصلة تعليمه الجامعي كون هذه المرحلة تحتاج رافد مادي، نظرا لكثرة الالتزامات والمصروفات الضرورية التي يقوم بها طلاب الجامعات.

وعلق سلمان الحربي، بأن التعليم‬⁩ الجامعي ليس مجرد خدمة اقتصادية بل هو ⁧‫حق أساسي‬⁩ لكل فرد، وإن تحميل الطلاب عبء التكاليف الإضافية سيؤدي إلى إقصاء العديد منهم خصوصاً من الأسر ذات الدخل المحدود، مما يفاقم الفجوة الاجتماعية ويزيد من عدم المساواة في الفرص، مشيرا إلى أن مقارنة المقال بين الدول التي تتبع سياسات ⁧‫التعليم‬⁩ المختلفة لا تأخذ في الاعتبار السياق المحلي، كون التعليم المجاني في الدول المتقدمة غالباً ما يأتي مع نظام دعم اجتماعي متكامل، ومعتبرا الإشارة إلى أن الجامعات ليست المكان المناسب لمعالجة قضايا الطلاب الذين يعتمدون على المكافآت المالية تعكس تجاهلاً لواقع العديد من الشباب، إذ يرى الحربي أنه يجب أن تكون الجامعات بيئة شاملة تدعم جميع الطلاب بما في ذلك الذين يواجهون تحديات مالية.

وأضاف الحربي أن الاقتراح بقبول عدد محدود من الطلاب المتفوقين فقط، يعني حرمان العديد من الطلاب الطموحين من فرص التعليم، ‏فبدلاً من ذلك يجب أن نعمل على تحسين جودة التعليم وخلق المزيد من الفرص الوظيفية بدلاً من تقليل عدد المقبولين، موضحا أن خصخصة ⁧‫التعليم الجامعي‬⁩ ليست حلاً سحرياً، بل قد تؤدي إلى تفشي نظام تعليمي غير متكافئ، حيث ستصبح الجودة محصورة في المؤسسات القادرة على فرض رسوم مرتفعة، مع إشارته إلى الحاجة لنقاش مفتوح وبنّاء حول مستقبل ⁧‫التعليم الجامعي‬⁩ في المملكة، قائلا: “‏يجب أنّ ندرك بأنَّ ⁧‫التعليم‬⁩ هو ⁧‫استثمار‬⁩ في المستقبل ومن الضروري أن نضمن بأن يكون في متناول الجميع”.

ورد محمد الغامدي على الاستفتاء قائلا: “ضد الإلغاء لأن الطالب الجامعي يحتاج مصروفات أكبر بكثير من الطالب في التعليم العام وهذا لن يكون في مقدور الأب وسيترتب عليه ترك كثير من أبنائنا لمقاعد الدراسة الجامعية”.

يذكر أن المكافآت تصرف لجميع الطلاب والطالبات السعوديين المنتظمين في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا، عدا طلاب المنح الخارجية ومن يعمل في جهة حكومية، وتبلغ مكافآت طلاب الأقسام العلمية 1000 ريال، وطلاب التخصصات الأدبية 850 ريال وطلاب الدراسات العليا 900 ريال، وتصرف الجامعة مكافأة الطالب طوال فترته النظامية، ابتداء من الفصل الذي يقبل به الطالب، حتى نهاية البرنامج الأكاديمي بحسب الخطة الدراسية.

ذات صلة

المزيد