الثلاثاء, 27 أغسطس 2024

موسم تمور المدينة 2024 .. حصاد النخيل وموروث الأجداد

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تمتلك المدينة المنورة إرث تاريخي عريق في زراعة النخيل وإنتاج التمور، إذ تعد واحدة من أبرز المناطق في المملكة العربية السعودية التي ارتبط اسمها بهذه الثروة الزراعية، وحيث أن النخيل والتمور جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة، جاء موسم تمور المدينة 2024 كمحطة مهمة في هذا المسار، إذ يُشكل فرصة لاستلهام عبق التاريخ بموروث الاجداد والنهوض بهذا القطاع الزراعي لتحقيق طموحات التنمية المستدامة بما يتماشى مع رؤية المملكة وأهدافها التنموية.

يقول صالح الحربي – مزارع – أن موسم التمور يعد فرصة لنقل تراث الأجداد واستمرارية مهنة تميزت بها المدينة المنورة منذ آلاف السنين، وأن التمور التي ننتجها ليست مجرد ثمار، بل هي جزء من الهوية والثقافة. وأضاف الحربي “أشعر بالفخر عندما أرى تمور المدينة تُصدَّر إلى مختلف أنحاء العالم، فهي ليست فقط مصدر دخل لنا، بل هي رمز للجودة والإتقان الذي يُعرف به مزارعو المدينة المنورة. مع استمرار هذا الدعم والتطوير، أؤمن بأن صناعة التمور ستستمر في الازدهار وستظل مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا”. مشيراً أن التمور تعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المدينة المنورة منذ قرون، حيث ارتبطت بالنخيل الذي زرعه الأجداد واعتنوا به على مر العصور، كما يعد موسم تمور المدينة 2024 احتفال بموروث ثقافي واجتماعي يمتد لآلاف السنين. إنه تذكير بقيمة النخيل في حياتنا ودعوة للحفاظ على هذا الإرث الغني وتنميته للأجيال القادمة، مضيفاً أن موسم التمور يحمل رسالة الحفاظ على هذا الإرث التاريخي ونقله إلى الأجيال القادمة، بالتوازي مع تطورات العصر الحديث التي أدخلت تقنيات جديدة لتحسين الإنتاج وزيادة الكفاءة. كمل أنه يشهد العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعزز من مكانة التمور في الحياة اليومية، منها: المزادات العلنية: حيث تُعرض أصناف متنوعة من التمور للبيع في مزادات تجذب التجار والمشترين من داخل المملكة وخارجها، ومعارض التمور التي تستعرض أفضل ما تنتجه مزارع المدينة من أنواع مختلفة، بالإضافة إلى منتجات غذائية مبتكرة تعتمد على التمور كمكون رئيسي، وورش العمل والندوات التي تهدف إلى تثقيف المزارعين والتجار بأحدث الأساليب في زراعة النخيل ومعالجة التمور وتسويقها.

من جانب اخر قال الدكتور صلاح الردادي نائب رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في اتحاد الغرف السعودية سابقاً، إن موسم تمور المدينة المنورة لم يكن موسم حصاد فحسب بل أنه أحد الركائز الأساسية التي تدعم الاقتصاد المحلي وتساهم في تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، والتمور ليست فقط منتجًا زراعيًا تقليديًا، بل أصبحت اليوم منتجًا استراتيجيًا يسهم في تنويع مصادر الدخل وزيادة الصادرات الوطنية. مشيراً أن هناك تحسنًا ملحوظًا في تقنيات الزراعة ومعالجة التمور، مما يزيد من جودة الإنتاج ويساعد على تلبية الطلب المحلي والدولي المتزايد. كما أن التوسع في استخدام التقنيات الحديثة في زراعة النخيل يسهم في تعزيز الإنتاجية وتحقيق كفاءة أعلى في استغلال الموارد المائية والزراعية، كما أنه يعزز الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة المنورة ويعكس عمق التراث والتاريخ الزراعي للمملكة، منوهاً أن دعم المزارعين وتقديم الحلول التقنية الحديثة لهم يعد أمرًا حيويًا لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.

اقرأ المزيد

ذات صلة

المزيد