احتياط المعادن في المدينة .. فرص استثمارية واعدة تعزز الاقتصاد المحلي

تحتضن منطقة المدينة المنورة احتياط ضخم من خامات المعادن الفلزية وغير الفلزية التي تعزز بدورها الفرص والأنشطة الاستثمارية والاقتصاد المحلي في المنطقة، إذ شهد قطاع التعدين في المنطقة نمواً ملحوظاً خلال الربع الثاني 2024، حيث سجل ارتفاعاً بنسبة 12.7%، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة بين القطاعات الاقتصادية التي حققت نمواً.

وتمتلك منطقة المدينة المنورة احتياط كبير من خامات المعادن بنوعيها الفلزية وغير الفلزية حيث يبلغ فيها الخام من الذهب والفضة 1.2 مليون طن خام، و 26 جراماً/طن من الذهب، و 73 جراماً/طن من الفضة، و 42.6 مليون طن خام من النحاس والرصاص والزنك، وتملك 300 ألف طن من خامات التيتانيوم والكروم والنيكل ومجموعة البلاتين، وتشكل خامات النيوبيم والتنتالم وعناصر الأرض النادرة والعناصر المشعة 430 مليون طن، والمغنيزايت -كربونات المغنيسيوم- 12 مليون طن، ويمثل الطق والاسبستوس 20 ألف طن .

وتزخر محافظة مهد الذهب التابعة لمنطقة المدينة المنورة بالمعادن النفيسة، إذ تضم “منجم مهد الذهب” والذي يُعد أقدم منجم في المملكة وأهمها وأشهرها، ويحتوي على خامات من الذهب والفضة والنحاس والزنك والرصاص، وهو أحد مشاريع شركة “معادن” التي تقوم بتطوير وتوسع المنجم لتبلغ طاقته الإنتاجية 200 ألف أوقية من الذهب سنوياً، كما يحتوي المنجم على أكثر من 60 كيلو متر من الأنفاق ويتم إجراء عمليات التنقيب على عمق عمودي يتجاوز 400 متر، ويضم موقع المهد مصنعاً لمعالجة الخام بتقنية الترشيح بالكربون، وينتج منجم مهد الذهب الخام على شكل سبائك ذهب ومركزات النحاس والفضة، وقد بلغ إنتاج المنجم 29.5 ألف أوقية ذهب في عام 2022.

كما تضم المنطقة ثاني المناجم هو منجم التعدين المكشوف “بلغةة الواقع بالقرب من قرية بلغة في محافظة الحناكية على بعد نحو 210 كيلومتر من المدينة المنورة، وهو أحد مشاريع شركة “معادن” أيضاً، بدأ إنتاجه في عام 2003، تبلغ احتياطيات منجم “بلغة” نحو 40 مليون طن بدرجة تركيز تبلغ 1 جرام ذهب للطن، وبنسبة استغلال تبلغ 81% للخام المؤكسد و 53% للخام الصلب، ويُقدر إنتاجه الكلي بنحو 817 ألف أوقية.

أما ثالث أشهر المناجم في المدينة المنورة هو منجم “جبل صايد” الواقع في الجنوب الشرقي من المدينة، والذي تم البدء فيه خلال عام 2014، في حين تم الانتهاء منه في عام 2016، وبلغت تكلفته 810 ملايين ريال، ويعد منجم “جبل صايد” هو أحد المشاريع المشتركة مناصفة بين شركة “معادن” والشركة الكندية باريك للذهب “باريك”، والذي استهدف تطوير وتشغيل المنجم بمتوسط طاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو 60 ألف طن من مركزات النحاس، ويعتبر “جبل صايد” أحد أهم مناجم النحاس المُكتشفة في المملكة وهو منجم تحت سطحي يحتوي على احتياطي مؤكد يصل إلى 99 مليون طن من خام النحاس بنسبه 2.68% من فلز النحاس.

إضافة إلى ذلك، توفر المنطقة بيئة تنافسية لعمليات التعدين نظراً لتوافر المواد الخام والبنية التحتية المتطورة وروابط النقل، إلى جانب إمكانية الوصول إلى موارد الطاقة المتوفرة بكثرة، كما يعزز موقع المنطقة الجغرافي التكامل مع سلاسل التوريد الكبيرة في الأسواق النامية في الشرق الأوسط وآسيا.