الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد أمضى الملياردير بيل جيتس العقدين الماضيين في تحذير عامة الناس من قضايا مشؤومة، من “الكوارث المناخية” القادمة إلى الهجمات الإلكترونية المدمرة. هناك كارثتان محتملتان تثيران أكبر قدر من القلق لدى جيتس.
كما قال مؤسس ميكروسوفت في حديثه لشبكة “سي ان بي سي” أن “الكثير من الاضطرابات” في عالم اليوم يمكن أن تشعل “حربًا كبرى”. لافتا إلى أنه حتى “إذا تجنبنا حربًا كبيرة سيكون هناك جائحة آخري، على الأرجح في السنوات الخمس والعشرين القادمة”.
ينظر العلماء عادةً إلى الأوبئة على أنها أحداث محتملة، بل وحتى حتمية، بمرور الوقت. لقد أصبحت أكثر شيوعًا بالفعل، بسبب عوامل مثل تغير المناخ ونمو السكان، كما تظهر الأبحاث. بالنسبة لجيتس وغيره من دعاة الصحة العالمية، فإن السؤال لا يتعلق بحدوث جائحة أخرى فحسب، بل ما إذا كانت الدول ستكون أكثر استعدادًا مما كانت عليه عندما تفشي فيروس كوفيد-19.
يقول جيتس، في إشارة إلى الولايات المتحدة: “لقد فشلت الدولة التي توقع العالم أن تقود وأن تكون نموذجًا في تلبية هذه التوقعات”.
كتب جيتس كتابًا بعنوان “كيفية منع الوباء القادم” في عام 2022، انتقد فيه حكومات مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة، لعدم استعدادها بشكل كافٍ في عام 2020. وفي الكتاب، وضع عدة توصيات للدول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك سياسات الحجر الصحي الأقوى، والاستثمار في مراقبة الأمراض وتعزيز البحث والتطوير في مجال اللقاحات. وفي حين تم إحراز بعض التقدم، مع زيادة الإنفاق على الاستعداد للوباء في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، يقول جيتس إن الاستجابة العالمية لم تكن كافية بعد.
وقال معربا عن اسفه “على الرغم من تعلم بعض الدروس من جائحة كورونا، إلا أنها كانت أقل بكثير مما كان يتوقع. ولفت جيتس الى أن الانقسامات السياسية التي يعتقد الكثيرون أنها أعاقت استجابة العالم لكوفيد-19 لا تزال تقف في طريق الاستعداد بشكل مناسب للتفشي التالي، ربما، في السنوات الخمس المقبلة، سيتحسن الأمر. ولكن حتى الآن، الأمر مفاجئ للغاية”.
إن منع انتشار الأمراض هو محور حلقة في المسلسل الوثائقي القادم على نتفليكس “ماذا بعد؟ المستقبل مع بيل جيتس”، المقرر عرضه لأول مرة في 18 سبتمبر.
في عرض مسبق للمسلسل على نتفليكس المقدم إلى الشبكة، يجلس جيتس مع الدكتور أنتوني فاوتشي، المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. في تلك المحادثة، يشدد فاوتشي على أن الدول الأكثر ثراءً، مثل الولايات المتحدة، لديها “مسؤولية أخلاقية” لمشاركة مواردها الوفيرة لقيادة الطريق في منع انتشار الأمراض في جميع أنحاء العالم. نشر فاوتشي مذكرات هذا الصيف بعنوان “On Call”، حيث أعرب عن مخاوفه بشأن كيفية مواجهة العالم “لأزمة الحقيقة” بسبب تفشي المعلومات المضللة، مثل النوع الذي هز ثقة الجمهور في مبادرات الصحة العامة.
وأظهر الخبير نبرة أكثر تفاؤلاً في مقابلة أجريت معه في يوليو مع مجلة “بيبل”، حيث قال إنه يعتقد أن ثقة الجمهور في الحقائق العلمية ستعود في النهاية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال