الثلاثاء, 6 مايو 2025

رئيس نيابة الاحتيال المالي يكشف تفاصيل قصة محتال استعان بأحد المشاهير وجمع ملياري ريال

كشف الدكتور نايف الواكد رئيس نيابة الاحتيال المالي في النيابة العامة قصة المشهور الذي شارك في عملية احتيال كبرى جمع عبرها نحو ملياري ريال، مشيرا إلى أن بعض المحتالين يلجؤون للاستعانة بمشاهير لترويج فكرة أو مشروع استثماري بهدف جذب أكبر قدر ممكن من الضحايا.

وتعود تفاصيل القصة بحسب الدكتور نايف الواكد أن محتالا استعان بشخصية مشهورة وروج لفكرة استثمارية لمجمعات عقارية أو تجارية شمال الرياض، وبدأ يروج للفكرة، مما جعل الناس تتهافت لاستثماره معتقدين بأنه استثمار حقيقي وهو استثمار غير حقيقي إطلاقا.

تعظيم العائد الاستثماري هو الفخ:

اقرأ المزيد

وقال الدكتور نايف الواكد لبرنامج (في الصورة) تم بثه بقناة روتانا وتقديم الاعلامي عبدالله المديفر إن أسهل فخ يمكن أن ينفذ منه المحتال هو تعظيم العائد الاستثماري، مستشهدا بشخص روج لمشروع استثماري للذهب وأن رأس المال مضمون والعائد من 30 – 40% جمع مبالغ تصل إلى 180 مليون ريال.

واكد الواكد أن العائد من الاستثمار الحقيقي يتراوح ما بين 5 إلى 7 إلى 9% في العام، مشيرا إلى أنه عندما يأتي شخص ويقول ح يعطيك 40 إلى 50 % يكون مغري جدا، لكن دائما تعظيم العائد المادي فهو فخ.

وتابع: أن الرياض أكثر مدن المملكة في جرائم الاحتيال المالي، ومعامل الاحتيال أكثرها تُدار من جنسيات آسيوية، والنساء وكبار السن أكثر الضحايا”.

وأوضح رئيس نيابة الاحتيال المالي أن سبب إطلاق لقب أصحاب الياقات البيضاء على المحتالين لانه لا يوجد عنف في أساليبهم المرتبة والتي ينبهون بنا الناس بصورة ناعمة جدا، بعكس القتل والسلب التي تتميز بالدماء والعنف، مبينا أن جرائم الاحتيال المالي دائما تكون ذات طابع ذهني.

واشار الدكتور الواكد أن عقوبة جريمة الاحتيال المالي في المملكة 7 سنوات سجن وغرامة 5 ملايين ريال.

حكاية أكبر عملية احتيال في التاريخ

سرد الدكتور نايف الواكد حكاية أكبر عملية احتيال في التاريخ قائلا:”في عام 1822، نشر غريغور ماكغريغور، وهو مواطن من اسكتلندا، إعلانا مدهشا، وقال فيه إنه ابن أحد الصرافين المحليين، وإنه أمير أرض “بويايز” على طول النهر الأسود في هندوراس.

وصوّر ماكغريغور منطقة “بويايز” بأنها أكبر من ويلز بقليل، وخصبة جدا ويمكن أن تنتج ثلاثة محاصيل من الذرة سنويا، وأن المياه فيها نقية ومنعشة يمكنها أن تطفئ أي قدر من الظمأ، وأن فيها كتلا من الذهب تمتد بطول مجاري الأنهار. وكانت الأشجار فيها تعج بالفاكهة، وتكتظ الغابات بالطرائد.

وقد رسم ماكغريغور لوحة لحياة جديدة تشبه جنات عدن، وكانت الصورة التي رسمها نقيضا تماما لاسكتلندا المظلمة الماطرة ذات التربة الصخرية.

وقال إن ما تفتقر له أرض “بويايز” هم المستوطنون والمستثمرون الراغبون في تطوير مواردها والاستفادة منها على أكمل وجه. في ذلك الوقت، كانت الاستثمارات في أمريكا الوسطى والجنوبية تكتسب شعبية، وبدت بويايز عرضا جذابا بشكل خاص.

لم يكن لاسكتلندا يوما أي مستعمرات خاصة بها. ألا يمكن أن تكون “بويايز” ركنا جديدا في ذلك العالم يمكن أن تستغله اسكتلندا بشكل خاص؟

هل كنت ستقع في فخ عملية الاحتيال هذه التي ابتكرها ماكغريغور؟ لقد كان الرجل خبير مبيعات، وعندما تفكر في الأسس النفسية وراء البراعة التي استخدمها في الخداع، فلا عجب أن العديد من الناس خدع فعلا بتلك الأرض الوهمية.

أدرك المحتالون منذ زمن بعيد أن الإقناع يجب أن يجذب جانبين معينين من الحوافز البشرية، المحرك الذي يدفع الناس لفعل شيء ما، والجمود الذي يمنعهم من الإقدام على فعل ذلك الشيء.

على سبيل المثال، نشر ماكغريغور مقابلات في الصحف الوطنية روج فيها للامتيازات التي ستأتي من الاستثمار أو الاستيطان في بويايز. وسلط الضوء على الشجاعة والثبات الذين ستظهرهما هذه البادرة: لن تكون ذكيا وحسب؛ بل ستكون رجلا حقيقيا.

نجحت تلك الأساليب تماما كما كان متوقعا. بل كانت أكثر من ناجحة. فلم يجمع ماكريغور 200 ألف جنيه إسترليني مباشرة فحسب، والقيمة السوقية لسنداته بلغت 1.3 مليون أو 3.6 مليار هذه الأيام، بل أنه أقنع ما يوزاي سبع سفن محملة بالمستوطنين التواقين لشق طريقهم عبر المحيط الأطلسي.

وفي سبتمبر عام 1822، ويناير/كانون الثاني عام 1823، توجهت أول سفينتين إلى الأرض الأسطورية تحملان حوالي 250 راكبا. وكان الناس عليهما سعداء؛ ففن البيع لدى ماكريغور لم يكن له مثيل.

ولكن بعد أقل من شهرين على وصول المستوطنين، وجدوا أن الواقع كان مغايرا بشكل صارخ للإغراءات التي احتوتها كتيبات ماكغريغور. لا موانئ، ولا تطوير، ولا أي شيء. كانت هناك فقط أرض قفر. بويايز لم تكن موجودة على الإطلاق. لقد كانت من نسج خيال ماكغريغور الخصب. كان قد جر المستثمرين والمستوطنين إلى منطقة مقفرة في هندوراس، وسرعان ما بدأ سر ذلك الاسكتلندي القوي يتكشف.

أما المستوطنون، بعد أن تمكن الثلث فقط من النجاة، فقد أنقذتهم سفينة مارة ونقلتهم إلى مدينة بليز. وكانت البحرية البريطانية قد استدعت السفن الخمس الأخرى قبل وصولها إلى وجهتها. أما ماكغريغور فقد فر إلى فرنسا.

إن كان ماكغريغور قد ندم على الإطلاق، فقد كانت طريقته في إظهار ذلك غريبة: إذ لم يمض وقت طويل على وصوله إلى فرنسا حتى بدأ في الترويج لبويايز مرة أخرى. قد تكون استثماراته الأولية تبخرت، إلا أن إتقانه لفن الإقناع لم ينتقص.

وفي غضون أشهر، كان لديه مجموعة جديدة من المستوطنين والمستثمرين مستعدة للذهاب. بيد أن فرنسا كانت أكثر صرامة من إنجلترا إلى حد ما في متطلبات جواز السفر: فعندما رأت الحكومة سيلا من الطلبات للذهاب إلى بلد لم يسمع به أحد، شكلت لجنة للتحقيق في الموضوع. وأخيرا، زج بماكغريغور في السجن.

وبعد عودة وجيزة إلى إدنبرة، اضطر الرجل إلى الفرار مرة أخرى، يتبعه غضب حملة السندات الأصليين في بويايز. وتوفي ماكغريغور عام 1845 في كاراكاس. وحتى هذا اليوم، تبقى الأرض التي كانت بويايز قفرا خربا ومتخلفا، لكنها شهادة على قوة الحيل عندما تكون في أياد قادرة.

ذات صلة



المقالات