الثلاثاء, 29 أبريل 2025

إصدار (تدشين مترو الرياض) .. كيف يسهم القطار في خفض البطالة ودعم السياحة والناتج الإجمالي؟

لمطالعة إصدار (مال) بمناسبة تدشين مترو الرياض أضغط هنا

اهتمت المملكة العربية السعودية في مشاريع السكك الحديدية، ويعتبر حجم المملكة بمساحة قارة وبحجم دول عدة، وبذلك تكثيف السكك الحديدية أمرا ملحا ومهما من الناحية الاستراتيجية حيث أنشأت العديد من المشاريع التي تتعلق في القطارات. إذ تمتلك المملكة خطاً يربط بين الرياض والدمام، بالإضافة إلى قطار المعادن الذي يمتد من شمال المملكة إلى شرقها. ومن جهة أخرى، هناك خط يربط القصيم بالرياض، وآخر يمتد بين المدينة ومكة المكرمة، مروراً برابغ وجدة، والذي يُعرف بـ “قطار الحرمين”.

وأنشأت مترو الرياض الذي تقدر تكلفته بنحو 84.4 مليار ريال ويعتبر هذا المشروع الشريان الرئيسي في مدينة الرياض وسوف يحدث قطار الرياض نقلة اقتصادية نوعية على مدينة الرياض، من ناحية السكان والقطاع الخاص والاستثمار والبطالة وجودة الحياة والسياحة وغيرها من المتغيرات الاقتصادية التي لها تأثير كبير على مدينة الرياض، كما يسهم مشروع الرياض بشكل إيجابي على مبادرات ومستهدفات رؤية المملكة 2030 وتحقق نتائج اقتصادية ممتازة من ناحية تنويع القاعدة الإنتاجية للناتج المحلي الإجمالي وزيادة الإيرادات غير النفطية ورفع من الناتج غير النفطي في الاقتصاد.

اقرأ المزيد

السكان

أطلقت المملكة مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، وجاء هذا المشروع استجابةً للتطورات الاقتصادية المتسارعة في مدينة الرياض، التي شهدت زيادة ملحوظة في عدد السكان، حيث يبلغ العدد الحالي نحو 8.5 مليون نسمة، وهو ما يمثل 27% من إجمالي سكان المملكة.

ومع التوقعات بارتفاع عدد سكان الرياض إلى أكثر من 10 ملايين نسمة، كان لا بد من إنشاء مترو الرياض لتلبية هذه الزيادة وتوفير وسائل نقل متنوعة للمواطنين والمقيمين.

وعند تفعيل مترو الرياض، ستشهد المدينة تحولاً نوعياً يتجلى في انخفاض حوادث السيارات، وتعزيز ثقافة المشي، وتقليص مستويات التلوث. وأشارت دراسة لـ “كابسارك” إلى أن مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام متوقع أن يخفض الطلب على وقود السيارات بنسبة 13%، كما يُنتظر تقليص عدد رحلات السيارات بمقدار 250 ألف رحلة يومياً، وهو ما يعادل 90 مليون رحلة سنوياً.

القطاع الخاص

وتهدف رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 65%، وكذلك مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى 35%، ومن المتوقع أن يسهم مشروع المترو في تحقيق هذا الهدف الطموح، حيث ستشهد الفترة التي تُنفذ فيها مشاريع المترو نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا، سواء أثناء مرحلة الإنشاء أو بعد بدء تشغيل المشروع.

وإذا أردنا أن ننظر إلى العمليات التشغيلية والصيانة وتقديم الخدمات وغيرها من الأعمال فهي تدخل من ضمن مهمات القطاع الخاص وبذلك فإن القطار يعد أحد المحركات الأساسية لرفع من مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

يعتبر اقتصاد القطار ابتكارًا حديثًا نسبيًا في المملكة، ويمثل نقطة انطلاق جديدة في عالم اقتصاد المدن، حيث يفتح أبوابًا رحبة للنمو والاستدامة.

ويعتبر مشروع المترو فور بدء تشغيله، سيعزز إنتاجية المدينة ويعمل على تنويع قاعدتها الإنتاجية، كما سيسهم في تقليل معدلات البطالة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل. فالمشروع لا يقتصر على كونه مجرد قطار، بل هو منظومة اقتصادية كاملة تمتد على نحو 176 كيلو مترًا، تضم نحو 85 محطة و24 مسارًا للحافلات.

الاستثمار

وعلى صعيد آخر، تهدف رؤية 2030 إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تسعى المملكة لرفع مساهمة الاستثمار الأجنبي إلى 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. ومن المؤكد أن مشروع قطار الرياض سيكون أحد العوامل الأساسية في تعزيز وجذب هذه الاستثمارات، إذ يسهم في التنمية الاقتصادية للمدينة، وييسر الاتصال بين الشركات والعملاء، مما يخلق بيئة تنافسية جاذبة بشكل صحي.

وسوف يدعم قطار الرياض مختلف القطاعات الاقتصادية منها: السياحة، التجارة، والخدمات، ويوفر الفرص الاستثمارية المختلفة التي تحتاجها المدينة، ويحسن من مستوى المعيشة، وينعكس ذلك على توفير الوقت والمال على المستثمرين فالمدينة التي يوجد لديها بنية تحتية متطورة ووسائل تنقل متنوعة وسرعة الوصول إلى الأعمال تعتبر مدينة جاذبة للمستثمر المحلي والأجنبي. فالمشروع يسهل الوصول إلى المراكز الرئيسية والمعالم الرئيسية في المدينة وهذه التسهيلات سوف تجذب وتعطي إضافة قوية للمدينة في زيادة وجذب المستثمرين.

البطالة

تسعى المملكة إلى تقليص معدلات البطالة إلى مستويات في حدود 4% و7%، ويعد مترو الرياض رافداً مهماً لتحقيق هذا الهدف من خلال توفير فرص عمل جديدة لم يسبق لها أن وجدت، حيث يعد مشروع القطار شريانا حيويا لسكان العاصمة.

ويُجسد مترو الرياض دوراً محورياً في تعزيز التوظيف من خلال عمليات التشغيل والصيانة وتقديم الخدمات للركاب، بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمه للمرتادين على محطات المترو.

كما يُعزز هذا المشروع الحيوي من الفرص الوافرة في المناطق المحيطة بالمحطات ويدعم حركة المسارات الحافلات، مما يُعزز من آفاق العمل ويُسهم في خفض معدلات البطالة ويزيد من مشاركة المرأة في سوق العمل، إذ تسعى الرؤية 2030 إلى رفع مساهمة المرأة في سوق العمل بنحو 40% وهذا المستهدف سوف يكون مشروع القطار أحد العوامل المساعدة لتحقيقه.

جودة الحياة

يهدف برنامج جودة الحياة إلى تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع وتطوير فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان وتطوير من جودة الطرق والمرافق العامة وتعزيز البنية التحتية للمدينة، ويعتبر قطار الرياض ركيزة أساسية في رفع كفاءة هذه جودة الحياة في المدينة من خلال تسهيل حركة التنقل للأفراد.

وكما يسهم قطار الرياض في تحسين جودة الحياة لسكان الرياض عبر تقليل مستويات التلوث وحركة السيارات، فضلاً عن تقليص الضوضاء، مما يُعزز من صحة الإنسان بشكل عام، وبالتالي ستثمر هذه التحسينات بشكل إيجابي على القطاع الصحي، مُحدثةً تأثيراً واضحاً في حياة المواطنين والمقيمين والزوار.

ومن المعلوم بأن محطات المترو تبعد عن بعضها البعض نحو كيلو متر مربع بمسافة 10 دقائق سيرا على الأقدام، وهذا يعزز من ثقافة المشي لسكان مدينة الرياض وينعكس بذلك على تعزيز الصحة العامة.

السياحة

تسعى رؤية المملكة 2030 إلى تعزيز السياحة بشكل ملحوظ وتنويع الناتج المحلي الإجمالي والقاعدة الإنتاجية للاقتصاد، فالسياحة تعتبر من أحد الممكنات التي تساعد على هذا المستهدف، وتسعى رؤية 2030 من خلال برنامج السياحة إلى استقطاب 150 مليون سائح سنويًا بحلول نهاية العام 2030.

وتعد مدينة الرياض أحد الوجهات الأساسية التي يجب على كل سائح زيارتها، إذ تجمع بين البعد الاقتصادي والجاذبية السياحية.

ويعزز إنشاء قطار الرياض في المدينة من جاذبيتها ويسهل حركة التنقل، خصوصًا خلال المواسم مثل موسم الرياض، حيث يتزايد عدد الزوار بشكل ملحوظ ليتوافدوا على المعالم السياحية الجذابة.

والمترو يعد من العناصر الأساسية التي تعزز من سهولة وسرعة التنقل وتساهم في تعزيز اقتصاديات المناطق السياحية وزيادة الإيرادات السياحية فالمشروع يمر من في معالم سياحية مهمة لمدينة الرياض.

ذات صلة



المقالات