السبت, 3 مايو 2025

“العربية هوية ولغة”… سوق ديناميكي جاذب ومستدام يوفر فرصا كبيرة للمستثمرين والشركات الواعدة

 أصبحت اللغة والهوية أداة اقتصادية في غاية الأهمية، لا تقل قوة وتأثيرا عن النفط أو الموارد الطبيعية، حيث أصبحتا أكثر من مجرد أداة للتواصل، بل قطاعين استثماريين حيويين يسهمان في بناء اقتصادات دول بأكملها.

وتتبوأ اللغة العربية مكانة خاصة في المملكة، كونها لغة القرآن الكريم التي تربطنا بجذورنا، ومفتاح الهوية الوطنية، ورمز التاريخ الثقافي العريق، والأساس الذي يقوم عليه تماسك المجتمع وحضارته، ومع تزايد الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث اللغوي والثقافي، أصبح الاستثمار في هذا القطاع مجالًا متزايد الأهمية.

و تحول الاستثمار في اللغة والهوية إلى قطاع واحد بسبب التحول الكبير الذي شهدته المملكة في الأعوام الأخيرة انطلاقًا من رؤية 2030 التي لم تقتصر على التطور الاقتصادي فحسب، بل شملت تعزيز الهوية والاهتمام باللغة، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقوله: “بلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة، جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا”، ما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على الهوية واللغة والاهتمام بهما ووضعهما في قلب كل إستراتيجية وتطور، حيث يظهر هذا الاهتمام جليًا في تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في 2019 بهدف تعزيز مكانة اللغة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

اقرأ المزيد

وتعد تلك الجهود حجر الأساس لولادة قطاع الاستثمار في اللغة والهوية، حيث لم يعد هذا المجال مقتصرًا على الأبعاد الثقافية أو التعليمية فحسب، بل أصبح له جانب اقتصادي قوي يدعمه محتوى محلي مبتكر وأهداف إستراتيجية واعدة تفتح آفاقًا جديدة للابتكار والإنتاج، مؤكدةً أن العربية لم تعد فقط لغة ثقافة ومعرفة، بل باتت لغة اقتصاد أيضًا، وصار هناك تحول حقيقي واهتمام بارز بهذا القطاع من العديد من الشركات الخاصة والمبادرات الرائدة التي تسابقت للاستثمار فيه.

وانطلقت شركة “تحدث العربية”، لتفعيل اللغة والهوية العربية في الحياة اليومية، ثم تطورت إلى مشروع رائد موظِّفةً العديد من المنتجات والخدمات لتعميق ارتباط الشباب بهويتهم، كما تبرز في هذا السياق أيضًا مجموعة “ون One” التي اهتمت بتوسيع نطاق الاستثمار في اللغة، وأسهمت بشكل كبير في إنتاج محتوى يعكس الثقافة والهوية الوطنية.

أما  شركة “ثمانية” التي غيّرت من المحتوى العربي المسموع، من كتب مقرؤة إلى نقل القصص والتجارب، بينما مجموعة “فوج” أسهمت في الاستثمار بالقطاعات التي تهتم بالهوية واللغة، وتنتج أعمال فنية لإثبات هذا الأمر.

ويعكس النمو والتطور المتسارع في القطاع كيف تحولت العربية هويةً ولغةً إلى سوق ديناميكي جاذب ومستدام، يوفر فرصًا كبيرة للمستثمرين والشركات الواعدة التي تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة لتجسيد رؤية المملكة في التوجه نحو الاقتصاد المعرفي، ودعم التقدم الحضاري، وتعزيز مكانة الثقافة العربية محليًا وعالميًا.

 

ذات صلة



المقالات