ترشيح الملياردير سكوت بيسينت لمنصب وزير الخزانة الأمريكية .. ما الذي يعنيه للأسواق العالمية؟!

رحبت الأسواق المالية يوم الاثنين باختيار الرئيس المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الخزانة الأمريكي، حيث ارتفعت العملات في جميع أنحاء العالم على أمل أن يتمكن مدير صندوق التحوط سكوت بيسنت من تخفيف حدة آراء ترامب الاقتصادية.

ترحيب واسع:
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الخضراء مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.8% عقب الانباء، مما قلص بعض مكاسبه الأخيرة بعد ارتفاع ملحوظ منذ أواخر سبتمبر. كان اليورو من أفضل العملات أداءً، حيث ارتفع بنحو 1% ليتداول عند 1.0517 دولارًا.

كما تم تداول الين والجنيه الإسترليني والعملات الأسترالية على ارتفاع مقابل الدولار. وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي يتفاعل فيه المستثمرون العالميون مع الأخبار الواردة في أواخر يوم الجمعة والتي تفيد بأن ترامب أشار إلى عزمه ترشيح بيسنت لقيادة أحد أكثر الأدوار تأثيرًا في الحكومة الأمريكية.

تتمتع وزارة الخزانة بإشراف واسع النطاق على السياسة الضريبية والدين العام والتمويل الدولي. ويرى الاستراتيجيون أن بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار “كي سكوير غروب” ومقرها كونيتيكت، “رجل يتمتع بقبول”، ومشارك معروف في السوق واختيار أكثر اعتدالا مقارنة ببعض منافسيه. ومن المتوقع أن يدفع الرجل البالغ من العمر 62 عاما ترامب إلى النظر في نهج أكثر مرونة للتعريفات الجمركية، وتقليص التنظيم لتعزيز النمو واستهداف خفض الإنفاق بالعجز.

وقالت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون، في مذكرة بحثية: “لقد أدى اختيار ترمب لمنصب وزير الخزانة إلى رفع معنويات المستثمرين بشكل أكبر مع استعداد الأسهم في وول ستريت لموجة أخرى من المكاسب. وأضافت أن “المسيرة الطويلة لمدير صندوق التحوط سكوت بيسنت في التعامل مع التقلبات والمنعطفات في الأسواق، عززت الثقة في السياسات الواردة المؤيدة للأعمال ورفعت الآمال في أن تكون أي تعريفات مستهدفة للغاية وربما أقل تضخمًا في طبيعتها”.

أدى فوز ترمب التاريخي في الانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر إلى زيادة المخاوف بشأن احتمال ارتفاع الأسعار، مما دفع الاستراتيجيين إلى إعادة النظر في آفاق عائدات السندات والعملات العالمية. ومن المعتقد على نطاق واسع أن تعهد ترامب بإدخال تخفيضات ضريبية ورسوم جمركية باهظة يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي الأمريكي – لكنه قد يؤدي إلى توسيع العجز المالي وإعادة تغذية التضخم. في محاولة لزيادة الإيرادات، اقترح ترامب أنه قد يفرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة 20% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، مع تعريفة تصل إلى 60% للمنتجات الصينية وواحدة تصل إلى 2000% على المركبات المصنعة في المكسيك. بينما يشكك العديد من خبراء الاقتصاد في فعالية التعريفات الجمركية، دافع بيسنت عنها باعتبارها “أداة مفيدة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للرئيس”. ومع ذلك، فقد دعا أيضًا إلى “رفع” التعريفات الجمركية تدريجيًا.

نهج مرن:
قال محللون في رابوبانك في مذكرة بحثية: “إن الأخبار التي تفيد بأن سكوت بيسنت هو الخيار الأول لمنصب وزير الخزانة الأمريكي القادم قد أثارت احتمال تخفيف بعض” قرارات ترامب “. لافتين إلى أن “بيسنت، مدير صندوق التحوط الكلي الناجح، يميل الى خفض عجز الميزانية الأمريكية إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يشير بوضوح إلى انخفاض الرغبة في الإنفاق بالعجز”. وقد دعا بيسنت، الذي عمل ذات يوم لدى رجل الأعمال والمستثمر الملياردير جورج سوروس، إلى ما يسمى بهدف 3-3-3، والذي يشير إلى خطة لخفض العجز إلى 3% بحلول عام 2028، وتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 3% وإضافة 3 ملايين برميل نفط جديد يوميًا.

يتوقع بعض الاستراتيجيين أن يتم الترحيب باختيار ترامب لمنصب رئيس الخزانة باعتباره خبرًا جيدًا للعملات الآسيوية خلال الأشهر المقبلة.

وقال سكوت سبرات، الاستراتيجي في سوسيتيه جنرال للخدمات المصرفية للشركات والاستثمار، في مذكرة بحثية: “إن وجهة نظر السوق القائلة بأن بيسنت هو مرشح “الأيدي الآمنة”، قد تنعكس على الارتفاع في سندات الخزانة، حيث تم استبعاد خطر وجود مرشح أكثر غرابة”.

وأضاف “إننا نشك في أن وجهة نظره بأن التعريفات الجمركية يجب أن تكون “متعددة الطبقات” وأن المستويات الأولية التي تتم مناقشتها هي مواقف “متطرفة”، من شأنها أيضًا أن تقدم دفعة افتتاحية لسوق الصرف الأجنبي في آسيا واليوان الصيني”.

انتقادات ماسك:
من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا إيلون ماسك إلى أن ترشيح بيسنت كرئيس للخزانة سيكون مخيبا للآمال. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إكس في 16 نوفمبر، وصف ماسك بيسنت بأنه “اختيار العمل كالمعتاد”، مضيفًا أن “العمل كالمعتاد يقود أمريكا إلى الإفلاس”.

العملات الرقمية:
كان بيسنت أيضًا من دعاة تبني ترامب لصناعة التشفير، مما يعني أنه قد يصبح قريبًا أول رئيس للخزانة يؤيد علنًا الأصول المشفرة. تعهد ترامب سابقًا بجعل أمريكا “عاصمة التشفير على هذا الكوكب”.

اخترقت عملة البيتكوين مستوى 99000 دولار لأول مرة الأسبوع الماضي حيث يواصل المستثمرون تسعير عودة ترامب إلى البيت الأبيض.