السبت, 15 مارس 2025

رئيس “بوينج” لـ (مال): لدينا تراكم طلبات أكثر من 730 طائرة من السعودية وقطر والامارات .. ونجري محادثات لتطوير صناعة الألمنيوم في المملكة

في لقاء حصري مع “صحيفة مال”، كشف الدكتور براندان نيلسون رئيس شركة بوينج العالمية، عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطيران،  في منطقة الشرق الأوسط والمملكة خاصة. ووفقاً لنيلسون، فإن أسطول الركاب والشحن العالمي سيتضاعف خلال العقدين المقبلين، ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب على الطائرات التجارية الجديدة في الشرق الأوسط وحده 3,000 طائرة، منها نسبة 45% للطائرات ذات البدن العريض، وهي النسبة الأعلى عالميًا. وأكد أن تراكم الطلبات الإقليمية يبلغ حاليًا أكثر من 730 طائرة تشمل طلبات من شركات طيران كبرى مثل الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض وطيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، مما يبرز الإمكانيات الهائلة للنمو في هذا السوق.

وخلال الحوار، تحدث رئيس شركة بوينج عن رؤية 2030 ودورها في تعزيز مكانة السعودية كقوة إقليمية وعالمية في الطيران، حيث تهدف إلى خدمة 330 مليون مسافر سنويًا وجذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030، موضحا أن “بوينج” تعمل على مشاريع رائدة في السعودية، بما في ذلك تسليم 39 طائرة لطيران الرياض في الربع الأول من عام 2025، وتوسيع التعاون في مجال الدفاع وتوطين الصناعات، بالإضافة إلى دمج المكونات المعدنية المصنعة في السعودية ضمن عمليات تصنيع الطائرات.

وتطرق رئيس شركة بوينج إلى الطلبات الجديدة للطائرات من دول الخليج وآسيا، واستراتيجيات الشركة للتغلب على التحديات التصنيعية وتعزيز سلامة الإنتاج، إلى جانب التطورات في مجال كفاءة الوقود وتقليل الانبعاثات الكربونية.

اقرأ المزيد

نص الحوار

*ما توقعاتك لسوق الطيران على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة من حيث النمو والمبيعات والأسواق الجديدة؟

– أنا متفائل بشأن مستقبل سوق الطيران، وخاصة في الشرق الأوسط والسعودية. وفقًا لتوقعات سوق بوينج التجارية، فإن أسطول الركاب والشحن العالمي سيتضاعف تقريبًا على مدار العشرين عامًا القادمة، حيث من المتوقع أن تستحوذ شركات الطيران على 44 ألف طائرة جديدة بحلول عام 2043.

في الشرق الأوسط وحده، نتوقع الطلب على أكثر من 3000 طائرة تجارية جديدة، حيث تشكل الطائرات ذات البدن العريض 45% من هذه التسليمات – وهي أعلى نسبة بين المناطق العالمية. ومن المقرر أيضًا أن يتضاعف أسطول الطائرات ذات الممر الواحد في المنطقة، مدعومًا بتوسع شركات الطيران منخفضة التكلفة وشبكات المسافات القصيرة.

لدينا تراكم إقليمي صحي لأكثر من 730 طائرة من شركات الطيران الكبرى مثل الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض وطيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، مما يؤكد على إمكانات النمو القوية في هذا السوق.

إن رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لعام 2030 لمملكة نابضة بالحياة ومبتكرة وغنية بالتكنولوجيا وهدف المملكة الطموح المتمثل في خدمة 330 مليون مسافر وجذب 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030 من شأنه أن يفتح فرصًا جديدة إضافية. ويعد الطيران أحد أعظم المحركات الاقتصادية في العالم، ونحن في بوينج فخورون بالمساهمة في جهود المملكة لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في تعزيز الابتكار في مجال الطيران على المستويين الإقليمي والعالمي.

*هل لديكم أي طلبات لطائرات جديدة من دول الخليج والدول الآسيوية؟ وما هو حجم هذه الطلبات؟

– تسلط الطلبات الأخيرة من المنطقة الضوء على النمو المستمر في الطلب على الشحن الجوي من عام لآخر، فضلاً عن الحاجة المتزايدة إلى الطائرات المتقدمة والفعالة والمستدامة. في أكتوبر، قدمت شركة الإمارات للشحن الجوي طلبًا لشراء خمس طائرات شحن من طراز 777، ليصل إجمالي سجل طلباتها إلى 249 طائرة بوينج عريضة البدن، بما في ذلك 14 طائرة شحن من طراز 777.

في يوليو 2024، قدمت الخطوط الجوية التركية طلبًا كبيرًا لشراء أربع طائرات شحن من طراز 777، مما سيوسع أسطولها إلى 12 من هذه الطائرات. تظل طائرة الشحن 777 هي طائرة الشحن الأكثر مبيعًا لدى بوينج على الإطلاق، مع أكثر من 265 عملية تسليم.

بالإضافة إلى ذلك، في يوليو، طلبت الخطوط الجوية القطرية 20 طائرة ركاب أخرى من طراز 777-9، ليرتفع إجماليها إلى 60 طائرة. لقد لعبت دورًا رئيسيًا في إطلاق برنامج 777X وهي العميل الأول لإطلاق طائرة الشحن 777-8، مع طلب 34 طائرة شحن من الجيل التالي.

ما زلنا فخورين جدًا بطلبات الخطوط الجوية السعودية وطيران الرياض اعتبارًا من مارس 2023 لما يصل إلى 121 طائرة دريملاينر. يمثل الطلب خامس أكبر طلب من حيث القيمة في تاريخ بوينج وسيدعم الخطة الاستراتيجية الأوسع للمملكة لتحويل البلاد إلى مركز طيران عالمي.

*ما حجم وعدد مشاريع بوينج في المملكة؟ هل هناك أي مناقشات حول مشاريع جديدة، خاصة مع رغبة المملكة في تطوير وتوطين أنظمة الدفاع؟

– تتمتع بوينج بشراكة تمتد لنحو 80 عامًا مع السعودية مما سمح لنا بتأسيس حضور قوي في المملكة. بدأت علاقتنا الطويلة الأمد مع القوات الجوية الملكية السعودية في عام 1978 بشراء أسطول المملكة الأولي من طائرات F-15C / D، ومنذ ذلك الحين قمنا بتسليم أكثر من 400 طائرة دفاعية. نحن فخورون بدعم أسطول القوات الجوية الملكية السعودية، والذي يتضمن مقاتلات بوينج F-15SA، وطائرات الهليكوبتر الهجومية AH-64E Apache و AH-6، وطائرات الهليكوبتر CH-47 Chinook ذات الرفع الثقيل، وطائرات AWACS E-3A، وطائرات الشحن / والتزود بالوقود KC-3A، وأنظمة ScanEagle.

وتستعد شركة بوينج لمواصلة دعم عملائها القدامى والمرموقين في المملكة بطائرات التفوق الجوي الأكثر قدرة في الإنتاج اليوم حتى يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الدفاعية الحالية والمستقبلية. على سبيل المثال، ستضيف طائرة F-15EX قدرات حاسمة للقوات الجوية السعودية، حيث تسعى البلاد إلى تسريع تحديث قواتها المسلحة.

وتعطي استراتيجية “بوينج” التوطين في المملكة الأولوية للتصنيع الدائم والتكامل في سلاسل التوريد العالمية وتوسيع الدعم المحلي. من خلال الاستفادة من الشراكات مع شركات الدفاع الرائدة، نحن ملتزمون بدمج التقنيات المتقدمة التي لا تعزز الفعالية التشغيلية فحسب، بل وتعزز أيضًا سلاسل التوريد العالمية.

نحن منخرطون بشكل نشط في المناقشات المتعلقة برغبة المملكة في تطوير وتوطين أنظمة الدفاع، ولدينا سجل حافل في تنفيذ المشاريع الصناعية التي تدعم هذا الهدف. ومن الأمثلة البارزة على ذلك إنشاء شركة دعم الطائرات العمودية السعودية (SRSC)، والتي فتحت العديد من الفرص التجارية في صيانة الطائرات العمودية وإصلاحها وتجديدها، ليس فقط في السعودية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي.

ومن الأمثلة الأخرى مركز دعم القرار الذي أنشأناه في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض، والذي تستخدمه القوات المسلحة السعودية لنمذجة نشر القدرات الحالية والجديدة، والتي يديرها جميعها مهندسو برمجيات سعوديون. بالإضافة إلى ذلك، أقمنا شراكة مع ثلاث جامعات سعودية رائدة – جامعة الفيصل، وجامعة الأميرة نورة، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية – لتعزيز الفرص التعليمية والبحثية.

ومؤخرًا، وقعنا مذكرة تفاهم مع شركة البحري للخدمات اللوجستية لاستكشاف التعاون في سلسلة التوريد والتوزيع. ونهدف معًا إلى المساهمة في نمو القدرات الدفاعية للمملكة ودفع التقدم في قطاع الطيران من خلال الاستفادة من المنطقة اللوجستية المتكاملة الخاصة.

*التزمتم سابقًا بدمج المكونات المعدنية المصنوعة في السعودية في تصنيع الطائرات. ما مدى التقدم المحرز في هذا المشروع؟

– لقد وقعنا اتفاقية غير ملزمة مع وزارة الاستثمار ومعادن لاستكشاف طرق لتعزيز قدرات تصنيع الألمنيوم في المملكة. نحن نعمل الآن بنشاط نحو الانتهاء من اتفاقية رسمية، والتي ستدعم هدف السعودية في أن تصبح رائدة عالمية في تصنيع الألمنيوم المستخدم في صناعة الطائرات – أحد أكثر المواد استخدامًا في بناء الطائرات.

*أبرمتم اتفاقية تعاون استثماري مع الشركة الوطنية للتصنيع “تصنيع” لتطوير سلسلة توريد التيتانيوم لصناعة الطيران في المملكة، حدثنا عن تطورات المشروع؟

– تتعاون شركة بوينج مع شركة التصنيع وصندوق الاستثمارات العامة (PIF) وتشارك في مناقشات لبدء دراسة رؤية تركز على التيتانيوم، وتهدف هذه الدراسة إلى تعزيز فهمنا لإنتاج التيتانيوم وسلسلة التوريد مع استكشاف فرص التعاون داخل قطاع المواد الحيوية هذا لتصنيع الطائرات.

– “
بوينج” ملتزمة بتسليم 39 طائرة جديدة إلى طيران الرياض في الربع الأول من عام 2025. هل أنتم على المسار الصحيح لتنفيذ الجدول الزمني المحدد، أم أن هناك أي تعديلات؟ وهل سيتم تسليم الطائرات الـ 39 دفعة واحدة أم على مراحل؟.

– نحن نشعر بالفخر لأن شركة طيران الرياض، أحدث شركة طيران في المملكة، قدمت طلبًا لشراء 39 طائرة بوينج 787-9 في مارس 2023، مع خيار شراء 33 طائرة أخرى. ونتطلع إلى البناء على هذه الشراكة ودعم هدف المملكة المتمثل في خدمة 330 مليون مسافر وجذب 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.

*واجهت “بوينج” تحديات في أنظمة التصنيع والسلامة في الآونة الأخيرة، هل تعطينا ملخصًا لأحدث تطورات الشركة في هذا الصدد، وهل أثرت هذه التحديات على حصتكم في السوق؟

– نحن ننفذ استراتيجية شاملة تهدف إلى معالجة تحدياتنا المالية مع تعزيز مراقبة الجودة ومنع المشكلات المستقبلية. أحد الجوانب الأساسية لهذه الاستراتيجية هو تغيير الثقافة داخل المنظمة. نحن ندرك أن الثقافة مدفوعة بالقيم، ونحن ملتزمون بإعادة تعريف هذه القيم. يتضمن هذا دمج قادتنا بشكل أوثق مع الأعمال؛ نعتقد أنه من الضروري أن يكونوا حاضرين في أرض المصنع لفهم العمليات بشكل مباشر.

بالإضافة إلى ذلك، نركز على منع تفاقم المشكلات وتعزيز التعاون بشكل أفضل بين الفرق. وسيتم دعم ذلك من خلال إيقاع أعمال أكثر تفصيلاً يشجع على التواصل المفتوح وحل المشكلات بشكل استباقي.

إن إنهاء إضراب العمال أمر ضروري، ونحن نعمل بنشاط على تنفيذ خطة السلامة والجودة الخاصة بنا. كما نحتاج إلى إدارة ميزانيتنا العمومية بشكل فعال لدعم الاحتفاظ بتصنيفنا الائتماني من الدرجة الاستثمارية.

لقد أعلنت شركة بوينج يوم الاثنين عن زيادة رأس المال بقيمة 21 مليار دولار، والتي تشمل 16 مليار دولار من الأسهم العادية و 5 مليارات دولار من الأسهم الممتازة القابلة للتحويل الإلزامي. يعد هذا الإجراء أحد الخطوات الحكيمة العديدة في خطتنا الشاملة لاستعادة ميزانيتنا العمومية وتوفير السيولة اللازمة للتنقل في بيئتنا الحالية وأيضًا لدعم تعافينا الأوسع بينما نعمل على استقرار الأعمال وتحسين الأداء وبناء مستقبل قوي لشركة بوينج.

*ما هي أحدث التقنيات التي تستخدمها بوينج لتحسين كفاءة الوقود والحد من الانبعاثات الكربونية؟

يربط السفر الجوي بين الناس والثقافات والشركات، ويقدم خدمات أساسية مثل مهام الإغاثة من الكوارث وتسليم الإمدادات الطبية إلى المناطق النائية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا حيويًا في تسهيل التجارة والسياحة الدولية.

ولكن يتعين علينا الحفاظ على فوائد الطيران مع العمل بجد قدر الإمكان للحد من آثاره البيئية.

تلتزم بوينج بمعالجة هذا التحدي من خلال العديد من الاستراتيجيات المبتكرة التي تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية. يعد تجديد الأسطول أحد أهم المسارات. حيث يقلل كل جيل جديد من الطائرات من استخدام الوقود والانبعاثات بنسبة 15-25%. يمثل النشر الكامل لأحدث جيل من الطائرات المساهمة الأكبر في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكننا تحقيقها على مدى العقد المقبل.

إن تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال الأدوات الرقمية هو مجال حاسم آخر، إلى جانب تطوير الطائرات التي تستخدم التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الهيدروجين والدفع الكهربائي، فضلاً عن التصاميم الديناميكية الهوائية الجديدة.

وفيما يتعلق باستخدام الطاقة المتجددة، يعد التحول إلى وقود الطيران المستدام (SAF) أحد أكثر الطرق فعالية للحد من انبعاثات صناعة الطيران. يمكن لوقود الطيران المستدام خفض الانبعاثات الكربونية على مدار دورة حياته بنسبة تصل إلى 85% وهو متوافق مع البنية التحتية الحالية. حاليًا، يمكن مزجه بوقود الطائرات العادي بنسبة تصل إلى 50%، ويعمل بسلاسة مع طائرات اليوم ولا يتطلب أي تغييرات في البنية التحتية للوقود.

ذات صلة



المقالات