الثلاثاء, 29 أبريل 2025

قطار الرياض فكرة تبناها الملك سلمان منذ 16 عاما وحولها إلى مشروع أصبح حقيقة

كشفت الهيئة الملكية لمنطقة الرياض عن وثيقة يعود تاريخها للعام 2009، احتوت على صورة خطاب من الأمير (الملك) سلمان بن عبدالعزيز عندما كان اميرا لمنطقة الرياض موجه الى خادم الحرمين الشريفين (آنذاك) الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله – يقدم من خلاله مقترح تأسيس منظومة النقل العام في العاصمة ومنها القطار.

واشتمل الخطاب الذي صدر في 20 أكتوبر 2009 على فكرة تأسيس العمود الفقري لنظام النقل العام المتمثل بإنشاء قطار كهربائي لفك الازدحام المروري الذي تعاني منه الطرق الرئيسية بالعاصمة التي تشهد نموا سكانيا وتوسعا عمرانيا وازدهارا اقتصاديا. اذ قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بإعداد خطة شاملة بعيدة المدى لتطوير نظام النقل العام بمدينة الرياض.

وتؤكد الوثيقة التي رفعها الملك سلمان عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، رئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض للملك عبدالله بن عبدالعزيز، استشرافه لمستقبل العاصمة؛ من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان، وكذلك اهتمامه بالتخطيط وإعداد الدراسات اللازمة والتصاميم الهندسية والمواصفات الفنية ووثائق الطرح؛ قبل الرفع بالمشروع، مما يؤكد أن المشروع عبارة عن نموذج متميز لتنفيذ المشاريع الكبرى التي تبدأ بخطط مُحكمة متدرجة، وتنتهي إلى واقع ملموس؛ بالرغم من كل التحديات أمام إنشاء أحد أضخم مشاريع النقل العام في العالم.

اقرأ المزيد

الوثيقة تؤكد اهتمام الملك سلمان بالتخطيط وإعداد الدراسات اللازمة والتصاميم الهندسية والمواصفات الفنية ووثائق الطرح؛ قبل الرفع بالمشروع، حيث جاءت بعد اكتمال الدراسات الفنية بالتعاون مع شركات استشارية عالمية من ألمانيا وكندا وفرنسا، مع مشاركة خبراء عالميون من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا.

الأمر الواضح والجلي هو أن المملكة ومنذ أمد بعيد ظلت تتعامل بالنظرة المستقبلية للدولة، في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى بعيدة المدى، حيث لا يهم تغيير المناصب بقدر ما هو مهما الثبات في القيادة المؤسسية، إضافة إلى الثقة في القرارات، ثم التنفيذ وفقا للرؤية ذات الأثر الاستراتيجي المستدام على المواطن والمقيم.

ولأن نجاح المشاريع الكبرى لا يتأتى إلا بالتنسيق والمواءمة وحوكمة العمل، حيث تم التنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة بالمشروع، مثل وزارة المالية، ووزارة النقل، ومرور المنطقة وأمانتها، كما أشارت إلى الاجتماعات التنسيقية التي تمت تمهيدًا للرفع بفكرة المشروع.

بعد 16 عاما بالتمام والكمال تحول الحلم لواقع ملموس وتحديدا يوم الأربعاء الماضي الموافق 27 نوفمبر افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشروع قطار الرياض، الذي يُعد العمود الفقري لـ “شبكة النقل العام بمدينة الرياض” وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة.

وبدعم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، أكملت الهيئة الملكية لمدينة الرياض ـ بحمد الله ـ إنجاز هذا المشروع الذي يُعد أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم، كونه يغطي كامل مساحة مدينة الرياض ضمن مرحلة واحدة، فضلاً عن طبيعته الدقيقة ومواصفاته التصميمية والتقنية العالية، وانسجامه مع الخصائص الاجتماعية والبيئية والعمرانية لمدينة الرياض وسكانها، إلى جانب ما يسهم به المشروع من عوائد على مدينة الرياض تتجاوز توفير خدمة النقل العام، ورفع مستوى جودة الحياة فيها بشكل عام، بما ينسجم مع مستهدفات “رؤية المملكة 2030” .

يضم مشروع «قطار الرياض» 19 موقعاً لمواقف عامة للسيارات على مختلف المسارات في معظم أجزاء المدينة بقدرات استيعابية تتراوح بين 400 و600 سيارة؛ بهدف تسهيل استخدام شبكة القطارات بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة في التنقل داخل المدينة، إلى جانب إنشاء 7 مراكز لمبيت وصيانة القطارات في أطراف مسارات الشبكة.

كما يضم المشروع 190 قطاراً تحتوي على 452 عربة، جرى تصنيعها من قِبَل 3 من أكبر مصنّعي عربات القطارات في العالم وهي «سيمنز» الألمانية، و«بومباردييه» الكندية، و«ألستوم» الفرنسية.

ويبلغ الطول الإجمالي لشبكة مترو الرياض 176 كيلومترا، ويشمل 84 محطة، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبد الله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام.

ذات صلة



المقالات