سلطت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة خلال مشاركتها في المعرض والمؤتمر السعودي للخطوط الحديدية الضوء على مستقبل النقل في المدينة، واستعرضت خدمات حافلات المدينة، وأحدث حلول التنقل بين المواقع والمعالم، ومشروع الحافلات السريعة ذات المسار المحدد (BRT)، ودور المنطقة في تعزيز منظومة النقل والشحن والخدمات اللوجستية.
وكان تقرير حالة التنمية المستدامة لمنطقة المدينة المنورة 2024 الصادر عن هيئة تطوير المدينة، أشار إلى أن الخدمات اللوجستية الحضرية في المدينة المنورة تعد – كاستراتيجية تضمن حركات شحن فاعلة واستجابات مبتكرة لمطالب العملاء والأعمال في المناطق الحضرية – بمثابة مجال ناشئ يهدف إلى جعل حركة الشحن فاعلة مع التخفيف من الازدحام والعوامل الخارجية البيئية، خاصة أثناء موسم الزيارة، وهذا يتطلب إدارة أفضل لسهولة الوصول إلى الحرم، حيث يتنافس المشاة ووسائل المواصلات والسيارات، خاصة أثناء وقت الصلاة.
وأوضح التقرير أن موسم الزيارة لقد أدى بالفعل إلى زيادة كميات البضائع المنقولة داخل المدينة المنورة، وترتبط الزيادة في عدد الزوار بمستوى نشاط الشحن الحضري، حيث ترتبط بمستويات الدخل والاستهلاك. وأثناء مواسم الزيارة يتم تزويد المدينة المنورة بمجموعة متنوعة من سلاسل التوريد التي تخدم مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، مثل: الفنادق، ومحلات البقالة، والبيع بالتجزئة، والمطاعم، والإمدادات، والمواد الخام، وقطع الغيار، ومواد البناء، والنفايات.
وأضاف أنه نظراً لأن حركة الشحن تشترك عادة في البنية التحتية مع حركة الركاب، فقد أصبحت حركة الشحن في المدينة المنورة تمثل مشكلة متزايدة. من الملاحظ أن الازدحام المرتبط بنقل البضائع يتحول إلى قضية خطيرة عند الوصول إلى عتبة حوالي مليون نسمة كما هو الحال في المدينة المنورة.
كما أكد أنه بالنظر إلى المستوى المتزايد لإنتاج السلع وتوزيعها واستهلاكها، فإنه يجب أن يكون لدى المدينة المنورة مخططات لإدارة التداول، حيث يحتل توزيع الشحن الحضري مكانة بارزة، ويتراجع الإمداد العام من البنية التحتية وخدمات النقل في المدينة المنورة في مقابل التوسع الحضري المتسارع، إضافة إلى أنشطة مواسم الزيارة، مما يضعف من كفاءة المناطق الحضرية.
ولمعالجة مشكلة التنقل، أشار التقرير إلى أن المدينة المنورة قامت بإعداد مخطط عام متكامل للنقل الترددي بالمدينة لعام 2025، بهدف تحسين جودة النقل وسلامته وفاعليته، وتهدف إلى وجود نظام نقل عام متطور، وتقليل الاختناقات المرورية، وتحسين تجربة نقل الزوار في سهولة ويسر، وتوفير الأمان لكبار السن والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة.
وتتمثل مستهدفات خطة حافلات النقل السريعة (BRT) في المدينة المنورة بحلول عام 2025، (المسارات الرئيسية) حيث من المستهدف إنشاء 46 محطة يخدمها 85 حافلة، ومن 26 إلى 34 مليون عملية إركاب سنوية، وتغطي من 80% إلى 90% من السكان، فيما يُستهدف في (مسارات التغذية) وجود نقطة توقف كل مسافة من 500 إلى 1600 متر يخدمها من 120 إلى 166 حافلة، ومن 30 إلى 40 مليون عملية إركاب سنوية، وتغطي من 80% إلى 90% من السكان.
وقد فرض التوسع الحضري زيادة حجم سكان المدينة المنورة ليصل قريباً إلى ما يزيد على مليوني نسمة. وفي المستقبل سيكون مشروع النقل السريع بالحافلات – وحده – غير كاف لنقل الملايين من السكان يومياً، ولمقابلة هذا الطلب يجب أن تضع المدينة المنورة مجموعات متنوعة من البدائل لوسائل النقل العامة ذات الطاقة الاستيعابية المرتفعة، كالمترو والسكك الحديدية والنقل السريع بالحافلات. وتتطلب المدن الكبرى نظام نقل متعدد الوسائط، ويجب أن يتكامل هذا النمط من وسائل النقل ذات الطاقة الاستيعابية المرتفعة مع وسائل التنقل الأخرى، كحركة المشاة والدراجات وغير ذلك من الوسائل الخاصة التي ستكون بمثابة “مغذيات”، هذه “المغذيات” هي عامل رئيسي في التجمعات الحضرية الكبرى.
إضافة إلى ذلك، بيّن التقرير أن المدينة المنورة – مع كثرة سكانها – توفر تكتلات اقتصادية ووفورات الحجم، ولكنه الأمر الذي يتطلب أيضاً ضخ استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية للنقل لمقابلة الطلب المتزايد على التنقل، ولذلك فقد شرعت الجهات المعنية بالمدينة المنورة في تنفيذ مشروع ضخم بشأن النقل.
وفي مجال الاستثمار والمشاريع الاستراتيجية، تم إنشاء مشروع قطار الحرمين السريع يبلغ طوله الإجمالي حوالي 450 كيلو متر رابطاً بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة، كما تم ربطه مع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ويبلغ طول المشروع داخل حدود منطقة المدينة المنورة حوالي 202 كيلو متر، وينتهي في شرق الكتلة العمرانية للمدينة المنورة، ويقع بالقرب من تقاطع طريق الملك عبد العزيز مع طريق الملك خالد (الطريق الدائري الثالث)، ويعتبر هذا المشروع قفزة نوعية في عملية تطوير المدينة المنورة.