قفزت 175% خلال عامين .. (مال) ترصد 4 أسباب لارتفاع أسعار القهوة عالميا مع استقرارها محليا

كشف رصد لـ (مال) ارتفاع أسعار حبوب البن (القهوة) عالميا بنحو 175% خلال عامي 2024 و2023، مدعومة بـ 4 أسباب رئيسية هي تقلبات الطقس في البرازيل وفيتنام، أكبر منتجي ومصدري العالم، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن نتيجة للازمات الجيوسياسية، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة للازمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على أسعار الأسمدة عالمياً.

ووفقاً للرصد سجلت أسعار القهوة ” روبوستا” أعلى مستوياتها التاريخية خلال 50 عاماً بعد أن سجلت مستوى 5724 دولار للطن في نهاية سبتمبر الماضي قبل تراجعها إلى 5230 دولار للطن هذا الأسبوع، مقارنة بمستوى 3025 دولار للطن بداية العام الجاري ومستوى 1900 دولار للطن بداية العام 2023 أي أن عامي 2024 و 2023 شهد ارتفاع أسعار القهوة بنحو 3330 دولار للطن بارتفاع 175%.

ووفقا للهيئة العامة للإحصاء تشهد أسعار البن (القهوة) استقرارا نسبيا في السوق المحلية، حيث سجلت أسعار البن (حب/هري) نحو 45.3 ريا للكيلو في أكتوبر الماضي مقارنة بنحو 42.8 ريال للطن نهاية العام 2022 أي أن أسعاره خلال نحو عامين ارتفعت بنحو 6% فقط. فيما استقرت أسعار البن (حب/لقمتي) في أكتوبر الماضي عند 31.1 ريال للطن مقابل 31.8 ريال للطن نهاية العام 2022. وتستورد المملكة نحو 48% من واردات القهوة (البن) من اثيوبيا، و12% من البرازيل، و6% من الهند.

ويظهر الرصد أن سلسلة الارتفاعات الأخيرة على خلفية مخاف نقص المعروض العالمي بعد تقلبات الطقس الشديدة التي شهدتها كل من البرازيل وفيتنام، أول وثاني اكبر منتجي ومصدري العالم، ويمثلان معا نحو 50% من الامدادات العالمية.

ففي البرازيل شهدت ولاية ميناس جيرايس، المنتجة لنحو 30% من محصول الأرابيكا في البرازيل انخفاض كبير في كميات الامطار  امتدت خلال أشهر العام الجاري لتسجل البرازيل اسوء موجة جفاف تتعرض لها منذ العام 1981، وهو ما آثار المخاوف من تأثر محصول البن البرازيلس هذا العام، حيث توفر البرازيل أكثر من ثلث إمدادات القهوة في العالم وهي المصدر الرئيسي لحبوب أرابيكا الحلوة، والتي تمثل في حد ذاتها حوالي 75% من إنتاج القهوة في العالم.

وتشكل حبوب القهوة “روبوستا” الأكثر مرارة  الربع المتبقي (25%)  من إنتاج القهوة العالمي، حيث تعد فيتنام المنتج الرئيسي لها وتليها إندونيسيا، حيث أدت موجات الجفاف التي شهدتها فيتنام هذا العام  إلى تقليص إنتاج القهوة فيها بشكل كبير، وتوقعت وزارة الزراعة في فيتنام انخفاض الإنتاج هذا الموسم 2023-2024 بنسبة 20% بسبب الجفاف، مما أدى إلى أصغر محصول في أربع سنوات.

وبالإضافة إلى تقلبات الطقس في الدول الرئيسية المنتجة للقهوة عالميا أدت الحرب الروسية الأوكرانية الحالية إلى تعطيل سلاسل التوريد الحيوية من أوكرانيا مما أثر على توافر الأسمدة وغيرها من الإمدادات الأساسية اللازمة لزراعة القهوة مما  أدى إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمنتجين، الذين يجدون صعوبة في الحفاظ على الربحية نتيجة لارتفاع النفقات التشغيلية.

وشكل اضطراب سلاسل التوريد العالمية وارتفاع تكاليف الشحن سواء لمدخلات الإنتاج (الأسمدة) أو الشحن لمناطق تشهد صراعات مثل منطقة البحر الأحمر وتغير مسارات البواخر بعيدا عن المرور فيه إلى زيادة أسعار الشحن البحري والتي انعكست على الأسعار العالمية للعديد من السلع ومنها القوة بمختلف أنواعها.

يذكر أن الإنتاج العالمي من حبوب القهوة يصل لنحو 10 مليون طن سنويا، فيما تبلغ الصادرات العالمية نحو 9 مليون طن، وتستحوذ البرازيل على نحو 32% من الصادرات العالمية وتليها فيتنام 18% وكولومبيا 8% واندونيسيا والهند 5% لكل منهما.