استطلاع: الإدارة المالية أصبحت أولوية رئيسية لـ 82% من سكان المملكة

كشف تقرير صادر حديثًا حول توجهات المستهلكين لعام 2025 عن تغيّرات جوهرية في سلوكيات المستهلكين في المملكة العربية السعودية لعام 2025، مشيراً إلى أن الإدارة المالية والصحة والاستدامة والسفر هي أولويات المستهلكين، وأن 87% من سكان المملكة الذين تم استطلاع آرائهم ضمن 525 مشاركًا قد وضعوا قرارات للسنة الجديدة مقارنة بـ 77% في عام 2024.

وأوضح التقرير الذي أجرته شركتا “تولونا” و”ميتريكس لاب”، أن الإدارة المالية أصبحت أولوية رئيسية لسكان المملكة، حيث أشار 82% من المشاركين إلى تركيزهم على تحسين إدارة نفقاتهم وتوفير المال.

وأفاد 47% بأنهم يخططون للحصول على وظيفة جديدة، بينما أشار 64% إلى أنهم يسعون لتحسين إدارة شؤونهم المالية. كما أن 64% يهدفون إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فيما يخطط 74% لتناول الطعام الصحي.

وأشار التقرير إلى أن التحول نحو الإنفاق بحكمة انعكس في عدة تغييرات واضحة في السلوك الاستهلاكي، اذ أفاد 35% من المشاركين إلى تقليل إنفاقهم على السلع الفاخرة والخدمات الممتازة، بينما يخطط 42% لتقليص تناول الطعام في الخارج وخدمات التوصيل، وأفاد 41% أنهم سيخفضون الإنفاق على الطلبات الجاهزة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتزم 36% تقليل شراء الإكسسوارات، فيما يخطط 30% لتقليل الإنفاق على الأجهزة الإلكترونية.

وأضاف التقرير، أنه لازال الكثيرون يركزون على النفقات التي تعزز جودة حياتهم، حيث أشار 50% من المشاركين إلى أنهم سيستمرون في الاستثمار في اشتراكات الترفيه والقنوات التلفزيونية، بينما يخطط 55% للاستمرار في شراء منتجات العناية بالبشرة. كما تظل اللياقة البدنية أولوية رئيسية، حيث يخطط 64% للحفاظ على عضوياتهم في النوادي الرياضية ومراكز اللياقة البدنية.

أما على المستوى الشخصي، فقد أعرب 61% من سكان المملكة عن رغبتهم في قضاء المزيد من الوقت مع عائلاتهم في عام 2025، مما يعكس تحولًا نحو تعزيز العلاقات الشخصية مع الالتزام بالانضباط المالي.

وذكر التقرير ذاته، أنه على الرغم من أن 28% من سكان المملكة يخططون لتقليل الإنفاق على النفقات الكبيرة، مثل السيارات المستعملة بنسبة 46% والعلامات التجارية الفاخرة بنسبة 41%، إلا أن هناك توجهًا للاستثمار في عناصر فاخرة أخرى حيث أشار 68% إلى أنهم يخططون لشراء العقارات أو المنازل، فيما يخطط 65% لشراء المجوهرات الذهبية والماسية، و64% للاستثمار في الأجهزة الإلكترونية الفاخرة.

كما أن الصحة والرفاهية أصبحت محركًا رئيسيًا لقرارات المستهلكين في المملكة، حيث أشار 42% إلى أنها من أولوياتهم للعام الجديد. وأوضح 64% من المشاركين أنهم يخططون لممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الطعام الصحي.

و أظهر التقرير أن 46% يعتزمون زيادة استهلاكهم للأطعمة النباتية والمنتجات العضوية، بينما يفضل 47% المنتجات الخالية من المسببات مثل الغلوتين. وأشار 62% إلى أنهم سيزيدون استهلاكهم للأغذية الطازجة، بينما يخطط 35% لتجربة منتجات غذائية صحية جديدة.

علاوة على ذلك، أفاد 54% من المشاركين بأنهم مستعدون لدفع أسعار أعلى مقابل الأغذية الطازجة، حيث اعتُبرت الجودة بنسبة 57% والسعر بنسبة 46% من العوامل الرئيسية المؤثرة على قرارات شراء المواد الغذائية. ويفضل 36% المنتجات العضوية، فيما يختار 24% البدائل النباتية، و 31% المنتجات الخالية من الغلوتين.

وبين التقرير أن 90% من المشاركين يخططون للسفر الدولي في عام 2025، مع وجهات رئيسية تشمل مصر بنسبة 21%، تركيا بنسبة 20%، والولايات المتحدة بنسبة 11%، ومن المتوقع أن يقوم المسافرون بثلاث رحلات دولية في المتوسط خلال العام. كما أبدى 68% من المشاركين استعدادهم لدفع المزيد للحصول على تجارب سفر فاخرة، بما في ذلك خدمات الطيران الممتازة والإقامات في فنادق خمس نجوم والرحلات المُنظمة. منوهاً أن الاستدامة تلعب دورًا رئيسيًا في قرارات الشراء لسكان المملكة.

و أظهرت الدراسة أن 41% مستعدون لدفع المزيد مقابل العبوات الصديقة للبيئة، بينما يفضل 43% المنتجات التي تعتمد ممارسات شفافة وأخلاقية. كما يعتبر 53% من المشاركين المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات عاملًا حاسمًا في قراراتهم الشرائية، على الرغم من الظروف الاقتصادية الحالية.

وبحسب التقرير، يخطط 26% من المشاركين لشراء سيارات هجينة في عام 2025، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بحلول النقل المستدامة، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعي أداة لا غنى عنها للتفاعل الرقمي في المملكة حيث أظهرت الدراسة أن 78% من المشاركين يخططون لزيادة نشاطهم على يوتيوب وإنستغرام، بينما أبدى 74% نيتهم في تعزيز مشاركاتهم على هذه المنصات، مقارنة بـ 60% على سناب شات و71% على تيك توك.

من جهته، قال جورج عكاوي المدير الإقليمي في تولونا لمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا، أن مشهد المستهلكين في السعودية لعام 2025 يعكس تحولًا واضحًا نحو اتخاذ قرارات مدروسة وهادفة، فالإدارة المالية الحكيمة، الاستدامة، والرفاهية الشخصية تشكل أولويات بارزة. يقدّم هذا التقرير خارطة طريق للشركات لبناء الثقة، وتعزيز الولاء، وتحقيق النمو المستدام.