الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحتضن المدينة المنورة 8 مشاريع تخصيص وشراكة بين القطاعين العام والخاص، تتميز باستدامتها في قطاعات واعدة، حيث تشمل هذه المشاريع ما هو قيد التشغيل، وما هو قيد الإنشاء، بالإضافة إلى مشاريع قيد الطرح، إذ تسهم جميعها في تعزيز جودة الحياة ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة.
مشاريع قيد التشغيل
شملت مشاريع التخصيص والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي في مرحلة قيد التشغيل، مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنورة الذي يعد نموذجاً ومثالاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص كأول مطار يتم تخصيصه في المملكة بمنتصف عام 2012 ليستقبل أكثر من 10 ملايين مسافر، وهو أول مطار في المملكة تم إنشاؤه بالكامل من قبل القطاع الخاص بأسلوب BTO.
وتضم المشاريع أيضاً مشروع محطة معالجة المياه المرحلة الثالثة بطاقة تبلغ 200 ألف متر مكعب في اليوم، والذي بدأ التشغيل التجاري له في الربع الرابع من عام 2024 – المياه المجددة تستخدم في الري الزراعي – وتم تسليمها للمؤسسة العامة للري ضمن منظومة نقل وخزن تم انشائها مع المشروع، كذلك تم في المشروع إنشاء محطة تحويل كهربائية لخدمة المشروع وتزويده بالطاقة الكهربائية.
وتألف التحالف الفائز بالمشروع الذي تم طرحه على المستثمرين بنظام البناء والتملك والتشغيل ثم نقل الأصول (BOOT)، من شركة أكسيونا أغوا و الشركة الدولية لتوزيع المياه المحدودة (توزيع) وشركة تماسك، واستخدم في المشروع تقنية “SBR” ويخدم المشروع المستفيدين في منطقة المدينة المنورة، كما أن هذا المشروع الاستراتيجي يضم وحدات طاقة شمسية لتقليل استهلاك الكهرباء من الشبكة.
وكان لقطاع التعليم نصيباً من التخصيص والشراكة بين القطاعين، حيث دشنت وزارة التعليم بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص أول مشروع تخصيص في قطاع التعليم، يتمثل في إسناد بناء وتشغيل 60 مدرسة جديدة في المدينة المنورة إلى القطاع الخاص، بقيمة استثمارية إجمالية بلغت 5.2 مليار ريال على مدار 23 عامًا، ضمن عقد شراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويُعتبر المشروع الأول من نوعه في قطاع التعليم بالمملكة ويستهدف 60 مبنى مدرسيًا يخدم أكثر من 50 ألف طالب وطالبة، مجهزة المباني بالكامل بالخدمات والمرافق التعليمية المتطورة، مما يدشن مرحلة جديدة في تخصيص الخدمات وتحسين الأداء ورفع الكفاءة التشغيلية، مع تقديم أرقى الخدمات للطلاب والطالبات وأسرهم. وتم تشغيل المرحلة الأولى من المشروع بنجاح، حيث استقبلت 30 مدرسة طلاب وطالبات العام الدراسي الحالي 1446/1447، فيما تستعد 30 مدرسة أخرى ضمن المرحلة الثانية لاستقبال الطلاب في العام المقبل.
وتهدف الشراكة الاستراتيجية بين وزارة التعليم وشركة تطوير المباني، وبدعم من المركز الوطني للتخصيص، إلى تحقيق مبادرة “طيبة بلا مبان مستأجرة”، التي تستهدف الوصول إلى نسبة 0% من المدارس المستأجرة بحلول عام 2025، وذلك في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030.
مشاريع قيد الإنشاء
فيما احتوت مشاريع التخصيص والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي في مرحلة قيد الإنشاء، مشروع “المستضيف المحايد” الذي يُعد أول مشروع للتخصيص والشراكة بين القطاعين العام والخاص بنموذج (PPP) لإنشاء وتشغيل شبكة تغطية الاتصالات بالمسجد النبوي الشريف بهدف الارتقاء بجودة وكفاءة خدمات الحلول التقنية والاتصالات لتلبية احتياجات الزوار.
ويهدف مشروع المستضيف المحايد إلى تصميم وبناء وإدارة البنية التحتية لشبكة الاتصالات والبيانات في المسجد النبوي الشريف باستخدام أحدث التقنيات لمدة 15 عامًا، وذلك في إطار تمكين مزودي خدمات الاتصالات لتحقيق الكفاءة التشغيلية لمستخدمي الشبكات داخل المسجد النبوي الشريف وفي نطاق الساحات المحيطة به من خلال حلول التغطية الداخلية (IBS) بتركيب 600 نقطة بث واتصال ضمن شبكة الجيل الخامس 5G والجيل الرابع 4G وحلول الشبكة اللاسلكية WiFi لتخدم بذلك 500 ألف زائر في وقت واحد، بما يدعم برنامج التحول الرقمي وتقديم خدمات الاتصالات بكفاءة وموثوقية عالية وبما يتواءم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وجاء مشروع إنشاء مستشفى الأنصار في المدينة المنورة بسعة 244 سريراً على مساحة 13.35 ألف متر مربع، كأول مشروع من نوعه تنفذه وزارة الصحة بالشراكة مع القطاع الخاص على مستوى القطاع الصحي بالمملكة (B.O.T) وفق معايير المركز الوطني للتخصيص، حيث وقعت الوزارة عقد إنشائه مع تحالف شركتي تماسك والغانم إنترناشيونال.
ويعد مستشفى الأنصار النموذج التطبيقي الأول لمبادرة مشاركة القطاع الخاص في مجال إنشاء وتشغيل المستشفيات، حيث يمثل هذا المستشفى أهمية خاصة نظرًا لموقعه المجاور للحرم النبوي الشريف، كما أن المشروع يتماشى مع زيادة الطلب على الخدمة المتوقعة من زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار.
وتحقق شراكة مستشفى الأنصار أحد أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة بزيادة حصة القطاع الخاص بالمشاركة في تقديم الخدمات الصحية وتحسين البنية التحتية، ورفع معايير السلامة وإدارة المرافق الصحية حيث من المتوقع أن يتم طرح عدد من مستشفيات وزارة الصحة لمشاركة القطاع الخاص.
مشاريع قيد الطرح
وفيما يتعلق بمشاريع التخصيص والشراكة بين القطاعين العام والخاص التي في مرحلة قيد الطرح، يأتي مشروع شبكة النقل السريع للحافلات في المدينة المنورة التي تتألف من 3 مسارات رئيسية بطول إجمالي يبلغ 64.6 كيلومتر تضم 46 محطة، إضافة إلى شبكة حافلات تغذية، وتقدّر الطاقة الاستيعابية للمشروع بـ 1800 راكب في الساعة.
وتأهلت 3 تحالفات، تضم شركات سعودية وفرنسية وإيطالية وبريطانية وإسبانية، للمنافسة في هذا المشروع الذي يشمل نطاقاً واسعاً من العناصر، بما في ذلك التمويل والشراء والمستودعات وأسطول الحافلات وأنظمة النقل الذكية، إضافة إلى تشغيل وصيانة الأسطول وتحصيل الأجرة.
وسيتم تمديد المسار الأول بطول 16.2 كيلومتر من أُحد إلى مسجد قباء، وسيتضمن 12 محطة توقف ومرفقين للركن وصعود الركاب، أما المسار الثاني والرئيس فيبلغ طوله 38 كيلومتراً، ويبدأ من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينة المنوّرة ويمر بالمسجد النبوي وينتهي عند مسجد الميقات، وسيحتوي على 24 محطة، و 3 مرافق للركن وصعود الركاب، بينما المحور الثالث فيبدأ من نهاية طريق القصيم وينتهي عند مسجد الأمير عبدالمجيد، ويبلغ طوله 10.4 كيلومتر ويضم 10 محطات ومرفقاً للركن وصعود الركاب.
كما ضمت المشاريع مشروع تطوير أراضي بمساحة تتجاوز 110 آلاف متر مربع “الاستثمار المشترك للأراضي”، حيث أعلنت أمانة منطقة المدينة المنورة في يناير 2025، بالتعاون مع وزارة البلديات والإسكان والمركز الوطني للتخصيص عن إطلاق مرحلة طلب إبداء الرغبة وطلب التأهيل المسبق لمشروعين عقاريين (مشروع الاستثمار المشترك لأرض سكة الحديد، ومشروع الاستثمار المشترك لأرض ذو الحليفة)، وستنفذ هذه المشاريع وفق نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال عقود التشييد والتملك والتشغيل والنقل لمدة 30 عامًا، وذلك بهدف إعادة تعريف مفهوم البنية التحتية الحضرية في منطقة المدينة المنورة.
ويهدف المشروع في حي سكة الحديد إلى تطوير أرض تمتلكها الحكومة بمساحة تتجاوز 84.6 ألف متراً مربعاً إلى منشأة متعددة الاستخدامات، ويقع المشروع غرب المدينة المنورة في موقع مميز يُسمح فيه ببناء منشآت تصل ارتفاعاتها إلى 20 طابقاً، كما يتميز المشروع بارتباطه بشبكة الطرق الرئيسية، مما يضمن سهولة الوصول إليه من جميع أنحاء المدينة. وسيعمل على تكامل الخدمات مع المشاريع السكنية المجاورة التي تطورها الشركة الوطنية للإسكان، لتلبية احتياجات المجتمع وتوفير الخدمات في ظل النمو السكاني المطرد في نطاق 5 كيلومترات.
ويشمل المشروع مركزاً طبياً متقدماً من 4 طوابق يتسع نحو 200 سرير، بالإضافة إلى عيادات خارجية وخدمات طبية متعددة التخصصات ومرافق طبية أخرى مثل الصيدلية والمختبر، وسيتم تعزيز هذه الخدمات بإنشاء مجمع تجاري يضم مجموعة متنوعة من المتاجر، بما في ذلك متاجر الأزياء والمطاعم والمرافق الترفيهية.
فيما يهدف المشروع في حي ذو الحليفة إلى تطوير أرض تمتلكها الحكومة بمساحة تتجاوز 30.1 ألف متراً مربعاً إلى منشأة متعدد الاستخدامات على بُعد 6 كيلومترات فقط من المسجد النبوي، ويتضمن المشروع فندقاً من فئة الأربع نجوم يدمج بين المساحات التجارية والعيادات الصحية، مما يوفر مزيجاً من خدمات الضيافة والخدمات الأساسية، كما توفر المساحات التجارية المهيأة للمشاة تجربة مميزة للتسوق المريح وتناول الطعام والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى احتواء المشروع على عيادات خارجية لتقديم الخدمات الطبية المتخصصة والتشخيصية، ومواقف للسيارات لضمان سهولة وصول المستفيدين للمرافق.
إضافة إلى ذلك، ضمت المشاريع التي قيد الطرح مشروع طرح تخصيص نادي الأنصار في المدينة المنورة أمام المستثمرين المحليين والدوليين، وذلك ضمن المرحلة الثانية من المسار الثاني في مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي يهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ومنح الفرص للقطاع الخاص للمشاركة في بناء وتنمية القطاع الرياضي، بما يحقق الفائدة المرجوة للمنتخبات الوطنية والأندية والممارسين للرياضة كافة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال