الثلاثاء, 8 أبريل 2025

ضمن جلسات ملتقى السوق المالية: ضرورة استعداد الشركات المالية للتكيف مع الابتكار التقني لضمان الاستدامة

في إطار مناقشات استكشاف التوجهات المستقبلية، عقدت جلسة حوارية تحت عنوان “استكشاف الفرص وسط آفاق متغيرة”، على هامش ملتقى الأسواق المالية، ركزت على استراتيجيات التنويع الحديثة والتأثير المتزايد للتقنية على القطاع المالي.

وناقش المتحدثون في الجلسة كيف يمكن للابتكار التقني أن يعيد تشكيل سلوكيات العملاء وكيف يمكن لبنوك الاستثمار وشركات إدارة الأصول التكيف لتلبية احتياجات المستثمرين في المستقبل. كما تم تسليط الضوء على كيفية استغلال التعاون بين الشركات لتعزيز العروض ودفع عجلة الابتكار في سوق يشهد منافسة متزايدة.

أكد رائد الحميد وكيل هيئة السوق المالية لمؤسسات السوق، على أن سوق رأس المال يشهد تطوراً مستمراً، مشيراً إلى التغيرات الكبيرة التي طرأت في الأعوام الخمس الماضية، والتي انعكست على نمو السوق. كما تحدث عن نمو قطاع “فنتك” في المملكة العربية السعودية، موضحاً أن السوق السعودي سجل نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وأصبح من بين أفضل عشرة أسواق على مستوى العالم. كما أشار إلى أن عمليات الاكتتاب العامة قد تجاوزت 50 اكتتاباً، وأن هذا النمو كان نتيجة للبنية التحتية القوية والأنظمة المدعومة من هيئة السوق المالية.

اقرأ المزيد

وتابع الحميد بالحديث عن تطوير سوق المال، موضحاً أن المراجعات المستمرة لآليات السوق ساعدت في تقليص فترة الطرح والاكتتاب إلى النصف. في حديثه عن المستقبل، توقع الحميد أن تكون هناك العديد من المفاجآت والخطط الجديدة التي ستساهم في تطور السوق بشكل أكبر.

ومن جانبه، أشار نايف المسند العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للجزيرة كابيتال، إلى أن سلوكيات المستثمرين في الأسواق قد شهدت تغيرات ملحوظة، موضحاً أن الاستثمار في الابتكار والمستقبل أصبح أساسياً للنجاح، وأن عدم الاستثمار في هذه الاتجاهات قد يضع المستثمرين في مواقف صعبة. كما تطرق إلى سوق العقارات، مع التركيز على أهمية البنية التحتية كمحور رئيسي في تحفيز الاستثمارات، مشيراً إلى أن التمويل لا يمكن أن يقتصر على الأصول فقط، بل يجب أن يكون مرتبطاً بتوجهات السوق المستقبلية.

في حين ركز محمد الشماسي الرئيس التنفيذي لدراية المالية، على تغيرات فئات الأصول، مشيراً إلى أن دخول التقنية والابتكار قد غيرت هذا التوجه بشكل كبير، حيث بدأنا نشهد ظهور أصول جديدة مثل “فنتك” التي ساهمت في تطوير الاستشارات المالية. كما أشار إلى أن الاستشارات العالمية أصبحت تستخدم التقنيات الحديثة لجذب فئات أوسع من المستثمرين، مما يعزز من نمو المدخرات ويحقق نتائج إيجابية للمستثمرين الباحثين عن نمو.

وتطرق الشماسي إلى التحولات التي شهدها السوق على مدار العقد ونصف العقد الماضي، حيث بدأت الموجة الأولى مع سيطرة المستثمرين الأفراد، تلتها المؤسسات والمستثمرين الأجانب، وأخيراً بدأت تظهر فئة جديدة من المستثمرين المعتمدين على الخوارزميات. وأكد أن التطور الكبير في أسواق المال كان مدفوعاً بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التي أوجدت نماذج جديدة للاستثمار.

فيما سلط لؤي بافقيه رئيس إدارة الأوراق المالية ورئيس إدارة تقنية المعلومات المكلف في شركة الأهلي المالية الضوء بافقيه الضوء على دور التقنية والبيانات في تحفيز نمو السوق، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات تعتمد بشكل أساسي على البيانات. كما أكد أن التقنية يجب أن يتم دراستها على ثلاث مستويات: مستوى العميل حيث توفر حلولاً للمنتجات والخدمات، المستوى الثاني للمؤسسات حيث تخدم التقنيات هذه المؤسسات، والمستوى الثالث الذي يتعلق بنشر هذه التقنيات. وأضاف أن السوق يشهد تغييرات إيجابية، خاصة في جذب الشباب الذين يعيدون تعريف مفهوم الثقة في السوق، حيث أصبح العملاء يتوقعون توفير خدمات مبتكرة وسهلة.

ويعد ملتقى الأسواق المالية منصة رائدة تسهم في تعزيز التعاون والحوار باعتباره الحدث الأكبر عالميًا على مستوى الأسواق المالية الذي يعكس التزام مجموعة تداول السعودية بتعزيز مكانة السوق المالية السعودية كمركز مالي عالمي.

ذات صلة



المقالات