الجمعة, 11 أبريل 2025

نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار متحدثا أمام (ليب 2025): “أرامكو” تستخدم الذكاء الاصطناعي من مرحلة التنقيب

قال أحمد بن عثمان الخويطر، النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في شركة أرامكو، إن “ليب” أصبح أحد المؤتمرات التقنية الرائدة في العالم، وإحدى أهم الوجهات التي لا يتخلف عنها روّاد الأعمال والتنفيذيون، وكذلك الشغوفون بالتقنية، مضيفا بأنه يشهد توسعًا وتقدمًا عامًا بعد عام. مؤكدا أن الركة تستخدم الذكاء الاصطناعي في التنقيب والإنتاج.

وأضاف” ندرك الإمكانات الهائلة التي تمتلكها التقنية لإحداث تحوّل في قطاعنا، و نعلم ذلك من واقع ما أحدثته من تغيير كبير على مدى السنوات المائة الماضية. ولكن ظهور الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة حلّقا بنا إلى عالم جديد من الفرص التي لا حدّ لها تقريبًا، وبوتيرة لا أظن بأننا شهدناها من قبل، ففي أعمالنا، تساعد التقنية في المحافظة على بيئتنا من خلال تحسين الاستدامة وتساعد موظفينا من خلال تحسين السلامة. وتساعد عملاء الشركة من خلال تحسين الموثوقية”..

وأشار إلى أنه في فترات توقف العمل غير المقررة وحالات تعطّل المعدات، تكلف القطاعات في جميع أنحاء العالم نحو تريليون دولار، وهذا يعادل إجمالي الناتج المحلي للمملكة تقريبا، مبينا أن نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة تسمح لهم بالتنبؤ بسلامة المعدات في المستقبل والحدّ من تعطلها قبل وقوعه، وهذا أحد الأمثلة البسيطة على ذلك.

اقرأ المزيد

وأكد الخويطر أن استخدامهم للذكاء الاصطناعي يبدأ من مرحلة التنقيب، من خلال البيانات السيزمية القديمة. إلى جانب مجال الإنتاج، قال الخويطر باعتباره أكثر دقة، حيث يمكنهم من الحفر بشكل مستقل حتى يتمكنوا من زيادة الإنتاج إلى أقصى حد، وخفض التكاليف والحدّ من الانبعاثات، منوها بأن التحدّي الحقيقي لا يكمن في تطوير هذه التطبيقات بل في كيفية التوسع في تطبيقها لتشمل أعمالًا على مستوى القطاع الصناعي، وليس الهدف استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب بل تحقيق أقصى قيمة ممكنة منه.

وأشار إلى أن تطبيق أقصى إمكاناته يتطلب جمع كميات هائلة من البيانات في العالم الحقيقي، ومن ثم توفير الطاقة الحاسوبية والبنية التحتية للحوسبة ليتمكنوا من عمل النماذج، ومع أنه في الآونة الأخيرة، وبعد النجاح الذي حققه “ديب سيك”، فقد لا يكون ذلك بالأهمية التي كنّا نعتقد. مضيفا في ذلك ” أهم العناصر الذي أراه يغيب عن أذهاننا في ظل حماسنا تجاه التقنية، هي أننا بحاجة إلى الموهبة البشرية، فنحن بحاجة إلى الخبراء المختصين الذين يمكنهم أن يخبرونا ما إذا كانت مخرجات النموذج مطابقة للواقع أم لا”.

ووأوضح الخويطر أن أرامكو ليدها أكثر من 90 عامًا من البيانات الخاصة التي تعود ملكيتها لها والتي جمعتها من عمليات المسح الجيولوجية والسيزمية، كما أنها نقوم في كل يوم بجمع المعلومات من 10 مليارات نقطة بيانات في مرافقها، تذهب مباشرة إلى مراكز للحلول الهندسية.

وأردف أن أرامكو هي شركة الطاقة العالمية الوحيدة التي حصلت على أكثر من 3 جوائز، التي تمنح تكريمًا للشركات التي تتبنّى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وعندما يتعلق الأمر بالقدرات الحاسوبية، فقد وضعوا ثقلهم الاستثماري في هذا المجال في الآونة الأخيرة. كما رفعت أرامكو ، مؤخرًا، سعة تخزينها للبيانات لتصل إلى 1,500 بيتابايت، بالإضافة إلى مضاعفة القدرة الحاسوبية لمركز البيانات في الشركة.

وأضاف “تشغّل الشركة مجموعة متنوعة من أجهزة الحاسوب العملاقة (سوبر كمبيوتر)، مثل حاسوب الدمام 7 الذي يُعد من أسرع الحواسيب في المنطقة، إلى جانب عدد من أنظمة INVIDIA Superpods. علاوةً على ذلك، أعلنت الشركة في العام الماضي عن إقامة شراكة مع شركة (Groq) لإنشاء أول مركز لاستقراء الذكاء الاصطناعي في المنطقة، ويسعدني أن أقول إننا نجحنا سويًا في تحقيق ذلك في الوقت المحدد وفي إطار الميزانية المحددة”.

وأردف الخويطر ” كما أظهرت شركة ديب سيك ، لا يقتصر إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تتمتع بقدرات عالية على شركات التقنية العالمية فحسب، بل أصبح في متناول المؤسسات، وحتى الناشئة منها، تصميم نموذج ذكاء اصطناعي يتناسب مع أعمالها”.

وكشف أن آخر ابتكارات الشركة، هي نموذج المحوّل لمعالجة السلاسل الزمنية “بلانت ميتا برين”، وهو نموذج محوّل لمعالجة السلاسل الزمنية يستخدم مجموعات بيانات ضخمة للسلاسل الزمنية. وباستخدام مجموعات البيانات هذه، أصبح بإمكانهم نمذجة العمليات في الوقت الفعلي التي تعتمد عليها أعمال الشركة، فضلًا عن إمكانية تقديم تصورات قابلة للتنفيذ للمشغلين والمهندسين والعلماء في الشركة”. مؤكدا بأنه لا فائدة من وجود مجموعات كبيرة من البيانات أو أحدث البنى التحتية من دون وجود الكفاءات لاستغلالها.

وأكد الخويطر أن الشركة تدرب أكثر من 6 آلاف مطوّر ذكاء اصطناعي في مختلف دوائرها، وتعمل بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة، مثل: كلية إمبريال كوليدج، ومعهد كاليفورنيا للتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لإلحاق المئات من موظفيها ببرامج دراسية للحصول على درجات علمية متقدمة. كما تستعين الشركة أيضًا بالمهندسين والعلماء والمشغلين العاملين لديها بالفعل للعمل مع مطوري الذكاء الاصطناعي لتدريب نماذج جديدة، مما يجعلها أكثر فعالية وموثوقية. وقبل أن أختم حديثي، أريد أن أنظر إلى الصورة كاملة. يتعيّن تشغيل جميع هذه النماذج الجديدة وجميع هذه الحواسيب العملاقة من مكانٍ ما.

ونوه بأن مراكز الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات تستهلك حاليًا نحو 3% من الطلب العالمي على الكهرباء. وفي ظل هذه التطورات التي يتم مناقشتها في مؤتمر “ليب” وغيره من المؤتمرات، من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء بنهاية هذا العقد. مؤكدا أن أرامكو قادرة تمامًا على الإسهام في تلبية الطلب المتنامي على طاقة موثوقة وأكثر استدامة وبتكلفة معقولة.

وقال إن استثماراتهم في التقنيات منخفضة الكربون، مثل استخلاص الكربون وتخزينه، والهيدروجين، ومصادر الطاقة المتجددة، يمكن أن تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية لهذا النمو في الطلب، وبالطبع تم تمكين وتسريع تطوير جميع ذلك بفضل الذكاء الاصطناعي.

وقال النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار في شركة أرامكو في ختام كلمته لا تستفيد أرامكو من حجمها ونطاقها الفريد في تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي على نطاق صناعي فحسب، بل تستفيد أيضًا من البيانات التي تمتلكها على مدى عقودٍ من الزمن، والأهم من ذلك تستفيد من خبرائها في المجال، أي من كفاءات الكوادر البشرية”.

 

ذات صلة



المقالات