الأربعاء, 28 مايو 2025

المدينة المنورة: رحلة تحول أحياء عشوائية إلى نموذجية تنبض بالحياة

انتعشت الأحياء العشوائية في المدينة المنورة إثر تحولها من أحياء تتسم بالعشوائية إلى أحياء نموذجية ومراكز سياحية وتجارية صديقة للإنسان والبيئة عبر مشاريع تطويرية نفذتها هيئة تطوير المنطقة ضمن برنامج “أنسنة المدينة”، حيث أسهمت تلك المشاريع في إحداث نقلة نوعية ذات بُعد إنساني في المنطقة.

ويأتي ضمن تلك المشاريع الحي النموذجي في حمراء الأسد والذي سيظل شاهداً على إمكانية تحقيق تطلعات الإنسان في التحسين المستمر في بيئته المحيطة، حيث تحولت الفوضى التي كانت تعُجّ في الحي إلى نموذج يحكي جمالية العمران المتناسق وتناغم الألوان، فقد كان يضُم 37 مسكناً من المنازل الشعبية المتراصة بطريقة غير المنظمة، ليكون أول الأهداف الاستراتجية التي تحققت في هذا المشروع الذي تعيشه أحياء أخرى في الوقت الحالي بالمدينة المنورة والتي تعزز القيم الإسلامية والحضارية.

وشملت الأعمال التطويرية أيضاً تطوير برنامج “أنسنة المدينة” لحي سيد الشهداء بالمدينة المنورة لتشمل هذه المرحلة من المشروع نحو 20 منطقة سكنية داخل الحي الذي يقع بجوار جبل أُحد بحيث تضم تلك المناطق نحو 621 مبنى سكني، وتضم المناطق الترفيهية بمجموع 15 موقعاً بمساحة إجمالية تُقدر بـ 48 ألف متر مربع ضمن مراحل المشروع التطويري الذي تشهده المنطقة الأمر الذي يسهم في رفع مساحة الغطاء النباتي.

اقرأ المزيد

كما شملت المشاريع التنموية والخدمية حي تلعة الهبوب الذي تبلغ مساحته نحو 300 ألف متر مربع ويبعد عن الحرم النبوي بنحو 3 كيلومترات، إذ أن الحي على موعد مع منظومة التطوير والتحسين ضمن برنامج أنسنة المدينة.

وامتدت المشاريع إلى حي المغيسلة الذي يقع جنوب غرب المسجد النوي على بعد 900 متر وتبلغ مساحته 1.4 مليون متر مربع، ويحتوي على 3.3 آلاف مبنى، ويبلغ عدد سكانه 26.2 ألف نسمة، ويضم الحي مجموعة من المرافق الحكومية المهمة كإمارة المنطقة والأمانة، بالإضافة إلى المعالم الأثرية الموجودة داخل الحي حيث يحتوي على ما يقارب 70 معلماً تاريخياً ودينياً.

ويتميز حي المغيسلة وتطويره عمرانياً وبيئياً واقتصادياً، بإثراء التجربة المعرفية لسكان المدينة المنورة وزوارها وتعزيز جودة الحياة، حيث يعمل المشروع على استحداث مجموعة من الفرص والمواقع الاستثمارية في الحي، بالإضافة إلى استحداث 8 مبادرات لدعم التنمية الاقتصادية، تهدف إلى تطوير مناخ الأعمال والتعريف بالحي ودعمه كمركز جذب سياحي وتجاري في المدينة المنورة.

وذكر لـ (مال) الدكتور حسين العطاس مستشاراً مالياً أن تحسين البيئة الاستثمارية وتحويل الأحياء العشوائية إلى مناطق حديثة يرفع من قيمة العقارات ويجذب الاستثمارات، سواء في قطاع السياحة أو التجارة وزيادة العوائد من القطاع السياحي، مشيراً إلى أن التطوير يساهم في رفع إنفاق الزوار وخلق فرص وظيفية.

وأوضح أن المشاريع التجارية والسياحية في المنطقة ستوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات الضيافة، التجزئة، والخدمات، كما ستحقق التنمية المستدامة عبر تحسين البنية التحتية وتعزيز الاستدامة في المشاريع الجديدة، مما ينعكس على جودة الحياة لسكان المدينة، مؤكداً أن مثل هذه المشاريع تعكس توجهًا استراتيجيًا مهمًا نحو استثمار المواقع التاريخية والسياحية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

وكانت أمانة منطقة المدينة المنورة أكدت سعيها نحو تطوير وتنمية المشاريع النوعية للنهوض بمزايا المدينة والمساهمة في تعزيز جودة الحياة، انطلاقاً من مكانتها الدينية والتاريخية، وجعلها من المدن المميزة والجاذبة للاستثمار والزوار.

وقادت الصور المتباينة لما قبل وبعد “مشروع الأنسنة” لذات المواقع في المدينة المنورة الكثيرين لاقتفاء أثر الجهود المبذولة من أمانة المنطقة والدعوة لنقل خبرتها للمناطق الأخرى والاستفادة من تجربتها في أنسنة المدينة وشوارعها ومعالجة التشوه البصري.

ويستهدف برنامج الأنسنة الاستثمار في طاقاته، مع مراعاة البعد الإنساني في التطور و التنمية العمرانية لكافة شرائح المجتمع وذلك بتحسين الهوية البصرية ودعم وتشجيع البرامج الثقافية والترويجية والفنية وإقامة الساحات العمرانية والمناطق المفتوحة والساحات الخضراء.

ذات صلة



المقالات