تعريفات ترمب الجمركية … ما الذي يعنيه يوم التحرير وما تداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي؟!!

لمطالعة إصدار (مال): ترمب العائد بالتعريفات الجمركية والوقود الأحفوري والعملات المشفرة أضغط هنا

على الرغم من تلميحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى “مرونة” تجاه الصين الا أنه يمضي قدماً في خططه لفرض رسوم جمركية عالمية. يوم التحرير: فقد أعلن ترمب أن الثاني من أبريل المقبل، موعد الإعلان عن فرض رسوم تجارية شاملة، سيكون “يوم التحرير في أمريكا”.

وشهدت الأسواق مزيدًا من التقلبات هذا الأسبوع استجابةً لتصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية، حيث ارتفعت الأسهم لفترة وجيزة يوم الجمعة بعد أن ألمح ترامب إلى احتمال وجود “مرونة” في خطته لفرض رسوم جمركية شاملة على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين الشهر المقبل قبل أن تتراجع إلى المنطقة الحمراء. غير أنه قال في تصريحات أدلى بها في المكتب البيضاوي، إنه غير مهتم باستثناءات من الرسوم الجمركية “العادلة والمتبادلة” الشاملة التي أشار إليها في فبراير، والتي يقول الآن إنها ستُفرض في الثاني من أبريل. ومع ذلك، أعطى بعض التوضيحات.

وقال ترمب: “أنا لا أتغير. لكن كلمة مرونة كلمة مهمة. لذا ستكون هناك مرونة، لكنها في الأسس المتبادلة”. وخص الرئيس الصين بالقول إنه سيكون هناك مجال “للحديث” حول القضايا التجارية معها، مضيفًا أنه يأمل في لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ قريبًا.

رغم هذا التنازل الطفيف، بات واضحًا بحسب شبكة “سي إن بي سي” أن إدارة ترامب متمسكة بخطتها لفرض رسوم تجارية شاملة، حتى مع كبح هذه الجهود لتوقعات النمو الأمريكي على المدى القريب بشكل حاد، وضغطها على الناتج المحلي الإجمالي العالمي. مرحلة صعبة: من جانبه صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، في تصريح لشبكة إن بي سي نيوز هذا الأسبوع: “جميع أعضاء إدارة ترامب متفقون على تحقيق تكافؤ الفرص للصناعات والعمال الأمريكيين”.

لافتا الى أن الرئيس ترمب شكّل أفضل وألمع فريق تجاري في التاريخ الأمريكي الحديث لإعادة إحياء العظمة الأمريكية، وهم يعملون بجدّ باتباع نفس النهج – نهج الرئيس ترمب – لتحقيق أهداف الشعب الأمريكي”. حتى مع دخول الأسهم منطقة التصحيح بثبات – بانخفاضها بأكثر من 10% عن أعلى مستوياتها الأخيرة – لم يُعارض ترامب ومسؤولو الإدارة الآخرون فكرة أن الاقتصاد الأمريكي قد يمر بمرحلة صعبة نتيجة لسياسة التعريفات الجمركية.

وعندما سألته المذيعة ماريا بارتيرومو في قناة فوكس نيوز عما إذا كان يتوقع حدوث ركود هذا العام، أجاب ترمب: “أكره أن أتوقع أشياء مثل هذه”. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أن رسوم ترامب الجمركية قد تفرض زيادات “مؤقتة” في الأسعار على المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة.

ردود فعل انتقامية: وفي ظل جميع التطورات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية لإدارة ترمب، استقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للأسبوع الخامس على التوالي دون مكاسب، ليغلق عند مستويات لم يشهدها منذ سبتمبر، في حين خفّض المحللون عمومًا توقعاتهم للناتج المحلي الإجمالي، وهو المقياس القياسي لنمو أي دولة أو منطقة. فيما بدأت بقية دول العالم بالتكيف.

فقد عدّلت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 2.4% إلى 2.2% لعام 2025، ومن 2.1% إلى 1.6% لعام 2026. كما عدّلت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي العالمي بالخفض، من 3.3% إلى 3.1% لعام 2025، ومن 3.3% إلى 3.0% لعام 2026.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: “إن ارتفاع التحديات التجارية في العديد من اقتصادات مجموعة العشرين، وتزايد عدم اليقين الجيوسياسي والسياسي، يُثقل كاهل الاستثمار وإنفاق الأسر”.

وبينما أعلن الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع تأجيل فرض رسومه الجمركية على السلع الأمريكية لإتاحة “وقت إضافي للمناقشات مع الإدارة الأمريكية”، إلا أنه لم يكن يسعى إلى “التقليل من تأثير ردنا”، كما قال، “لا سيما مع استمرار الاتحاد الأوروبي في الاستعداد لرد انتقامي يصل إلى 26 مليار يورو”.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي: “هذا النهج يسمح لنا بتقديم رد حازم ومتناسب وقوي ومدروس جيدًا على الإجراءات الأمريكية، مع تقليل الآثار السلبية المحتملة على المنتجين والمستهلكين في الاتحاد الأوروبي”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أن رسوم ترامب الجمركية قد تفرض زيادات “مؤقتة” في الأسعار على المستهلكين والشركات في الولايات المتحدة.

الأسواق تترقب:
في السياق، أكد مساعدون في البيت الأبيض أن الموجة الثانية من التعريفات الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ستكون أكثر استهدافا من الموجة التي هدد بها في السابق، مما يعكس بعض الارتياح المحتمل في الأسواق التي شهدت قلقا بشأن حرب تعريفات محتملة. الا أن وسائل اعلام قالت أن الوضع ما زال غير واضح، ولا يوجد قرار نهائي حتى يعلن الرئيس ترامب الرسوم الإضافية يوم الثاني من أبريل المقبل.