الثلاثاء, 25 مارس 2025

صندوق التنمية الزراعية لـ (مال): 61% نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء .. والصندوق قدّم 7 مليارات ريال قروضاً في 2024

أكد منير بن فهد السهلي الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية الزراعية، في مقابلة خاصة مع (مال)، أن الصندوق قدّم خلال عام 2024 موافقات تمويلية بلغت قيمتها نحو 7 مليارات ريال، ويطمح لتجاوز هذا الرقم خلال عام 2025، دعماً للأمن الغذائي والتنمية الريفية في مختلف مناطق المملكة. مضيفا أن حجم الاستثمارات الزراعية من خلال الصندوق وخارجه قد تتجاوز 15 مليار ريال.

وأشار السهلي على هامش توقيع الصندوق اتفاقية تمويل مشروع تربية أغنام بمنطقة حائل بقيمة إجمالية بلغت 1.106 مليار ريال: إلى أن الصندوق مستمر في دعمه لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في المملكة، حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء 61% في نهاية عام 2024، ويهدف الصندوق إلى رفع هذه النسبة من خلال مشاريع جديدة تدعم القطاع.

كما أن القطاع الزراعي ساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بأكثر من 110 مليارات ريال في عام 2024، وهو ما يعكس النمو المستمر في القطاع الزراعي بفضل دعم الصندوق والمشاريع التنموية.

اقرأ المزيد

وأوضح السهلي أن نسب الاكتفاء الذاتي تختلف بحسب المنتجات الزراعية، حيث بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي في الدواجن أكثر من 70%، وفي الأسماك نسب عالية أيضاً، بينما وصلت نسب الاكتفاء الذاتي في الفواكه والخضروات إلى ما بين 70% و100%، مثل التمور والبيض التي تجاوزت 100%.

وأفاد بوجود تعاون مستمر بين صندوق التنمية الزراعية وهيئة الأمن الغذائي، من خلال تقديم قروض للمستوردين للمنتجات المستهدفة ضمن استراتيجيات الأمن الغذائي، بهدف الوصول إلى المخزون المناسب الذي يغطي الاحتياجات والاستهلاك في المملكة.

وفي هذا الإطار، وضمن الجهود الرامية لتعزيز الأمن الغذائي، وقع الصندوق اتفاقية تمويل مشروع تربية أغنام في محافظة الشنان بمنطقة حائل بقيمة إجمالية بلغت 1.106 مليار ريال، وبتكلفة استثمارية تصل إلى 2 مليار ريال، مع شركة الراعي الوطنية للمواشي.

وأكد السهلي بهذه المناسبة على حرص الصندوق على تنوع برامجه التمويلية وشمولية القطاعات الممولة لجميع الأنشطة الزراعية، ومن ضمنها قطاع الثروة الحيوانية من خلال تمويل مشاريع تربية الماشية في مناطق المملكة بهدف تعزيز الأمن الغذائي وضمان استقرار واستدامة سلاسل إمداد الغذاء، وخاصة المنتجات المستهدفة في استراتيجية الأمن الغذائي ومنها اللحوم الحمراء.

كما أضاف أن الصندوق يسعى إلى تحقيق النمو الاقتصادي الزراعي الشامل والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي واستدامته، من خلال تشجيع ودعم الاستثمار في القطاعات الرئيسة وكذلك المنتجات المستهدفة في استراتيجية الأمن الغذائي.

وأشار السهلي إلى أهمية الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص لمساعدته على القيام بدوره المهم، والاستثمار في الطلب على المنتجات الزراعية (النباتية والحيوانية والسمكية). موضحاً أن للقطاع الخاص دوراً محورياً في دعم المخزون المحلي للسلع الغذائية وضمان استقرار الأسعار والأسواق، وتوطين واستخدام التقنيات الحديثة في القطاع الزراعي بهدف رفع كفاءة الإنتاج وتقليل استنزاف الموارد الطبيعية وموارد الطاقة، إضافة إلى تطوير التسويق والخدمات الزراعية، ورفع مستوى المحتوى المحلي وزيادة الفرص الوظيفية في هذا القطاع.

من جانبه، أشاد الدكتور سليمان التويجري، رئيس مجلس المديرين في شركة الراعي الوطنية للمواشي، بالدور المحوري الذي يضطلع به صندوق التنمية الزراعية في دعم وتمويل المشروعات الغذائية والزراعية ضمن منظومة وطنية متكاملة لتعزيز الأمن الغذائي في المملكة.

وأكد التويجري أن اتفاقية التمويل الموقعة ستُسهم في تحقيق العديد من الأهداف الخاصة بمشروع “الراعي” لتربية وتسمين المواشي وتجهيز وتصنيع اللحوم الحمراء، خاصة أن المشروع يستهدف استثمارات تصل قيمتها إلى أكثر من 2 مليار ريال، ضمن جهود تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق معايير الاستدامة في قطاع الغذاء، وخدمة الأسواق المحلية من خلال سد فجوة الطلب، مما يسهم في تقليل الاستيراد وتحسين الميزان التجاري، إضافة إلى تعزيز معايير التنافسية والجودة ودعم الاكتفاء الذاتي وفق أعلى المعايير العالمية، بما يلبي تطلعات واحتياجات المستهلكين في المملكة.

وأضاف التويجري أن المشروع سيسهم أيضاً في دعم المحتوى المحلي عبر التعاون مع شركات ومؤسسات محلية لتوريد مكونات المشروع المختلفة، وإقامة شراكات وطنية تُسهم في دعم قطاع الغذاء المحلي ضمن مستهدفات رؤية 2030.

كما يشمل توطين أحدث تقنيات تربية وتسمين المواشي وتجهيز وتصنيع اللحوم الحمراء في العالم من خلال الشراكات والخبرات العالمية، إضافة إلى توظيف وتدريب وتطوير الكفاءات الوطنية والمواهب السعودية الشابة في قطاع الغذاء، كما سيتم إنشاء وحدات خاصة بالأبحاث والتطوير في مجالات الإنتاج والنقل والتغليف والتوزيع، إلى جانب تمكين المزارعين المحليين من خلال الاستثمار في المنتجات والمعدات، وذلك ضمن سياسات الشركة الهادفة إلى توسيع دائرة المستفيدين من هذا المشروع، خاصة صغار المربين، وخلق فرص عمل، ودعم الاقتصاد المحلي للمنطقة.

وفي السياق نفسه، أشار الدكتور طارق الجماز، الرئيس التنفيذي لشركة “الراعي”، إلى أن المشروع يعتمد على تطبيق مبادئ ومعايير الاقتصاد الدائري، حيث سيتم الاستفادة من مخلفات تربية المواشي ومراحل الإنتاج المختلفة، بما في ذلك الأسمدة العضوية والجلود، لتقليل الهدر وتعزيز الاستدامة، إضافة إلى استخدام تقنيات تدوير المياه في عمليات الإنتاج، مما يعزز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ويحسّن الممارسات البيئية في جميع مراحل الإنتاج.

وأوضح الجماز أن المشروع يعتمد أيضاً على استخدام الطاقة النظيفة والمستدامة في مراحل الإنتاج المختلفة، مما يُسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ويعزز التزام المملكة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى تقليل البصمة البيئية وزيادة كفاءة العمليات الإنتاجية بشكل مبتكر وآمن بيئيًا.

وأشار إلى أن المشروع سيعتمد على أحدث تقنيات الاستدامة وأنظمة التغذية المبتكرة في مجال تربية وتسمين المواشي، إلى جانب تحسين الصفات الوراثية للماشية، وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية في هذا المجال. ويعمل المشروع الجديد الذي يأتي بالشراكة بين الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) ومجموعة المهيدب، على تربية الأغنام وتسمينها وتقطيعها وتجهيزها للتصنيع.

ومن المتوقع أن يصل عدد مدخلات الماشية من الضأن والماعز إلى مليون رأس عند اكتمال مراحل المشروع، مما يعزز من جودة منظومة الخدمات الغذائية في مجال اللحوم بالمملكة، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي ورفع معدلات الاكتفاء الذاتي، حيث وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء المحلية بالمملكة إلى 61%.

ذات صلة



المقالات