الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يوجد مسار واحد يسلكه الأثرياء للوصول إلى ثرواتهم. فبينما يولد بعضهم في عائلات ميسورة تمنحهم انطلاقة مبكرة، يشق آخرون طريقهم نحو الثروة عبر العمل الجاد واتخاذ قرارات مهنية مدروسة في الوقت المناسب، وربما يلعب الحظ أيضاً دوراً في ذلك.
ومع ذلك، هناك بعض العادات المشتركة بين الأثرياء، وفقاً لرميت سيثي، المليونير العصامي، والكاتب، ومقدم البرامج التلفزيونية، الذي تحدث عنها في نشرته الإخبارية الأخيرة بحسب مانقلته “سي ان بي سي”.
وكتب سيثي قائلاً: «حان الوقت للتوقف عن تمجيد الأثرياء، والبدء في تقليد ما يفعلونه فعلاً».
فيما يلي خمس قواعد يعتمدها الأثرياء ويمكنك اتباعها لتنمية ثروتك:
1- فهم تفاصيل وضعك المالي
إذا كنت تعرف مقدار الدخل الذي تحققه سنوياً، فأنت بالفعل متقدم على كثيرين، وفقاً لرميت سيثي، الذي أمضى عقدين في مساعدة الناس على إدارة أموالهم.
يقول سيثي: «يجب أن تعرف أرقامك». ويضيف أن 50% من الأزواج الذين يتحدث إليهم لا يعرفون دخلهم الأسري، و90% من الأشخاص الذين يعانون من الديون لا يدركون حجم ديونهم الفعلية.
من السهل التركيز على التفاصيل المالية الصغيرة، مثل سعر البيض أو الوقود، لكن هذه الأمور ليست العامل الحاسم في قدرتك على التقاعد المبكر أو الاضطرار للعمل حتى سنوات الشيخوخة. بدلاً من ذلك، يقترح سيثي التركيز على سبعة أسئلة جوهرية:
كم أجني من المال؟
كم تبلغ ديوني ومتى سأتمكن من سدادها؟
ما نسبة دخلي التي أخصصها للادخار؟
ما نسبة دخلي التي أستثمرها؟
كم أنفق على السكن؟
ما الأمور التي أرغب في إنفاق المزيد عليها، وما الأمور التي يجب أن أقلل الإنفاق عليها؟
ما قناعاتي حول المال؟
بالطبع، معرفة الإجابات دون اتخاذ أي خطوات فعلية لن يحقق تغييراً كبيراً. لكن فهم وضعك المالي يعد الخطوة الأولى نحو اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
يؤكد سيثي أن الأثرياء الذين يديرون أموالهم بذكاء يمكنهم تقدير وضعهم المالي ليس فقط في الشهر المقبل، بل حتى بعد خمس سنوات من الآن.
2- أنشئ أنظمة لاتخاذ القرارات المالية
لا تعتمد فقط على قوة الإرادة لاتخاذ قرارات مالية ذكية. يقول سيثي: «الإرادة رائعة… إلى أن يصرخ طفلك فجأة، أو تصاب بالإنفلونزا، أو يتعكر مزاجك بسبب حلقة سيئة من برنامجك المفضل».
بدلاً من وضع ميزانية والالتزام بها يدوياً، حاول إنشاء أنظمة مالية تعمل تلقائياً، بحيث تُدار مدخراتك واستثماراتك وسداد فواتيرك تلقائياً، دون الحاجة إلى التفكير في كل قرار مالي صغير، مثل ما إذا كنت تستطيع تحمل تكلفة إجازة هذا العام.
يمكنك القيام بذلك من خلال تفعيل الخصومات التلقائية على راتبك لحساب التقاعد أو ضبط التحويلات التلقائية إلى حسابات الادخار أو الاستثمار. كذلك، يمكنك وضع قواعد مالية لنفسك، مثل تخصيص نسبة معينة من أي دخل إضافي للاستثمار، مع السماح بإنفاق جزء آخر للترفيه.
ويؤكد سيثي: «الأثرياء لا يراهنون على نجاحهم المالي بناءً على مدى تحفيزهم اليوم، بل يبنون أنظمة محكمة تدير أموالهم تلقائياً».
3- ضع خطة قبل أن تحتاج إليها
الحياة مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة، سواء للأفضل أو للأسوأ. لكن ما يميز الأثرياء غالباً هو أنهم يملكون خطة واضحة للمستقبل، كما يقول سيثي. فهم لا يكتفون فقط بامتلاك صندوق طوارئ قوي، بل لديهم أيضاً تصور واضح لما يريدون أن تبدو عليه حياتهم مستقبلاً.
يقول سيثي: «معظم الناس لا يعرفون المبلغ الذي ينبغي عليهم ادخاره أو استثماره. إنهم يختارون رقماً عشوائياً ثم يشعرون بالذنب حياله طوال 45 عاماً».
حدد بالضبط ما الذي ترغب في تحقيقه بأموالك، سواء كان ذلك التقاعد المبكر في سن الستين أو إطلاق مشروعك الخاص بعد مغادرة وظيفتك الحالية.
ويضيف سيثي: «بمجرد أن تحدد هدفك، عليك وضع جدول زمني وخطة واضحة. أنشئ نظاماً مالياً بحيث لا تجد نفسك يوماً في مأزق مالي حرج».
4- العيش وفق مبدأ 80/20
يقول سيثي: «يعيش الأثرياء وفق مبدأ 80/20، حيث تأتي 80% من النتائج من 20% فقط من الجهد المبذول». في بيئة الأعمال، قد يعني ذلك أن 80% من الأرباح تأتي من 20% من العملاء.
أما على المستوى الشخصي، فهذا يعني أنه بدلاً من القلق بشأن الأسئلة الصغيرة مثل ما إذا كان عليك شراء قهوة من المقهى أو إعدادها في المنزل، ينبغي التركيز على الأسئلة الكبرى التي تبلغ قيمتها «30 ألف دولار»، مثل ما إذا كان بإمكانك التفاوض على زيادة في راتبك أو خفض تكاليف السكن بشكل كبير.
يضيف سيثي: «هذه الأسئلة يمكن أن تساوي عشرات الآلاف من الدولارات، ومع ذلك نجد أنفسنا غارقين في التفاصيل الصغيرة ونتجاهل الصورة الأكبر».
5- التركيز على القيمة بدلاً من التكلفة
بالطبع، يمكنك توفير بعض المال عبر اختيار الخيار الأرخص دائماً، لكن توفير بضعة دولارات قد لا يستحق التضحية بجودة المنتج أو التجربة.
يقول سيثي: «الأثرياء الذين يتمتعون بذكاء مالي لا يهتمون بالتكلفة فقط، بل يهتمون أيضاً بالقيمة».
ويضرب مثالاً على ذلك بدفعه مقابل مدرب شخصي بدلاً من محاولة التعلم من الموارد المجانية مثل مقاطع يوتيوب. ويضيف: «من خلال الدفع لمدرب، وفّرت على نفسي الكثير من الإحباط، وحصلت على شيء أكثر قيمة: الوقت».
يشدد سيثي على أن هذه القاعدة يجب تطبيقها على الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك، بحيث تستثمر في بعض المجالات الأساسية بدلاً من إنفاق المال على أشياء ليست ذات أولوية كبيرة بالنسبة لك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال