الخميس, 24 أبريل 2025

أمير المدينة يرعى حفل افتتاح أعمال الدورة الـ 45 لندوة البركة للاقتصاد الإسلامي

رعى الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، حفل افتتاح أعمال الدورة الخامسة والأربعين لندوة البركة للاقتصاد الإسلامي تحت شعار (المصرفية الإسلامية في خمسين عامًا: إنجازات الماضي وآمال المستقبل) بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتمويل والاستثمار، بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

وخلال الحفل، ألقى سعد بن ناصر الشثري المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، كلمةً قال فيها إن المملكة تبنت الصيرفة الإسلامية من خلال سنّ العديد من الأنظمة التي تنظم هذا المجال، ومن خلال الانتشار الواسع لعمليات الصيرفة في المملكة، إذ إن أكثر من 85% من العمليات المصرفية تقع ضمن نطاق الصيرفة الإسلامية، في نسبةٍ لا نظير لها على مستوى العالم، كما أن أغلب البنوك العاملة في المملكة قد تعهّدت بالالتزام الكامل بمبادئ الصيرفة الإسلامية في جميع تعاملاتها، وهو ما لا يتوفر بهذا الشمول في أي دولة أخرى.

وأكد عبدالله بن صالح كامل رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، أن لقاء المنتدى لهذا العام تزامن مع مرور نصف قرن على انطلاق مسيرة المصرفية الإسلامية، معلنًا عن إطلاق الدورة الأولى من (جائزة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي)، تكريمًا لرواد هذا القطاع، وتخليدًا لذكراهم، ومواصلةً لمسيرة العطاء والتأثير، مشيرًا إلى أن الجائزة ستشكِّل إضافة نوعية ذات بُعدٍ عالمي، تنطلق من المدينة المنورة، لتؤكد المبادئ التي تأسست عليها المصرفية الإسلامية: الالتزام، ونفع الناس، والاستثمار الرشيد.

اقرأ المزيد

وألقى محمد تقي العثماني، رئيس جامعة دار العلوم كراتشي في باكستان، ورئيس المجلس الشرعي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAOIFI)، كلمة تحدث فيها عن دور المصرفية الإسلامية كحل حضاري يوازن بين الالتزام بمقاصد الشريعة ومتطلبات العصر، مشيرًا إلى أن هذا النظام المالي لا يقتصر فقط على كونه بديلاً للأنظمة التقليدية، بل هو مشروع أخلاقي شامل يتسم بالعدالة والمساواة.

وأكد العثماني على أن المصرفية الإسلامية تمثِّل أكثر من مجرد أداة مالية، مشيراً إلى إنها تجسيد حي لقيم الشريعة الإسلامية، التي تُشدد على العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وأضاف: “إن ما تحقق من توسعٍ كبيرٍ للمصارف الإسلامية حول العالم يعدّ إنجازًا مهمًا، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على جوهر النظام الأخلاقي، بما يضمن استدامته، ويُعزز تأثيره الإيجابي على المجتمعات”.

وأشاد بدور ندوة البركة في تعزيز الفكر الاقتصادي الإسلامي من خلال توجيه النقاشات العلمية والدينية حول كيفية تطوير الحلول المالية المستدامة، وقال: “تمثِّل هذه الندوة منبرًا حيويًا يعكس الجهود المستمرة لتجديد الفكر المالي الإسلامي، ويُعزز التعاون بين العلماء والممارسين وصناع القرار، مشيرًا إلى ضرورة أن تظل المصرفية الإسلامية وفيةً لمقاصدها، مؤكدًا أن الأثر الحقيقي لهذا النظام المالي يظهر في تجسيده لقيم الرحمة والعدالة التي جاء بها الإسلام”.

ثم أُعلن عن موضوعات الترشُّح لجائزة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، التي أُطلقت في إطار التشجيع على التميّز البحثي والفكري في هذا المجال، وتهدف الجائزة إلى دعم الإنتاج العلمي المتخصص، وإبراز الطاقات الواعدة من المفكرين والباحثين في قضايا الاقتصاد والفقه المالي الإسلامي، بما يُسهم في تطوير المنظومة المعرفية وتعزيز الأثر العالمي للمصرفية الإسلامية.

وفي ذات السياق، رعى أمير منطقة المدينة المنورة، مراسم توقيع 3 مذكرات تفاهم ثنائية، الأولى بين مركز القطاع غير الربحي بإمارة المنطقة ويمثِّله المهندس محمد عباس المشرف العام على المركز، ومؤسسة صالح كامل الإنسانية ويمثِّلها همام زارع المدير التنفيذي للمؤسسة، وتهدف الاتفاقية إلى تطوير العمل الاجتماعي والتنموي في المنطقة، وبناء قدرات العاملين في القطاع غير الربحي.

وجاءت الاتفاقية الثانية لمؤشر الاستدامة وتوقيع مذكرة مشروع Islamic ESG، وقعها فراز خان المدير التنفيذي والشريك والمؤسس لشركة SpectrEco، و يوسف حسن خلاوي الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، ويهدف مؤشر الاستدامة الإسلامي إلى الدمج بين الامتثال الشرعي ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العالمية، لتقديم إطار استثماري أخلاقي متميّز.

وشملت الاتفاقية الثالثة توقيع مذكرة تعاون بين منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي والجامعة الأردنية، ومثّله يوسف حسن خلاوي الأمين العام للمنتدى، ومثّل الجامعة الأردنية الدكتور عبدالرحمن الكيلاني عميد كلية الشريعة- الجامعة الأردنية، وتهدف الاتفاقية إلى تطوير المحتوى العلمي وتعزيز التعاون في الجوانب الأكاديمية والتأهيلية في مجالات متعددة.

ذات صلة



المقالات