جذب الاستثمارات العالمية وتحسين البنية التحتية للرياضة السعودية في منتدى الاستثمار الرياضي

تستضيف الرياض خلال الفترة من 7- 9 أبريل 2025، منتدى الاستثمار الرياضي تحت شعار “استثمار رياضي طموح”، الذي سيجمع مجموعة من الخبراء الدوليين والمحليين، بالإضافة إلى قادة القطاع الرياضي، ليكون أكبر تجمع عالمي للاستثمار في هذا المجال في خطوة جديدة لدعم القطاع الرياضي في المملكة وتحفيز الاستثمارات فيه، في خضم دخوله مرحلة جديدة ليكون قطاعا رافدا للناتج الإجمالي، وذلك تماشيا مع تنويع مداخيل الاقتصاد في ظل رؤية 2030.

ويتجه القطاع الرياضي في المملكة نحو تحقيق اقتصاد رياضي مستدام، في وقت تشهد به المنظومة الرياضية مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يهدف لبناء قطاع رياضي فعال، عبر تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع، من خلال ثلاثة أهداف استراتيجية وجوهرية، تتمثل في توفير بيئة جاذبة للاستثمار في القطاع، علاوة على تحقيق التنظيم، ورفع مستوى الاحترافية والحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، بالإضافة إلى العمل على تطوير البنى التحتية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تحسين تجربة الجماهير الرياضية.

وبات القطاع الرياضي من عوامل النمو الاقتصادي في المملكة 2025 وفقا لبيان الميزانية العامة المعلن في نوفمبر الماضي، حيث يواصل الاقتصاد السعودي جهوده الرامية نحو تحقيق مستهدفات البرامج التنموية المرتبطة برؤية السعودية 2030 وذلك من خلال تنفيذ المبادرات والإصلاحات الهيكلية، وينعكس أثر ذلك جليًا على تنويع القاعدة الاقتصادية وزيادة زخم مستويات الاستثمار والاستهلاك الخاص. إضافة إلى تمكين وتعزيز دور القطاع الخاص بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وتدعم إجراءات التخصيص الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية المملكة 2030، من حيث تنمية وتنوع الاقتصاد (برنامج التخصيص)، وتوفير حياة عامرة وصحية (برنامج جودة الحياة)، إذ متوقع أن يؤدي تملك واستثمار القطاع الخاص إلى تحسين عمليات وحوكمة الأندية، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة القدرة التنافسية لتلك الأندية، وتنمية الإيرادات، وخفض قاعدة التكلفة، وبالتالي بناء مستقبل مستدام يرتقي بالمنظومة الرياضة على المدى البعيد، ومن المتوقع أن يؤدي استثمار القطاع الخاص إلى تعزيز دور الأندية الرياضية في المجتمع، ورفع مستوى مشاركة المشجعين والجمهور في الأندية، وزيادة المشاركة في الرياضة، ودعم الكفاءات الرياضية السعودية.

‎ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضيًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.

ويستعرض منتدى الاستثمار الرياضي أحدث التقنيات والأدوات في المجال الرياضي واللياقة البدنية وتطوير الملاعب، لتشجيع الاستثمار في التقنيات الرياضية الحديثة، ولتعزيز المكانة الرياضية للمملكة وتحقيق هدف أن تصبح الوجهة الرياضية الأولى والمفضلة للرياضيين والرياضيات المتنوعة والمسابقات القارية والعالمية الكبرى.

ويهدف المنتدى إلى استكشاف فرص الاستثمار في القطاع الرياضي وتسليط الضوء على المشاريع الواعدة فيه، كما سيضم مجموعة من الجلسات التي سيشارك فيها ممثلون من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى حضور كبار مسؤولي الاتحادات الرياضية العالمية، وسيتناول المنتدى التحديات التي يواجهها القطاع مع التركيز على تعزيز الاستدامة وفتح أفق الفرص الاستثمارية في الرياضة.

ويقدم المنتدى برامج أكاديمية رياضية متخصصة عالية الجودة وفقا للمعايير الوطنية والدولية، وتوفير وتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار وتبادل الخبرات الرياضية والنتائج والاكتشافات في مجالات متنوعة مثل: التأهيل البدني، والتغذية الرياضية، وإدارة الأحداث والفعاليات، إضافة إلى استخدام الذكاء الإصطناعي في التحليل الرياضي والتدريب الشخصي والوقاية من الإصابات المحتملة، والتفاعل مع المشجعين والتنبؤ بنتائج المباريات والبطولات، وتحسين تجربة المشاهد، وتصميم الملاعب الذكية وإدارتها، وتحسين أمانها من خلال رصد السلوكيات المشبوهة.

ومن المتوقع أن يُعلن خلال المنتدى عن عدد من الشراكات الاستراتيجية التي تساهم في تحسين البنية التحتية للرياضة وتعزيز الأنشطة الاستثمارية، إذ يسعى المنتدى لجذب الاستثمارات العالمية وتعزيز الشراكات المحلية والدولية، وتوثيقها بين القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية والتعاون مع جهات تدريبية كبرى محلية ودولية معتمدة.

وفي إطار تعزيز قدرات المشاركين، ستُعقد ورش عمل متخصصة لتقديم رؤى جديدة حول التطورات الحديثة في الاستثمار الرياضي. كما سيرافق المنتدى معرض رياضي مخصص للشركات والمؤسسات لعرض ابتكاراتها ومنتجاتها، مع تسليط الضوء على أحدث التقنيات في هذا المجال.

يشار إلى جذب المملكة العديد من فرص الاستثمار في الرياضة عبر احتضانها عدد من الأحداث العالمية مثل: بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، وكأس أمم آسيا 2027، ودورة الألعاب الآسيوية ‎الشتوية 2029 في تروجينا، إلى جانب النجاحات المحققة في استضافة كأس العالم للأندية، وسباق الفورمولا1، فضلاً عن ‎الاهتمام المتزايد بالرياضات الإلكترونية، إذ نجحت المملكة في تنظيم واستضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2024 في الرياض، إضافة إلى استضافة مرتقبة لأول نسخة من الألعاب الأولمبية ‎للرياضات الإلكترونية في العالم 2025، مما يعكس دور السعودية كمركز رياضي ‎متنوع وجاذب للاستثمار، إذ أن جميع هذه الجهود تعزز من مكانة المملكة على الساحة الدولية ‎وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة وتحسن جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.