الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بلغ عدد المواقع الأثرية المسجلة في المملكة أكثر من 9 الاف موقع و8 منها مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة المعروفة باليونسكو وذلك حسب هيئة التراث.
وتلعب المواقع التاريخية دورًا بارزًا ومؤثرًا في تشكيل ذاكرة الشعوب وهويتها الثقافية والحضارية، فهي بمثابة الشواهد الحية على الماضي، والجسور التي تربط بين الأجيال المتعاقبة. فالمواقع التاريخية ليست مجرد معالم وأماكن يمكن زيارتها فحسب، بل هي مكوّن أساسي من مكونات الشخصية الوطنية، ورمزٌ يُذكّر بتاريخ الأمم وإنجازاتها وتحدياتها.
ونجحت وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية في تعزيز حضورها الثقافي العالمي، وذلك من خلال إدراج 8 مواقع سعودية بارزة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لتُضاف بذلك إلى رصيد المملكة التاريخي والثقافي على المستوى الدولي.
وكان أول موقع سعودي سجلته اليونسكو في عام 2008 هو موقع مدائن صالح (الحجر) في منطقة العلا بالمدينة المنورة، والذي ورد ذكره في القرآن الكريم والتوراة، ويضم 131 قبرًا منها قصر الصانع وقصر البنت والقصر الفريد.
وفي عام 2010، أضيف حي الطريف في الدرعية التاريخية، والذي يُعد العاصمة الأولى للدولة السعودية، ويمتاز بالعمارة الطينية التراثية، ويخضع حاليًا لبرنامج تطوير ضخم للمحافظة عليه كثروة وطنية.
كما سجلت جدة التاريخية في عام 2014، والتي تتميز بعمارتها ذات الرواشين الخشبية التقليدية، وتعد المدينة بوابة رئيسية لمكة المكرمة وميناء تاريخيًا مهمًا.
أما في عام 2015، فقد دخلت الرسوم الصخرية في حائل قائمة اليونسكو، وهي موجودة في جبل أم سنمان في جبة، والمنجور وراطا في الشويمس، وتعود إلى أكثر من 10 آلاف سنة مضت.
وفي عام 2018، تم إدراج واحة الأحساء، التي تتمتع بتنوع طبيعي ومعماري هائل، وتضم أكثر من ثلاثة ملايين نخلة ومنتجات تمور عالمية الجودة.
وفي 2021 أضيفت آبار حمى في نجران إلى القائمة، وهو مسار يمتد بين 6 آبار صخرية كانت تمر به قوافل التجارة التاريخية من الجنوب إلى الشمال.
وشهد عام 2023 تسجيل محمية عروق بني معارض، التي تقع على الحافة الغربية من الربع الخالي وتمتاز بتنوع الحياة الفطرية فيها، وتمتد على مساحة 12787 كيلومترًا مربعًا.
وآخر المواقع التي تم تسجيلها عام 2024 هي منطقة الفاو الأثرية في محافظة وادي الدواسر جنوب الرياض، التي تقع عند تقاطع صحراء الربع الخالي وجبال طويق، وتضم أدلة أثرية من عصر فجر التاريخ، ومقابر كبيرة، ونقوشًا كتابية قديمة وأنظمة ري متطورة.
وتأتي هذه الجهود في إطار السعي الدؤوب الذي تقوده الوزارة بهدف تسليط الضوء على الإرث الحضاري للمملكة، وإبرازه للعالم بوصفه جزءًا من التاريخ الإنساني المشترك.
كما تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مكانة المملكة في المشهد الثقافي العالمي، وإلى ترسيخ الوعي الوطني بقيمة التراث، فضلًا عن دعم السياحة الثقافية وتنشيط الاقتصاد المحلي.
وتشمل المواقع السعودية المُدرجة في قائمة اليونسكو أماكن ذات قيمة تاريخية عظيمة وتنوع ثقافي فريد، وهي تعكس مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها الجزيرة العربية، بدءًا من الحضارات القديمة مرورًا بالحضارة الإسلامية، ووصولًا إلى التاريخ الحديث.
ويمثل هذا الاعتراف الدولي بالمواقع السعودية تتويجًا للجهود الوطنية المبذولة في مجالات التوثيق والصيانة والتأهيل والحماية، ما يضمن استدامتها للأجيال القادمة ويعزز مكانتها كمقاصد سياحية وثقافية عالمية.
إن إضافة هذه المواقع إلى قائمة التراث العالمي لا يقتصر على القيمة التاريخية والثقافية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ويسهم في دعم رؤية المملكة 2030، التي تضع الثقافة والتراث في صلب استراتيجيات التنمية المستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال