الإثنين, 21 أبريل 2025

PWC تجري تغييرات على قيادتها في المنطقة لاستعادة علاقاتها بصندوق الاستثمارات العامة السعودي

كشفت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية أن شركة برايس ووترهاوس PWC أجرت تغييراتٍ جوهرية على قيادتها في الشرق الأوسط، في محاولةٍ لإصلاح علاقتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وذلك عقب خلافٍ مع الصندوق.

وكان الصندوق السعودي قد أوقف التعامل مع PWC بداية العام، في أعقاب محاولتها استقطاب مسؤولٍ تنفيذيٍّ كبيرٍ من مشروع نيوم العملاق، وفي محاولة لإعادة علاقتها بالصندوق قررت الشركة التخلي عن عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في المنطقة، حسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية.

وأكدت “برايس ووترهاوس” الأسبوع الماضي استقالةَ أعضاءٍ رئيسيين من مجلس إدارتها في الشرق الأوسط، بمن فيهم محمد البورنو، رئيس قسم الضمان، وإيما كامبل رئيسة شؤون الشركاء. يُذكر أن البورنو وكامبل من المخضرمين في الشركة، ويعكس رحيلهما سعي الشركة لاسترضاء صندوق الاستثمارات العامة بعد الحادثة التي أدت إلى منعها من العمل الاستشاري مع الصندوق لمدة عام.

اقرأ المزيد

وبدأت المشكلة في فبراير عندما حاولت شركة برايس ووترهاوس توظيف جيسون ديفيز، الرئيس السابق للتدقيق الداخلي في مشروع نيوم، وهو مشروع تطوير بقيمة 500 مليار دولار، وفرض صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك حصصًا كبيرة في شركات عالمية كبرى، حظرا على التعامل مع الشركة ردًا على محاولة التوظيف.

وعلى الرغم من أن الحظر لا يؤثر على خدمات التدقيق التي تقدمها برايس ووترهاوس كوبرز في المملكة، إلا أنه هزّ عمليات الشركة في المنطقة، والتي تُعد حيوية لنموها الإجمالي. ويُعد قسم برايس ووترهاوس كوبرز في الشرق الأوسط، ومقره الرياض، أحد أبرز قصص نجاح الشركة.

شهدت المنطقة، التي توظف 12 ألف موظف في 12 دولة، نموًا هائلاً، حيث أعلنت برايس ووترهاوس كوبرز عن زيادة في المبيعات بنسبة 26% في الشرق الأوسط، متجاوزةً بكثير نموها المتواضع البالغ 3% في المملكة المتحدة.

ويُعزى نجاح الشركة إلى حد كبير إلى عقود الاستشارات المربحة مع حكومات الخليج وصناديق الثروة السيادية، حيث تستثمر المنطقة بكثافة في التنويع الاقتصادي بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

ومع ذلك، كانت العلاقة بين شركة برايس ووترهاوس كوبرز وصندوق الاستثمارات العامة تتدهور قبل الحادث، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر.

وتعمل “برايس ووترهاوس” حاليا على إعادة بناء الثقة مع صندوق الاستثمارات العامة وضمان استمرار وجودها في أحد أكثر أسواق الاستشارات ربحية في العالم. كما حققت شركات أخرى، بما في ذلك كي بي إم جي وإرنست ويونغ وديلويت، وشركات عملاقة مقرها الولايات المتحدة مثل ماكينزي وبين ومجموعة بوسطن الاستشارية، تقدمًا في سوق الاستشارات المربح في الخليج. مع استمرار نمو قطاع الاستشارات في الخليج، وتوسع سوقي يُقدر بنسبة 12% هذا العام، دفعت مبادرة رؤية السعودية 2030 الطلب على الخبرة في المشاريع الضخمة مثل نيوم.

ولفتت الصحيفة البريطانية الاكثر توزيعا في لندن الى أن الاعتماد المتزايد على الاستشاريين الأجانب أثار مخاوف داخل السعودية، حيث يرى بعض المسؤولين أن ذلك يُقوّض الخبرات المحلية. ولمعالجة هذه المخاوف، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برنامج “نطاقات”، الذي يهدف إلى زيادة نسبة المواطنين السعوديين في القوى العاملة الاستشارية. إضافةً إلى ذلك، قلّصت المملكة الإنفاق على الاستشارات بسبب تقلبات أسعار النفط، مما يُشير إلى تحوّل في أولويات هذا القطاع.

وتأتي تغييرات قيادة شركة برايس ووترهاوس كوبرز وجهودها الرامية إلى إصلاح علاقتها مع المملكة في وقتٍ حاسم، حيث يستمر سوق الاستشارات في الشرق الأوسط في الازدهار، وتزداد المنافسة بين الشركات.

جدير بالذكر أن برايس ووترهاوس كوبرز هي شبكة خدمات مهنية متعددة الجنسيات تتخذ من لندن، المملكة المتحدة مقراً لها. تعد برايس ووترهاوس كوبرز ثاني أكبر شركة خدمات مهنية في العالم خلف ديلويت وتعد واحدة من مراجعي الحسابات الأربع الكبرى جنبا إلى جنب مع ديلويت وإرنست ويونغ وكيه بي إم جي.

ذات صلة



المقالات