الأربعاء, 7 مايو 2025

اقتصاديون: الحج والعمرة يعززان الناتج المحلي والعائد الاقتصادي للمدينة المنورة

أشار مستشارون اقتصاديون لـ (مال) أن موسمي الحج والعمرة يعززان الناتج المحلي والعائد الاقتصادي للمدينة المنورة، مما ينعكس على القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل الضيافة والنقل، ويخلق فرصًا جديدة للنمو وتطوير المرافق والقطاعات المختلفة، والمساهمة في دعم الاقتصاد المحلي بنسبة تتراوح بين 8% إلى 12%.

حسين العطاس
حسين العطاس

وذكر الدكتور حسين العطاس – محلل اقتصادي – ان المدينة المنورة تمثل أحد المحاور الحيوية في منظومة السياحة الدينية بالمملكة، ويُعد موسم الحج فرصة اقتصادية بالغة الأهمية لها، ليس على مستوى العوائد المباشرة فحسب بل على صعيد التحفيز الهيكلي للاقتصاد المحلي.

وأشار العطاس إلى أن العائد الاقتصادي المتوقع من موسم الحج يُقاس بعدة مؤشرات، أهمها نسبة الإشغال الفندقي، وحجم الإنفاق على الخدمات، والنشاط التجاري المصاحب. مضيفاً أن المدينة المنورة تستقبل سنويًا ملايين الزوار، ومع التوسعات الأخيرة، من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق المباشر للزوار خلال موسم الحج فقط أكثر من 10 مليارات ريال في السنوات القريبة، ما يعزز النشاط في قطاعات الإيواء، الإعاشة، النقل، وتجارة التجزئة.

اقرأ المزيد

وحول فرص التطوير للقطاعات والشركات قال العطاس: إن المدينة المنورة تشهد اليوم تحولات استراتيجية في خدمات الزوار، وهناك فرص نوعية للنمو في مجالات متعددة، من أهمها: التحول الرقمي والاستثمارات الفندقية وسلاسل الإمداد والتغذية والتوظيف والتدريب.

وقال الدكتور أحمد المنصوري – استشاري تطوير الأعمال والتسويق – إن مواسم الحج والعمرة تؤثر بشكل مباشر على الناتج المحلي للمدينة المنورة من خلال الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بمختلف المجالات منها الضيافة والنقل، والبيع بالتجزئة، ويلاحظ بالاونة الاخيرة تضاعف عدد المشاريع والانشطة التجارية وخصوصا ذات الطابع الريادي منها، مما جعل نسبة عمل و توظيف السعوديين اعلى في قطاعات تخدم خدمات الحج والعمرة، ويعود ذلك الى استهداف تنفيذ مشاريع تنموية ضخمة مثل مشروع دار الهجرة ومركز النقل الموحد لدعم حركة الزوار والحجاج، وأيضا دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

أحمد المنصوري
أحمد المنصوري

وأشار المنصوري إلى أنه مع الزيادة المتوقعة في عدد الحجاج والمعتمرين ضمن رؤية 2030، تظهر فرص كبيرة لتطوير خدمات الشركات والقطاعات ذات الصلة، بالفرص الاستثمارية التي تشمل تطوير تطبيقات ذكية لإرشاد الحجاج والمعتمرين، وحجز الخدمات، والتوجيه الديني بعدة لغات، وشركات النقل الذكي، وخدمات الإرشاد الفوري، والترجمة الفورية، وخدمات الطوارئ الصحية الرقمية. متطلعًا الى تفعيل ومساهمة القطاع الثالث في تطوير خدمات الحج والعمرة.

من جهته، أوضح أحمد بن سالم الشغدلي – رجل أعمال ومستثمر بقطاع الفنادق -، أنه مع كل موسم حج تشهد المدينة المنورة نشاطا اقتصاديا ملحوظا يعود بالنفع المباشرة وغير المباشر على عدة قطاعات، حيث تستقبل المدينة المنورة أعداد ضخمة من الحجاج قبل أو بعد اداء مناسكهم، لزياره المسجد النبوي والسلام على النبي محمد صل الله عليه وسلم وزياره المعالم الدينية و التاريخية مثل مسجد قباء، جبل احد، ومسجد القبلتي.

أحمد بن سالم الشغدلي
أحمد بن سالم الشغدلي

وأشار الشغدلي إلى أن أبرز القطاعات الاقتصادية المستفيدة هي: قطاع الضيافة والفنادق الذي يشهد ارتفاع نسب الاشغال الفندقي إلى مستويات قياسية خلال موسم الحج، ازدهار أعمال الشقق المفروشة والنزل الصغيرة، زيادة اسعار الغرف والخدمات الفندقية بسبب ارتفاع الطلب. وقطاع النقل حيث يحدث انتعاش لخدمات النقل الداخلي بين المدينة والمشاعر المقدسة وزيادة الطلب على سيارات الأجرة، والحافلات وشركات النقل التشاركي، بالإضافة إلى قطاع التجزئة والأسواق اذ ترتفع المبيعات في الأسواق التقليدية والمولات الكبرى بالإضافة لنمو مبيعات الهدايا الدينية مثل السبح والمصاحف والعطور، وكذلك القطاع الغذائي والمطاعم الذي يشهد زيادة الإقبال على المأكولات الشعبية والوجبات السريعة، والقطاع الصحي والخدمات الطبية وزيادة الحاجة إلى الخدمات الصحية والاسعافات الأولية ودعم المستشفيات والعيادات الخاصة بمواسم الحج.

وأضاف، أن التقديرات التقريبية للعائد الاقتصادي تشير إلى مساهمة موسم الحج بدعم اقتصاد منطقة المدينة المنورة بنسبة تتراوح بين 8٪ إلى 12% من الناتج المحلي السنوي للمنطقة، حيث يقدر متوسط انفاق الحاج الواحد خلال زيارته للمدينة بحوالي 3 الى 5 الاف ريال سعودي (شاملة الإقامة والتسوق والنقل) ، مشيرًا الى الأثر غير المباشر بتوفير فرص عمل موسمية للشباب في مجالات متعددة تنشيط الإستثمار في البنية التحتية الفندقية والنقل.

يذكر أن وزارة السياحة كشفت في مارس الماضي، أن انفاق زوار منطقة المدينة المنورة القادمين للعمرة والحج تجاوز 47.6 مليار ريال خلال عام 2024.

وأشارت البيانات التي كشف عنها وزير السياحة مؤخراً، خلال لقاء جمعه بمديري الفنادق والموظفين السعوديين بقطاع الضيافة في مقر غرفة المدينة المنورة، إلى أن منطقة المدينة المنورة استقبلت نحو 16.5 مليون زائر محلي ووافد، بزيادة بلغت نسبتها 6% عن عام 2023،- بيانات منطقة المدينة المنورة لا تشمل محافظة العلا-.

ذات صلة



المقالات