الجمعة, 16 مايو 2025

الأمم المتحدة تتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي في 2025 بسبب التوترات التجارية

حذرت الأمم المتحدة من أن الاقتصاد العالمي يمر بـ”لحظة حرجة”، متوقعة تباطؤا إضافيا في وتيرة النمو خلال العام الجاري، بفعل تصاعد التوترات التجارية العالمية وحالة عدم اليقين السياسي، إضافة إلى تحديات هيكلية تشمل ضعف الإنتاجية، وارتفاع مستويات الديون، واستمرار التوترات الجيوسياسية.

جاء ذلك في تقرير تحديث منتصف العام لتقرير “الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه لعام 2025” الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، والذي أظهر تدهورا ملحوظا في التوقعات الاقتصادية مقارنة بالتقديرات الأولية التي صدرت في يناير الماضي.

وبحسب التقرير، يتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي إلى 2.4% في عام 2025، مقارنة بـ 2.9% في 2024، وهو ما يمثل تراجعا بواقع 0.4 نقطة مئوية عن توقعات بداية العام، ويشمل التباطؤ كلا من الاقتصادات المتقدمة والنامية على حد سواء.

اقرأ المزيد

وأشار التقرير إلى أن ضعف نمو التجارة العالمية وتدفقات الاستثمار الأجنبية يشكلان عاملين إضافيين يفاقمان التباطؤ، خاصة في الدول النامية المعتمدة على التجارة والصادرات.

وقد أدى انخفاض أسعار السلع الأساسية وتشديد الأوضاع المالية إلى ضغوط إضافية على هذه الاقتصادات، في وقت تواجه فيه أيضا تحديات متزايدة من حيث عبء الدين العام وتقلص الحيز المالي.

وفي هذا السياق، قال شانتانو موخيرجي، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات بالأمم المتحدة، إن التوقعات السابقة كانت تشير إلى نمو “مستقر وإن كان دون المستوى”، لكن هذه التقديرات “تضاءلت بشكل كبير” في الأشهر الماضية وسط تقلبات اقتصادية متعددة الأبعاد.

وأضاف موخيرجي أن الدول الأقل نموا ستكون الأكثر تضررا من هذا التباطؤ، حيث تم خفض توقعات نموها من 4.6% إلى 4.1% لعام 2025، وهو ما يترجم إلى خسارة مليارات الدولارات في الناتج الاقتصادي، ويزيد من التحديات التي تواجهها هذه الدول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة وأنها تضم أكثر من نصف سكان العالم الذين يعيشون في فقر مدقع.

وسلط التقرير الضوء على تأثير التوترات التجارية، لا سيما بين الولايات المتحدة والصين، التي تبادلت فرض رسوم جمركية واسعة النطاق خلال الشهور الماضية، ما أضعف ثقة المستثمرين وأثر سلبا على خطط الشركات العالمية.

وأكد التقرير أن “غياب الوضوح بشأن سياسات التجارة وآثارها يجعل من الصعب على الشركات اتخاذ قرارات استثمارية ومالية طويلة الأجل”.

وتوقع التقرير أن يتباطأ نمو التجارة العالمية إلى 1.6% فقط في 2025، وهو ما يمثل نحو نصف معدل النمو المسجل في 2024، ويعد مؤشرا مقلقا بالنسبة للاقتصادات الصغيرة والناشئة التي تعتمد على التجارة الدولية كمحرك رئيسي للنمو.

كما أشار إلى أن ضعف آفاق النمو يقيد قدرات الحكومات على زيادة الإنفاق التنموي والاستثمار في التحول الأخضر ومواجهة التغير المناخي، وهو ما يؤدي بدوره إلى إبطاء التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في الدول الهشة والفقيرة… محذرا من أن الاقتصادات الصغيرة والضعيفة، التي لا تمتلك قدرة تفاوضية قوية في الصفقات التجارية الثنائية، تواجه انخفاضا في عائدات التجارة، وتراجعا في خلق فرص العمل، وتباطؤا اقتصاديا عاما، ما ينذر باتساع الفجوة الاقتصادية العالمية.

ذات صلة



المقالات