“طيران ناس” و3 ركائز اساسية: التوسع في الوجهات الدولية والشراكات الذكية وتبني أحدث التقنيات

من مطار الملك خالد الدولي بالرياض ، حيث تلتقي ضوضاء المسافرين برائحة القهوة السعودية ، انطلقت “طيران ناس” في رحلتها الكبرى، لا نحو مدينة واحدة، بل نحو العالمية. بدأ كناقل اقتصادي محلي في عام 2007، أصبح اليوم لاعبا إقليميا طموحا، يعيد رسم خريطة الطيران في الشرق الأوسط والعالم برؤية تتجاوز حدود الجغرافيا.

“طيران ناس” لم يكن مجرد ناقل جوي منخفض التكلفة، بل كان مشروعًا يحمل في طياته وعدًا برفع كفاءة النقل الجوي في المملكة، وتوفير خيارات سفر اقتصادية تتماشى مع تطلعات الشباب والعائلات والوافدين. بأسطول يتجاوز 63 طائرة حديثة منها 57 من طراز إيرباص A320neo، ضمن طلبية مؤكدة ل 220 طائرة، (و 60 اختيارية), وشبكة رحلات تغطي أكثر من 100 وجهة محلية ودولية، أثبتت الشركة قدرتها على المنافسة والاستدامة في سوق شديد التغير.

خلال الأعوام الأخيرة، اعتمدت “طيران ناس” على استراتيجية توسع مرنة تستند إلى ثلاث ركائز: التوسع في الوجهات الدولية، الشراكات الذكية، وتبني أحدث التقنيات. من الرحلات المنتظمة إلى العواصم العربية، إلى خطوط جديدة نحو آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية وأوروبا الشرقية، كانت “ناس” تفتح أبوابًا جديدة للمسافرين السعوديين والسياح على حد سواء.

لم تتوقف “طيران ناس” عند حدود الطيران فحسب، بل دخلت في شراكات تقنية لتحسين تجربة الركاب من الحجز وحتى الهبوط. فمن تطبيقات الهاتف الذكية إلى خدمات العملاء عبر الذكاء الاصطناعي، مرورًا بخيارات السفر المخصصة، أثبتت الشركة أن الابتكار لا يتعارض مع التوفير، بل يعززه.

رحلة “طيران ناس” لا تنفصل عن رؤية المملكة 2030، بل هي جزء منها. ففي سعي السعودية لتحويل قطاع السياحة والسفر إلى رافد اقتصادي حيوي، تمثل “ناس” جسراً فعليًا يربط المدن السعودية بالعالم، ويساهم في تعزيز السياحة الدينية، والترفيهية، والاستثمارية.

كغيرها من شركات الطيران، واجهت “طيران ناس” تحديات كبرى خلال جائحة كوفيد-19، لكنها سرعان ما استعادت زخمها، وأعلنت في 2023 عن خطط لشراء طائرات جديدة بقيمة مليارات الريالات، مما يعكس ثقتها في السوق السعودي والدولي على حد سواء.

ويأتي ذلك في وقت تستعد طيران ناس لطرح 30%من رأسمالها في السوق المالية السعودية، ما يعادل نحو 51 مليون سهم، في واحدة من أبرز الطروحات المرتقبة في قطاع النقل الجوي بالمنطقة، حيث انتهت عملية بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات المكتتبة في أسهم الشركة بنجاح وتحديد سعر الطرح النهائي بــ 80 ريالا للسهم الواحد، وبتغطية بلغت 100 مرة. وقد تجاوز إجمالي حجم الطلبات حاجز الـ 409 مليار ريال، بمشاركة واسعة من المستثمرين المحليين والدوليين.وبناءا على ذلك ستبلغ القيمة السوقية للشركة عند الإدراج 13.7 مليار ريال. ليكون بذلك طيران ناس هي أول شركة طيران تُدرج أسهمها في السوق المالية السعودية (تداول)، مُسجلةً بذلك إنجازًا هامًا لقطاع الطيران في المملكة ومنظومة أسواق رأس المال فيها، ويُصنّف طرح طيران ناس العام من بين أكبر خمسة اكتتابات عامة أولية في المملكة العربية السعودية منذ اكتتاب أرامكو في 2019

وعيّنت الشركة كلاً من شركة جولدمان ساكس – السعودية، وشركة السعودي الفرنسي كابيتال، وشركة مورغان ستانلي السعودية كمستشارين ماليين ومتعهدي التغطية، فيما تم تعيين شركة السعودي الفرنسي كابيتال كمدير اكتتاب. وتم تعيين كل من: البلاد المالية، والإنماء للاستثمار، والاستثمار كابيتال، والجزيرة كابيتال، والخبير المالية، والراجحي المالية، والعربي المالية، والسعودي الفرنسي كابيتال، ودراية المالية، وجي آي بي كابيتال، والرياض المالية، وسهم المالية، والأهلي المالية، ويقين كابيتال كجهات مستلمة.

من جدة إلى دبي، ومن الرياض إلى تبليسي، ومن الدمام إلى إسلام أباد، تمتد رحلة “ناس” اليوم إلى أصقاع العالم. وبينما تواصل التحليق في سماوات جديدة، تظل رسالتها ثابتة: أن تجعل الطيران متاحًا، مرنًا، وممتعًا لكل من يحلم بالسفر.