الخميس, 22 مايو 2025

وزير الاقتصاد والتخطيط أمام ملتقى الأعمال السعودي الإسباني: المملكة تجاوزت لأول مرة مساهمة 54.8% للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي

أكد فيصل بن فاضل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، أن السعودية تسير بخطى واثقة نحو بناء اقتصاد معرفي عالمي وتنافسي، مدفوعًا برؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد، مشيرًا إلى أن القطاعات غير النفطية شكلت 54.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، وذلك لأول مرة في تاريخ المملكة.

وفي كلمته خلال افتتاح الأعمال السعودي الإسباني، أوضح الإبراهيم أن المملكة شهدت منذ إطلاق الرؤية نموًا بنسبة 70% في الاستثمارات الخاصة بالقطاعات غير النفطية، نتيجة تنفيذ أكثر من 900 إصلاح اقتصادي وهيكلي ساهمت في تعزيز ثقة المستثمرين وتسهيل بيئة الأعمال.

وقال: “نحن لا نغير الأنظمة فقط، بل نغير الطريقة التي تعمل بها الدولة نفسها، من خلال أنظمة ذكية، وتحول رقمي، وتنظيمات تركز على المستثمر.

اقرأ المزيد

ومنذ انطلاق الرؤية، أصدرت المملكة أكثر من 36 ألف رخصة استثمار، وانتقلت أكثر من 600 شركة عالمية إلى المملكة”.

وأضاف أن الاستثمارات الإسبانية كانت جزءًا من هذه الرحلة، حيث تجاوزت 3 مليارات دولار خلال العقد الماضي، وغطت قطاعات متنوعة مثل: البنية التحتية، الصحة، الزراعة، العقارات، والتقنية الرقمية، مما يعكس قوة ومتانة الشراكة المتنامية بين البلدين.

وأشار إلى أن المملكة وإسبانيا “شريكان طبيعيان”، يمتلكان قدرات تكاملية يمكن أن تسهم في تحقيق نمو مشترك، موضحًا أن القطاع الخاص هو المحرك الأساسي للتحول الاقتصادي الجاري في المملكة، وأن مجلس الأعمال السعودي الإسباني يواصل دوره كجسر رئيسي في ربط المستثمرين من الجانبين.

ودعا الإبراهيم رواد الأعمال والمستثمرين الإسبان للمشاركة في مسيرة التحول الاقتصادي في المملكة، مؤكدًا أن السعودية اليوم تفتح أبوابها للعالم، وتبني شراكات قائمة على الثقة والنتائج، وأن ما يميز المملكة ليس فقط طموحها، بل قدرتها على التنفيذ وتحقيق ما تعد به.

كما أكد أن المملكة تستهدف قطاعات واعدة للتعاون المستقبلي مع إسبانيا، تشمل: الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، السياحة والمشاريع الكبرى، التقنية والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تشكل ركائز الاستراتيجية الوطنية للاستثمار والنمو.

وتطرق الإبراهيم إلى البُعد الثقافي والإنساني في العلاقة بين البلدين، لافتًا إلى استضافة المملكة كأس السوبر الإسباني في إطار استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2034، بعد نجاح إسبانيا في استضافة مونديال 2023، مؤكدًا أن الشراكة تتجاوز الاقتصاد إلى احترام متبادل، واعتزاز مشترك، وتعاون طويل الأمد.

وفي ختام كلمته، شدد الوزير على أن المملكة تواصل ترسيخ مكانتها كمركز اقتصادي واعد في المنطقة، بدعم من بنية استثمارية متقدمة وسياسات ثابتة، داعيًا المستثمرين الإسبان إلى أن يكونوا شركاء فاعلين في كتابة الفصل القادم من قصة التحول السعودي.

يشار إلى انطلاق فعاليات ملتقى الأعمال السعودي الإسباني اليوم في العاصمة الرياض، الذي ينظمه اتحاد الغرف السعودية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة الاستثمار، بمشاركة السعودي فيصل بن فاضل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، كارلوس كويربو ووزير الاقتصاد والتجارة والأعمال الإسباني، وبحضور أكثر من 300 شركة سعودية وإسبانية تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى ممثلين عن عدد من الجهات الحكومية والخاصة في البلدين.

وينعقد الملتقى بالتزامن مع أعمال اللجنة السعودية – الإسبانية المشتركة، بهدف تعزيز مشاركة القطاع الخاص، ودعم الشراكات الاستراتيجية، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة، مع تركيز خاص على القطاعات الحيوية مثل: الخدمات اللوجستية، والبناء، والصناعات الغذائية، والرياضة، والسياحة.

كما يتضمن الملتقى جلسات وورش عمل قطاعية متخصصة تسلط الضوء على بيئة الاستثمار في البلدين، والحوافز والتسهيلات المقدمة للمستثمرين.

يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وإسبانيا بلغ بنهاية عام 2024 نحو 22.9 مليار ريال، منها 12.4 مليار ريال صادرات سعودية، و10.5 مليارات ريال واردات من إسبانيا.

ذات صلة



المقالات