الأربعاء, 18 يونيو 2025

ترمب وماسك من التحالف إلى التصادم  وصولا للهدنة

مرت علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإيلون ماسك الملياردير الأمريكي مؤسس تسلا وX بمراحل معقدة، تنقلت بين الانتقاد، التعاون الوثيق، ثم الصراع العلني. وأصبحت اليوم واحدة من أكثر العلاقات جدلا في الأوساط السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة.

2016-2017

بدأت العلاقة بين أيلون ماسك والرئيس الأمريكي ترمب منذ 2016 عندما أعرب ماسك عن شكوكه تجاه ترمب بوصفه “ليس الرجل المناسب” لرئاسة الولايات المتحدة، ورغم هذا الموقف أنظم ماسك في يناير 2017 لمجلسي ترمب الاستشاريين الاقتصاديين لكنه استقال بعد إعلان سحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ.

اقرأ المزيد

2018-2020

في مايو 2020 خلال أزمة كوفيد أشاد ترمب بجهود ماسك لإبقاء مصانع تسلا مفتوحة، وفي يوليو 2022 تدهورت العلاقة مجددا، وخلال 2022 اشترى إيلون ماسك منصة X وأعاد حساب ترمب، مما أدى إلى تهدئة نسبية.

2024 دعم ماسك للرئيس الأمريكي

عقب محاولة اغتيال فاشلة لترمب أعلن ماسك دعمه الكامل للرئيس الأمريكي ترمب وأنفق الملياردير 250 مليون دولار لمساعدة دونالد ترمب في الفوز بالانتخابات الرئاسية 2024، وظهر لاحقا إلى جانب ترمب في بث مباشر على منصة إكس واقترح إنشاء وزارة جديدة تحت اسم وزارة كفاءة الحكومة. وفي ديسمبر 2024 عين ماسك فعليا كرئيس مشارك لوزارة كفاءة الحكومة إلى جانب السياسي المحافظ فيفيك راماسوامي، بهدف تقليص الإنفاق الحكومي.

 يونيو 2025 التصادم العلني

في أوائل يونيو من العام الجاري انفجرت الخلافات بين الطرفين، حيث هاجم ماسك مشروع الميزانية الفيدرالية الجديد الذي أطلقه ترمب كما وجه ماسك انتقادات مباشرة لترمب ونتيجة هذا الخلاف تأثرت الأسواق خاصة أسهم “تسلا”، وخلال 11 يونيو نشر إيلون ماسك اعتذار على منصة X يقول فيها إنه “تجاوز الحدود” ويعبر عن أسفه لتصريحاته بشأن ترمب ورحب ترمب باعتذار الملياردير، كما أشار إلى أنه لن يتم الغاء العقود الحكومية الموقعة مع شركاته، وخلال 12 يونيو أفادت وول ستريت جورنال أن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز تدخلا لإقناع ماسك بتهدئة الوضع عبر مكالمتين هاتفيتين بين الطرفين.

العقود الحكومية التي تربط ماسك بالدولة

وفقا لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست حصل ماسك وشركاته على مدى سنوات ما لا يقل عن 38 مليار دولار على شكل عقود حكومية وقروض وإعانات وإعفاءات ضريبية.

وبحسب بيانات الصحيفة أن نحو ثلثي هذا المبلغ تم منحه خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط. وفي عام 2024 تلقت شركتا ماسك أكثر من 6.3 مليار دولار من الحكومات الفيدرالية والمحلية، وهو الرقم الأعلى حتى الآن.

وتتلقى X منذ عام 2016 أكثر من مليار دولار سنوياً من الحكومة، بينما تراوح هذا الرقم بين 2 و4 مليارات سنويا منذ عام 2021 وحتى 2024. أما “تسلا”، فقد بدأت بالحصول على أكثر من مليار دولار سنوياً منذ عام 2020.

وتضمنت أهم عقود منصة سبيس إكس مع الحكومة الأميركية، عقود قائمة بقيمة تصل إلى 22 مليار دولار مع وكالات مثل ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية، عقد بقيمة 2.89 مليار دولار لتطوير نظام الهبوط البشري ضمن برنامج أرتميس التابع لناسا، عقد بقيمة 1.15 مليار دولار لتطوير مركبة هبوط قمرية ثانية لصالح ناسا. 

وعقد بقيمة 102 مليون دولار مع القوات الجوية الأمريكية لتطوير برنامج “نقل الحمولة عبر الصواريخ”، وعقد بقيمة 1.8 مليار دولار مع مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي (NRO) لتطوير شبكة أقمار صناعية تجسسية ضمن برنامج “ستارشيلد”.

وشهدت ثروة إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وX، ارتفاعا ملحوظا قدره 191 مليون دولار، لتصل إلى 411.4 مليار دولار، بحسب مؤشر فوربس اللحظي للمليارديرات.

وجاء هذا الارتفاع اللافت بعد تقديمه اعتذارا يوم الأربعاء علنيا للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على خلفية منشورات سابقة هاجمه فيها بشكل مباشر.

وكان ماسك قد كتب منشورا على منصة X قال فيه: “أشعر بالندم على بعض منشوراتي بشأن الرئيس ترمب الأسبوع الماضي. لقد تجاوزت الحد”.

ذات صلة



المقالات