“هنلي وشركاؤه”: ارتفاع هجرة الأثرياء من أمريكا وسياسة واشنطن نحو أثرياء الصين تؤثر على نمو الاقتصاد الأمريكي 

لطالما هيمنت الولايات المتحدة على الثروات الخاصة العالمية، فمع نهاية عام 2024، كان أكثر من 6 مليون شخص من أصل 16 مليون فرد من أصحاب الثروات الكبيرة في العالم يعيشون في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 37% من سكان العالم الذين تزيد ثرواتهم الصافية عن مليون دولار، مع وجود 34% من الثروة السائلة في البلاد.

لكن من المتوقع أن تتراجع هيمنة الولايات المتحدة، فوفقًا لتقرير ثروة الولايات المتحدة لعام 2025، الصادر عن شركة استشارات هجرة الاستثمار “هنلي وشركاه” وشركة “نيو وورلد ويلث” العالمية لمعلومات الثروة، شهد عدد الأمريكيين الأثرياء الراغبين في مغادرة الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا بعد انتخابات 2024.

وبشكل أكثر تحديدًا، جاء أكثر من 30% من طلبات هجرة الاستثمار العالمية في الربع الأول من عام 2025 من الأمريكيين الأثرياء، أي ما يقرب من ضعف (زيادة بنسبة 183%) الطلبات التي تلقتها الشركة من الأمريكيين في الربع الأول من عام 2024، وبزيادة قدرها 39% عن تلك التي سجلت في الربع الأخير من عام 2024.

ويبلغ إجمالي عدد الدول الخمس التالية التي لديها أعلى عدد من الطلبات – بما في ذلك المملكة المتحدة والهند وتركيا – أقل من نصف ذلك.

تشير تقارير شركة هنلي وشركاؤه إلى أن الأمريكيين الأثرياء يتطلعون إلى برامج الإقامة في اليونان وإيطاليا ولاتفيا ومالطا والبرتغال وسويسرا، وغالبًا ما يربطون هذه البرامج بالجنسية في دول الكاريبي وكوستاريكا وناورو ونيوزيلندا وبنما وتركيا.

وتسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على سكانها الأثرياء من خلال البطاقة الذهبية التي اقترحها الرئيس دونالد ترمب.

تتطلب هذه التأشيرة استثمارًا بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي في الولايات المتحدة مقابل مسار سريع نحو الإقامة الدائمة، ومع ذلك، لا يزال الخبراء غير مقتنعين بجاذبيتها.

ويشير خبراء الي أن تشكيك إدارة ترمب في المهاجرين الصينيين، الذين كانوا في يوم من الأيام مصدرا كبيرا للتدفقات للأفراد ذوي الثروات العالية الذين ينتقلون إلى الولايات المتحدة، قد يعوق النمو في الولايات المتحدة.

كانت كندا وأستراليا والولايات المتحدة تستقبل أعدادًا هائلة من الأثرياء من الصين، وقد انخفض هذا العدد “بعد جائحة كوفيد”.

في ذات الوقت: “لا تزال معظم هذه الدول تستقبل الأفراد ذوي الثروات الكبيرة من الصين، لكنها أصبحت أكثر انتقائية بكثير مما كانت عليه في السابق. وهذا كان له تأثير بالتأكيد”.