الجمعة, 27 يونيو 2025

المعادن تجتذب ترمب من الصين إلى أوكرانيا مرورا بالكنغو

في ظل توجه العالم نحو استخدام الألواح الشمسية وتوربينات الهواء والسيارات الكهربائية للوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050، تتصاعد أهمية المعادن والمعادن النادرة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في مثل هذه الصناعات وغيرها. فيما تدخل المعادن الأرضية النادرة في العديد من الصناعات العسكرية، كصناعة الصواريخ والرادارات، فضلاً عن المغانط الدائمة.

ولأهمية هذه المعادن أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الكثير من التحركات لإنجاز ملفات تتعلق بحرب الرسوم التجارية مع الصين وبإحلال السلام في أوكرانيا، وانتهاءً بدولة الكنغو والتي وجدت حظها من الاهتمام نسبة لما تحتويه من معادن وثروات تعدينية ضخمة.

وبحسب صحيفة «الغارديان»، أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع الصين لتسريع شحنات المعادن النادرة إلى الأراضي الأمريكية، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

اقرأ المزيد

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أشار يوم (الخميس) إلى توقيع اتفاق مع الصين في اليوم السابق، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، مضيفاً أن هناك اتفاقاً محتملاً مع الهند قد يُبرم قريباً لتعزيز التجارة.

من جانبها، أكّدت الصين اليوم الجمعة تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن «سترفع القيود» المفروضة عليها في حين ستقوم بكين بـ«مراجعة» السلع الخاضعة لضوابط تصدير.

وقال ناطق باسم وزارة التجارة الصينية في بيان: «نأمل أن تلتقي الولايات المتحدة والصين في منتصف الطريق»، مشدّداً على أهمّية «تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة على نحو سليم ومستقرّ ومستدام».

وتستخرج الصين حوالي 61% من المعادن الأرضية النادرة عالمياً، فيما تقوم بتنقية 92% منها، وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة.
ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تهيمن الصين على الإنتاج العالمي باحتياطيات تقدر بنحو 44 مليون طن متري.

وفي الجانب الأخر، تبرز أوكرانيا كموقع استراتيجي لما تمتلكه من موارد وفيرة من التيتانيوم والليثيوم، ما يضعها في قلب التنافس الجيوسياسي.

ويسعى ترمب إلى استخدام أدوات الضغط الاقتصادي لإجبار روسيا على إنهاء حربها في أوكرانيا، وذلك تفاديًا لأي صدام مباشر قد يفضي إلى حرب عالمية.

وفي وقت سابق، أعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا، عن توقيع اتفاق جديد يتيح استغلال موارد أوكرانيا الطبيعية من معادن ونفط وغاز، في خطوة وصفتها الإدارة الأميركية بأنها تهدف إلى تعويض “المساعدات المالية والمادية الكبيرة” التي قدمتها لكييف منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في شهر فبراير 2022.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، سعى ترمب للتقارب مع روسيا، ولم يستجب لدعوات أوكرانيا ودول أوروبية إلى فرض مزيد من العقوبات الأمريكية على موسكو، معتبراً أن مثل هذا الإجراء قد “يعيق” الاتفاق بين الطرفين المتحاربين.

وبحسب تقديرات مختلفة، تمتلك أوكرانيا نحو 5% من الموارد المعدنية العالمية، لكنها ليست مستغلة أو قابلة للاستغلال بسهولة، كما أن بعضها يقع في مناطق تسيطر عليها روسيا.

تحتل أوكرانيا المرتبة الأربعين عالمياً بين الدول المنتجة للمعادن بحسب “وورد ماينينغ داتا” (World Mining Data) في العام 2024. وتشمل مواردها الإستراتيجية: المنغنيز (ثامن أكبر منتج عالمياً)، والتيتانيوم (المرتبة 11)، والغرافيت والذي يعد أساسياً لصناعة البطاريات (المرتبة 14).

كما يشير المكتب الفرنسي للأبحاث الجيولوجية إلى أن أوكرانيا تضم نحو 20% من الموارد العالمية المقدّرة من الغرافيت، وتُعد من الدول الأوروبية الأساسية من حيث إمكانية استغلال الليثيوم، المهم أيضاً لصناعة البطاريات، رغم أن هذه الاحتياطات لم تُستغل بعد.

ويبدو أن الفترة الثانية لترمب تتجه بشكل كبير نحو السلام بين الدول مدعوما بالجانب الاقتصادي، وتحقيقا لهذا الدور استضافت الولايات المتحدة اليوم الجمعة منبرا يضم الكونغو الديمقراطية ودولة رواندا للتوصل إلى اتفاق سلام يُبرم بوساطة أمريكية، وذلك بهدف إنهاء عقود من القتال الدامي الذي تعاني منه منطقة شرق الكونغو.

واتفاق الكنغو ورواندا اليوم الجمعة في واشنطن، من شأنه تسهيل وصول الحكومة والشركات الأمريكية إلى الموارد المعدنية في المنطقة الغنية بالثروات الطبيعية، والتي لا تزال تعاني من استمرار الصراعات المسلحة.

تعتبر الكونغو الديمقراطية غنية بالمعادن المختلفة، بما في ذلك النحاس، والكوبالت، والماس، والذهب، والقصدير، والتنجستن، والمعادن النادرة مثل الكولتان.

وتتركز هذه الثروات المعدنية بشكل رئيسي في المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، وخاصة في محافظات كاتانغا، وشمال وجنوب كيفو، وإيتوري، ومانيما، وكاساي.

ذات صلة



المقالات