الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حددت شركة نايت فرانك الرياض كـ ”مركز مستقبلي صاعد“ في أحدث تقاريرها عن سلسلة مراكز الثروة الناشئة، مؤكده أن العاصمة السعودية تتحول بسرعة إلى وجهة ديناميكية للثروة العالمية، مدفوعة برؤية المملكة 2030 الطموحة، وتنويع اقتصادها بشكل استراتيجي بعيداً عن الاعتماد على النفط، والتطور لتصبح مركزاً قوياً للتمويل والثقافة وأسلوب الحياة.
وأوضحت الشركة في بيانها أن الرياض تتصدر طليعة التحول الاقتصادي في المملكة ، حيث تجتذب نشاطاً تجارياً محلياً ودوليا كبيرا أدى إلى تراجع معدل البطالة الوطني إلى مستوى قياسي بلغ 7% في الربع الرابع من عام 2024. وكان المحرك الأساسي لهذا الزخم هو ارتفاع نشاط القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي المباشر. ففي الربع الرابع من عام 2024، أصدرت المملكة العربية السعودية أكثر من 160 ألف رخصة تجارية جديدة، بزيادة قدرها 67%عن الفترة نفسها من العام السابق، ليصل إجمالي عدد الكيانات التجارية المسجلة في المملكة إلى أكثر من 1.6 مليون كيان تجاري.
مبادرات رئيسية
ومن المبادرات الرئيسية برنامج المقر الإقليمي، الذي تجاوز بالفعل هدفه لعام 2030، حيث التزمت حوالي 600 شركة عالمية، بما في ذلك بكتل ونورثرن ترست وبرايس ووترهاوس كوبرز، بإنشاء مقرات إقليمية في الرياض. وقد أسهم تدفق هذه الشركات في زيادة الطلب على العقارات التجارية عالية الجودة، حيث بلغت معدلات إشغال المكاتب من الدرجة الأولى 2%فقط. وارتفعت إيجارات هذه المكاتب الرئيسية بنسبة 23%في العام الماضي، وبنسبة 84%منذ الربع الأول من عام 2020، في حين ارتفعت إيجارات المكاتب من الدرجة ب بنسبة 24%على أساس سنوي.
لتلبية الطلب المستقبلي، من المتوقع أن يرتفع مخزون المكاتب في الرياض من 5.5 مليون متر مربع إلى 9.8 مليون متر مربع بحلول عام 2027. ويحظى هذا النمو بدعم من مشاريع البنية التحتية التي تقودها الدولة والاهتمام المتزايد من المستثمرين المؤسسيين الذين يستهدفون الاستثمار طويل الأجل في قطاع المكاتب المتطورة في المملكة.
وقال فيصل دوراني، الشريك – رئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يشهد القطاع الخاص ازدهارا كبيرا، حيث ارتفعت تراخيص الأعمال الجديدة بنسبة الثلثين في عام واحد. كما أن معدلات الشواغر في المكاتب من الدرجة الأولى من بين أدنى المعدلات في العالم. إن هذه الموجة من ريادة الأعمال هي نتيجة ومحفز لبيئة الأعمال المتطورة في الرياض، كما أن قدرة المدينة على جذب رأس المال البشري والمالي يسرع من بروزها كمركز عالمي للثروة المستقبلية.”
وتعمل الرياض على دمج الاستدامة في عملية التنمية السريعة. وتكتسب مبادرات المباني الخضراء زخماً، مدعومة بلوائح تنظيمية قوية وشراكات بين القطاعين العام والخاص. ويُعدّ مركز الملك عبد الله المالي مثالاً بارزا على ذلك، حيث يُعتبر أكبر مركز أعمال متعدد الاستخدامات حائز على شهادة LEED البلاتينية في العالم. كما أدخلت المملكة أيضاً نظام تصنيف ”مستدام“ لقياس ممارسات البناء المستدام. ويعمل برنامج الرياض الخضراء، الذي يهدف إلى زراعة 7.5 مليون شجرة، على تعزيز قابلية العيش وتحسين جودة الهواء وزيادة نصيب الفرد من المساحات الخضراء، مما يجعل الرياض نموذجاً للمدن المستدامة في المناخات الجافة.
مدينة صالحة للمعيشة
وسرعان ما أصبحت الرياض واحدة من أكثر المدن ملاءمة للعيش في الشرق الأوسط، حيث توفر بيئة آمنة ومستقرة للمقيمين والمواهب الدولية. وهي تحتل باستمرار مرتبة عالية في مؤشرات السلامة وجودة الحياة العالمية. كما أن الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية الحضرية، مثل البوليفارد الرياضي الذي يبلغ طوله 220 كم، ومطار الملك خالد الدولي الذي يشهد توسعة – الذي يخدم 113 وجهة محلية ودولية – وشبكة المترو والحافلات العامة، تعيد تعريف التنقل والاتصال في المناطق الحضرية.
وإلى جانب ذلك، تعمل مبادرات مثل برنامج الرياض الخضراء على زيادة المساحات الخضراء وتعزيز استدامة المدينة وجاذبيتها. تجذب هذه التطورات الوافدين ورواد الأعمال والعائلات، وتعيد تشكيل التصورات وتعزز بروز الرياض كمدينة عالمية مفضلة للجيل القادم من المواهب.
وقال هارمن دي يونغ، الشريك الإقليمي – رئيس قسم الاستشارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يتم إعادة تعريف التنقل الحضري في الرياض من خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية. ولا تقتصر هذه التحسينات في مجال النقل على الحد من الازدحام فحسب، بل تعمل أيضاً على تحسين جودة الهواء والمرونة الحضرية بشكل عام. وبالإضافة إلى ارتفاع عدد الشركات الكبرى متعددة الجنسيات التي تفتتح مكاتب لها في المدينة والمشاريع السكنية والترفيهية عالية الجودة، فإن الرياض تتمتع بعرض فريد من نوعه كوجهة للعيش والعمل والترفيه على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والعالم”.
الوجهة الترفيهية الأولى
إضافةً إلى جاذبيتها كمكان للعيش، تعمل الرياض على ترسيخ مكانتها كوجهة رئيسية للترفيه والثقافة. وقد استقطب موسم الرياض، وهو مبادرة ثقافية رائدة، أكثر من 18 مليون زائر في عام 2024، حيث يقدم فعاليات ترفيهية متنوعة من الحفلات الموسيقية إلى الرياضات الإلكترونية. ومن المتوقع أن يوفر قطاع الترفيه الأوسع نطاقاً 450 ألف وظيفة ويساهم بنسبة 4.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بحلول عام 2030.
وتؤكد العروض الناجحة التي تقدمت بها الرياض لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034 على المكانة العالمية المتزايدة للمدينة، حيث من المتوقع أن يسهم معرض إكسبو وحده في تحقيق أثر اقتصادي يبلغ 94.6 مليار دولار أمريكي .كما أن تعزيز إمكانية الوصول إليها من خلال سياسات جديدة لإعفاء 66 دولة من تأشيرة الدخول وإطلاق طيران الرياض يعززان السياحة.
150 مليون زائر بحلول 2030
بعد أن تجاوزت بالفعل الهدف الأصلي لرؤية 2030 بالوصول إلى 1.6.2 مليون زائر في عام 2023، رفعت المملكة العربية سقف الطموحات، حيث تهدف إلى استقبال 150 مليون زائر بحلول عام 2030. وتؤدي الرياض دوراً محورياً في هذا النمو. يستمر المعروض من الفنادق في التوسع، حيث تم تسليم أكثر من 1100 غرفة فندقية جديدة في عام 2024، ليصل إجمالي المعروض إلى 24.6 الف، و57٪ منها في الفئات الراقية أو الراقية العليا. من المتوقع أن يتجاوز العرض 30 ألف غرفة بحلول عام 2027.
وقال عمار حسين، الشريك المساعد في قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “إن الرؤية الاستراتيجية للرياض، إلى جانب النمو الاقتصادي القوي، وتعزيز قابلية العيش، وازدهار قطاع الترفيه، والالتزام القوي بالاستدامة، يضعها في مكانة رائدة كمركز ثروة عالمي رائد في المستقبل، حيث تجذب المواهب والاستثمار والسياحة على نطاق غير مسبوق. وستتعزز مكانتها العالمية كوجهة ترفيهية رائدة عندما تتجه أنظار العالم إلى المدينة لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034.”
النمو السكني والطلب المستقبلي
إن القطاع السكني في العاصمة، الذي كان مدفوعا تقليدياً بالمشترين المحليين، أصبح الآن مفتوحا أمام المستثمرين الدوليين مع طرح تأشيرات الإقامة المميزة الجديدة المرتبطة بتملك العقارات. وقد أدى النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في المدينة إلى زيادة الطلب، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال