الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رصدت مجلة “فوربس” تدفقات وتعهدات مالية أمريكية من قبل المستثمرين الأمريكيين على الشرق الأوسط، في شكل صفقات ضخمة بأكثر من 50 مليار دولار في مؤخرا.
رهانات استثمارية: يراهن المستثمرون الأمريكيون بشكل كبير على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. حيث شهدت الأشهر الأخيرة موجة من الالتزامات بمليارات الدولارات، مما يشير إلى تحول جذري في نظرة رأس المال الأمريكي إلى منطقة الخليج. “عندما تهب رياح التغيير، يبني البعض جدرانًا، ويبني آخرون طواحين هواء”. يعكس هذا المثل القديم عقلية موجة جديدة من المستثمرين الأمريكيين الذين يتطلعون إلى الشرق الأوسط. صفقات كبيرة: وتطرقت المجلة ثلاثة أمثلة حديثة بارزة لمستثمرين أو شركات أمريكية أبرمت صفقات كبيرة أو أطلقت استثمارات في المملكة العربية السعودية: بما في ذلك سيلزفورس التي أطلقت استثمار في الذكاء الاصطناعي بقيمة 500 مليون دولار.
وتأتي شراكات صندوق الاستثمارات العامة مع مديري الأصول الأمريكيين، أيضا ضمن الصفقات البارزة، فنجد أنه خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي نظمه الرئيس ترمب في مايو 2025، وقّع صندوق الاستثمارات العامة مذكرات تفاهم بقيمة تصل إلى 12 مليار دولار مع كبار مديري الأصول الأمريكيين. من بينها: التزمت شركة فرانكلين تمبلتون باستثمار ما يصل إلى 5 مليارات دولار في أسواق رأس المال السعودية.
ووافقت شركة نيوبرغر بيرمان على استثمار ما يصل إلى 6 مليارات دولار وإنشاء منصة متعددة الأصول مقرها الرياض. فيما تعهدت شركة نورثرن ترست لإدارة الأصول باستثمار ما يصل إلى مليار دولار. ووقعت شركة آي سكويرد كابيتال، المتخصصة في البنية التحتية، على استراتيجية مخصصة، تتضمن خططًا لاستثمار ما يقرب من مليار دولار في أصول البنية التحتية بما يتماشى مع رؤية 2030. الى جانب ذلك برز توجه شركات التكنولوجيا الأمريكية التي تعمل مع شركة الذكاء الاصطناعي السعودية هيومين.
أيضًا، وافقت شركة إنفيديا على توريد ما لا يقل عن 18 ألف وحدة معالجة رسومية من طراز بلاكويل لبنية الذكاء الاصطناعي لشركة هومين. كما التزمت شركة “إيه إم دي” باستثمار مشترك بقيمة 10 مليارات دولار مع هومين في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وستستثمر أمازون ويب سيرفيسز أكثر من 5 مليارات دولار لبناء “منطقة مخصصة للذكاء الاصطناعي” في المملكة العربية السعودية.
كما وقعت شركة سوبر مايكرو صفقة بقيمة 20 مليار دولار مع شركة داتا فولت لتطوير عمليات مراكز البيانات بشكل مشترك في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. البرنامج الطموح: وتشير المجلة الأمريكية إلى أن هذه الاستثمارات لا تأتي من فراغ، بل هي استجابة لأحد أكثر برامج التحول الاقتصادي طموحًا في التاريخ الحديث. تهدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى تحويل المملكة من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع قائم على السياحة والتكنولوجيا والمشاريع الخاصة.
وتُعد مشاريع رائدة مثل نيوم – وهي مدينة ذكية بقيمة 500 مليار دولار تمتد على ساحل البحر الأحمر – رمزًا لحجمها وطموحها. عوامل الجذب: تنبه المجلة الى ثلاثة عوامل تجذب رأس المال الأمريكي بشكل غير مسبوق نحو الخليج، بما في ذلك: منظومات اقتصادية غنية برؤوس الأموال، راغبة في اقامة شراكات: يتطلع القادة السعوديون والإماراتيون إلى استقطاب الخبرات العالمية. سواء من خلال مشاريع مشتركة، أو مناطق استثمارية غنية بالحوافز، أو حصص مباشرة في قطاعات استراتيجية، فإن المستثمرين الأمريكيين الذين يقدمون خبرة تشغيلية، أو قيمة للعلامة التجارية، أو ملكية فكرية، هم ضيوف مرحب بهم، وفقا للتقرير.
وليس من غير المألوف أن تشارك الصناديق السيادية في الاستثمار أو توفر رأس المال لتسريع هذه المشاريع. إلى جانب التركيبة السكانية التي تُحرك الطلب: يتميز الشرق الأوسط بواحد من أصغر سكان العالم سنًا، حيث تقل أعمار ما يقرب من ثلثي سكانه عن 35 عامًا. وهذا يُترجم إلى طلب متزايد في قطاعات التعليم، والإسكان، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا، وخدمات المستهلك. ويمكن للمستثمرين الذين يفهمون تطلعات هذا الجيل القادم، المتمكن رقميًا، والطموح العالمي، والمتأصل ثقافيًا، بناء امتيازات تجارية راسخة. الاستقرار والطموح: بينما تُكابد الأسواق الغربية الجمود السياسي، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم القدرة على التنبؤ باللوائح التنظيمية، يُقدم الخليج مزيجًا من السيطرة المركزية والاستقرار طويل الأمد. حيث تُفكّر الصناديق السيادية في العقود، لا في الأرباع. وهذا يُهيئ بيئةً خصبةً لرأس المال الصبور. ووفقا للمجلة، لم يعد الشرق الأوسط مجرد جبهة، بل أصبح مركزًا ناشئًا لرأس المال والابتكار والرؤية بعيدة المدى. وتُثبت الموجة الأخيرة من الالتزامات بمليارات الدولارات من أبرز المستثمرين الأمريكيين أن الخليج قد انتقل من هامش استراتيجية الاستثمار العالمية إلى مركزها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال