3666 144 055
[email protected]
التنظير هو لفظ يتم التهكم به غالبا على بعض الأكاديميين وبعض الفئات الأخرى من الذين ينقلون لغيرهم ما تحصلوا عليه من علم أو ما اطلعوا عليه ببعض الكتب والموسوعات من نظريات دون ادنى خبرة عملية، بعيدين كل البعد عن كيفية تطبيق تلك النظريات وما يواجهها من تحديات على ارض الواقع. ولذلك نجد ان القيمة المضافة لبعض الذين كانوا ينظّرون تزداد بزيادة خبراتهم المتنوعة عما كانوا يتحدثوا عنه، وهنا تبدأ الصورة بالاكتمال لديهم بوجود المعلومة وممارستها الصحيحة.
وبالحديث عن التنظير والذي يمسّ جميع العلوم والإدارات، فإن إدارة الموارد البشرية والتي ليست بمعزل عن ذلك بما فيها من موظفين ومختصين ومدراء واستشارين أصبحت خلال السنوات الماضية تأخذ مساحة متزايدة من الأهمية في كل منشأة الى ان تصدرت حديث كثير من المسؤولين وملأت جنبات العديد من المحاضرات والمؤتمرات وحتى اللقاءات الجانبية الودية، وبالتالي انتشر نطاق عمل هذه الادارة بشكل ملفت مما يعزز اهميتها بغض النظر عن بعض الممارسات الخاطئة من بعض منسوبيها والتي ولّدت صورة ذهنية خاطئة عن دور الموارد البشرية ومسؤوليها بالمملكة
حيث وصل التهكم على عمل إدارات الموارد البشرية إلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر صور ولقطات طريفة حتى تم إسقاط لقطات لمجموعه من حاخامات اليهود على مسؤولي الموارد البشرية وان كان ذلك على سبيل الدعابة، لكن ذلك اختزل عمل ادارات الموارد البشرية وتطبيقاتها وأثرها الكبير على كل منشأة في أمور شخصية محددة كمنح علاوة سنوية من عدمها أو في تسجيل حضور أو غياب، وهو امر فيه إقصاء كبير وإغفال لحقيقة دور الموارد البشرية والذي يجب علينا كمختصين أو مهتمين ان ندافع عنه ونبرزه بشكله الصحيح للمجتمع كي لا يفقد مكانته بسبب ممارسات خاطئة وانطباعات في غير محلها خاصة وان الموارد البشرية تحظي بدعم كبير من القيادة الرشيدة وقد تحدثت عن ذلك بإسهاب في مقالة (ولي العهد والموارد البشرية) في صحيفة مال بتاريخ 3 يوليو من العام الماضي
لذا وبتحليل بسيط نجد ان اكثر الممارسات الخاطئة لإدارات الموارد البشرية والتي شوهت صورته الذهنية غالبًا ما تصدر من أحد شخصين: اما مسؤل موارد بشرية منظّر من الدرجة الأولى حتى وإن كان ملم بإدارة الموارد البشرية لكنه حتما بعيد كل البعد عن روحها وافضل تطبيقاتها وممارساتها العالمية، والشخص الآخر هو مسؤول موارد بشرية ضعيف الشخصية يخشى قوت يومه وتتلاعب به الادارات العليا ومصالح اصحاب الأعمال أو قيادات المنشاة مقابل حفنة من المكاسب السريعة، حتى لو كان ذلك على حساب الموظف البسيط الذي لم يتم توضيح قيمته الفعلية.
بينما نجد أن قائد الموارد البشرية الحقيقي والذي يقدم الصورة النموذجية للموارد البشرية في أبهى حليها، هو الشخص الذي يملك خبرات متنوعة في قطاعات مختلفة إضافة لتأهيله العلمي ومهاراته المميزة مما يمكنه من التعامل مع كافة فئات الموظفين واستقطاب أكفأهم وتدريبهم وتطويرهم وتوجيههم ومواجهة تحدياتهم من جهة، وتطبيق افضل ممارسات الموارد البشرية من جهة اخرى، في ظل تنسيق رفيع المستوى مع قيادات المنشاة لحفظ مصالح جميع الأطراف
الخلاصة : أظن ان الوقت قد حان لتصنيف مختصي ومسؤولي الموارد البشرية، حتى يصبح عملهم وتقييمهم مبني على أساس صحيح وليس على مسمى فقط
دمتم بخير،،،
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734