الجمعة, 16 مايو 2025

بعد فشل مشروع السيارة .. هل تنجح «آبل» في بحثها عن الطفرة الجديدة؟

قبل أسابيع قليلة، كشفت تقارير عن إلغاء شركة «آبل» مشروعها المستمر منذ حوالي 10 سنوات لتصنيع سيارة كهربائية، لكن الشركة الأميركية لاتزال تبحث عن مصدر جديد للدخل، بالتزامن مع التحديات والعقبات التي تواجهها في الفترة الأخيرة.

وذكرت وكالة «بلومبيرغ»، أن «آبل» تستكشف تطوير روبوتات منزلية شخصية، في إطار السعي لتنويع مصادر الإيرادات ودخول أعمال جديدة ذات آفاق إيجابية.

ووفقا لـ “الأنباء” يعمل فريق المهندسين في «آبل» على تطوير روبوت يمكنه تتبع المستخدمين في منازلهم، بالإضافة إلى جهاز آخر يوضع على المنضدة يستخدم الروبوتات لتدوير شاشة العرض، ما قد يشمل تتبع المستخدم خلال مكالمات الفيديو مثلا.

اقرأ المزيد

وتكمن الفكرة وراء روبوت العرض الذكي في تقليد حركة رأس الشخص، بالإضافة إلى ميزة تكبير صورة شخص معين خلال تواجده بين حشد من الناس أثناء مكالمة الفيديو.

وتشرف وحدتا هندسة الأجهزة والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، على مشروع تطوير الروبوتات الشخصية الخاصة بـ «آبل».

وأشار التقرير، إلى أن خطة «آبل» الجديدة ستسمح لها باستخدام بعض التكنولوجيا التي تم تطويرها خلال مشروعها الملغى مؤخرا لتصنيع السيارات الكهربائية.

ونقلت «آبل» مهندسا واحدا على الأقل إلى وحدة المنزل والروبوتات بعدما كان ضمن فريق الأجهزة في مشروع تصنيع السيارة الكهربائية، لكن مشروع تصنيع روبوت منزلي من جانب الشركة الأميركية لايزال في مرحلة البحث والتطوير المبكرة، بحسب التقرير.

وذكر التقرير أن مسؤولي «آبل» أنفسهم يشعرون بالقلق بشأن المبلغ الذي قد يدفعه العملاء مقابل الروبوت المنزلي، خاصة إذا كان سعره مرتفعا.

لم تكن «آبل» الشركة الأولى التي تستكشف فكرة تطوير روبوت منزلي، حيث سبقتها «أمازون»، والتي قامت بتطوير روبوت «أسترو» الذي بلغ سعره 1600 دولار عند إطلاقه عام 2021، وكان «أسترو» بمنزلة شاشة ذكية تسير على عجلات، ويمكنها الرد على الأوامر، لكن بعد ثلاث سنوات من إطلاقه أصبح الروبوت متاحا بكميات محدودة، بالإضافة إلى أن «أمازون» شهدت مغادرة أحد المسؤولين المشرفين على المشروع في مايو الماضي.

وفي نوفمبر الماضي، أطلقت «أمازون» نسخة من «أسترو» للشركات، حيث تشبه حارس الأمن المتجول.

يأتي التوجه لتطوير الروبوتات المنزلية من جانب «آبل» بعد أسابيع قليلة من تخليها عن حلم دخول عالم السيارات الكهربائية.

وفي فبراير الماضي، تخلت «آبل» عن مشروع تصنيع سيارة كهربائية ذاتية القيادة، والذي كان يحمل اسم «مشروع تيتان» بعد محاولات استمرت لنحو 10 سنوات كاملة، حيث جاء تخلي «آبل» عن المشروع الذي بدأ عام 2014 بسبب وجود عقبات تقنية، بالإضافة إلى تباطؤ سوق السيارات الكهربائية عالميا وسط تصاعد المنافسة.

وأشارت تقارير إلى أن «آبل» قامت بتحويل بعض الموظفين من مشروع تصنيع السيارات الكهربائية إلى مشروعات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

وينتظر المستثمرون انعقاد مؤتمر المطورين السنوي في مقر «آبل» خلال يونيو المقبل لاستكشاف ما إذا كانت الشركة ستتوسع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

واتجهت شركات تكنولوجية مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا» و«أمازون» لتسريع خطواتها لتطوير وإصدار منتجات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الأخيرة.

يأتي الحديث عن إطلاق روبوت خاص بـ «آبل» وقبله مشروع تصنيع السيارة في إطار جهود الشركة للتوسع بأسواق منتجات جديدة. وقبل إلغاء مشروع السيارات الكهربائية مؤخرا، قالت الشركة لكبار مسؤوليها التنفيذيين إن مستقبل «آبل» يدور حول ثلاثة مجالات: السيارات والمنزل والواقع المختلط، بحسب «بلومبيرغ».

استثمرت الشركة الأميركية بقوة في السنوات الأخيرة في منتجات وخدمات تشمل ساعات «آبل واتش» ونظارات الواقع الافتراضي والمعزز «فيجن برو».

وتعمل «آبل» على تسريع وتيرة البحث والتطوير، حيث أنفقت نحو 30 مليار دولار العام الماضي، مع زيادة متوقعة للإنفاق خلال السنوات المقبلة.

وتبحث الشركة الأميركية عن مصادر جديدة للإيرادات، بعيدا عن «أيفون» والمحتوى الرقمي والخدمات التي تقوم ببيعها إلى مستخدميها.

يدر جوال «أيفون» حوالي 58% من إجمالي إيرادات «آبل»، ما يمثل مشكلة للشركة التي تعتمد على منتج واحد للحصول على معظم مصادر أموالها، فيما بلغت قيمة مبيعات «أيفون» في الربع الأول من العام المالي 2024 والمنتهي في ديسمبر الماضي نحو 69.7 مليار دولار، بينما جاء إجمالي إيرادات «آبل» عند حوالي 119.5 مليار دولار.

وتسعى «آبل» لزيادة الاعتماد على خدماتها خلال الفترة المقبلة، بعد أن وصلت إيرادات الوحدة إلى 23.1 مليار دولار في الربع الماضي.

وتتوقع «كاونتربونيت» وصول إيرادات الخدمات لدى «آبل» إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2025، لتمثل نحو 25% من إجمالي المبيعات.

لا تقتصر محاولات «آبل» لإطلاق منتجات جديدة على الرغبة في تنويع مصادر الإيرادات فحسب، لكنها تستهدف أيضا التعامل مع المشكلات الحالية التي تواجه الشركة، ما يشمل القيود في الصين ودعاوى مكافحة الاحتكار.

وشهدت مبيعات «أيفون» في الصين تراجعا خلال الفترة الماضية، وسط تصاعد المنافسة من جانب الشركات المحلية.

قامت «آبل» بشحن 2.4 مليون جوال ذكي إلى الصين خلال شهر فبراير الماضي، بتراجع 33% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، بحسب بيانات الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات.

لكن بيانات شهر فبراير لم تكن بنفس سوء يناير عندما انخفضت مبيعات «أيفون» في الصين بحوالي 39% على أساس سنوي.

جاء هبوط مبيعات «أيفون» في الصين مع تصاعد المنافسة مع شركات محلية بقيادة «هواوي» و«فيفو» و«هونور» والتي أزاحت «آبل» من صدارة قائمة مبيعات الجوالات الذكية في البلاد، بحسب «كاونتربوينت».

كما حظرت الحكومة الصينية أيضا استخدام أجهزة «أيفون» في بعض الوكالات الحكومية، وسط التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

لكن قادة «آبل» يحاولون إعادة بناء جسور الثقة مع الصين، حيث زار الرئيس التنفيذي للشركة «تيم توك» بكين في الشهر الماضي، ليتلقي عددا من المسؤولين في البلاد.

على الجانب الآخر، تعرضت «آبل» لحملة تنظيمية في بعض الدول حول العالم، حيث فرض الاتحاد الأوروبي غرامة على الشركة بقيمة ملياري دولار بسبب اتهامات تتعلق بالاحتكار، كما رفعت وزارة العدل الأميركية دعوى قضائية تتهم «آبل» بالاحتكار ورفع تقييمها على حساب المستهلكين والمطورين، من خلال ممارسات ضد المنافسة تمتد من أعمال «أيفون» و«آبل واتش» إلى الإعلانات والمتصفح وعروض الأخبار.

وساهمت هذه التحديات في هبوط سهم «آبل» بنحو 9% منذ بداية عام 2024، ليكون أداء السهم مخالفا لمؤشر «إس آند بي 500» والذي يظل مرتفعا بنحو 9% هذا العام.

ومن بين أسهم العمالقة السبع، كان سهم «تسلا» فقط الأسوأ أداء من «آبل» منذ بداية عام 2024، لتفقد صانعة «أيفون» أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها السوقية.

ذات صلة



المقالات