3666 144 055
[email protected]
تابعت باهتمام بالغ اللقاء الحصري والمعمق لقناة فوكس نيوز الأمريكية مع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وبالمناسبة هي المقابلة الأولى التي يجري فيها سموه مقابلة كاملة باللغة الانجليزية لقناة موجهة للجمهور الأمريكي والأوروبي للإجابة على عدد من الأسئلة التي تحتوي على أبعاد غاية في الأهمية.
في هذا المقال، قراءة تحليلية سريعة لأبعاد ودلالات المقابلة الحصرية لسموه، والتي تناولت العديد من الجوانب السياسية والقيادية والاجتماعية والتي تعكس رؤية المملكة وسياستها.
أولاً: دلالة التوقيت للمقابلة
يجدر بنا النظر إلى توقيت المقابلة فقد جاءت قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية، مما يشير إلى دلالة واضحة بأهمية العلاقات السعودية الأمريكية وتأثير المملكة على الساحة الدولية، في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وايضاً تزامنها مع انتهاء اجتماعات مجموعة العشرين ومع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تؤكد رؤية السعودية ودورها الفاعل في تعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي، وداخلياً مع اليوم الوطني السعودي.
ثانياً: البعد السياسي
المتابع للمقابلة سيجد بأن سمو ولي العهد أظهر ابعاد سياسية متوازنة وحكيمة مع الدول من خلال طرحه القوي وتوضيح رؤيته بشأن علاقات المملكة في عدم تدخلها بشؤون الغير، حين وصف سموه علاقة السعودية بالولايات المتحدة بالجيدة والثابتة ، وتطرقه إلى العلاقات الإيجابية مع إيران لما فيه مصلحة السعودية وأن التطبيع مع إسرائيل متوقف على إعطاء الحقوق للفلسطينيين، كما أثنى سموه على سياسة السعودية المتينة والمتزنة والواضحة تجاه الدول المختلفة مثل الصين وروسيا وأوكرانيا، وأكد على ضرورة التعامل مع الدول بالمثل لما فيه مصلحة المملكة والاستقرار في المنطقة.
ثالثاً: دلالة بروز الجانب القيادي في شخصية سموه
استطاع سمو ولي العهد (كعادته) في الظهور اثناء المقابلة بهدوء القائد المحنك الواثق من نفسه القادر على إيصال فكرة رؤية المملكة في رسم الخطط ووضع الأهداف بدقة وفي ذلك دلالات عندما أثنى على حماس فريق العمل الذي يعمل معه واعتزازه بهم لتسريعهم في تحقيق المستهدفات، ووصف نفسه بأنه واحد من الشعب السعودي، مما يعكس تواضعه وقربه من المجتمع، فبدا اثناء المقابلة بشخصية الرائد والمحفز والملهم الواعي لما يقوله والمدرك لما يفعله وبما يمتلكه من رؤية واضحة نحو المستقبل.
رابعاً: البعد الاجتماعي
تطرق سمو ولي العهد في المقابلة إلى الجانب الاجتماعي بإشارته إلى استقلالية القضاء وعدم تدخله او اي جهة في إصدار الأحكام، مما يعطي دلالة على هيبة القضاء في ارساء دعائم العدل حين أكد على أن المتورطين في قضية مقتل خاشقجي المؤلم يمثلون أمام القضاء، في نفس الوقت أعطى الأولوية للتغيير في تطوير القوانين، والتي لها ابعاد في الإصلاحات التي يتم العمل عليها في بنية المجتمع السعودي من أجل رفاهية الشعب السعودي.
خامساً: البعد التسويقي
عكست المقابلة حرص سموه على التسويق الذكي للمملكة من خلال تسليط الضوء على السياحة وزيارة السعودية كوجهة مهمة، حيث قال سموه بعبارة تاريخية قائلاً: “من لم يأتِ للسعودية سيفوته مشاهدة أعظم قصة تحول في القرن الواحد والعشرين”. وفي هذه المقولة دلالة تثير الدهشة وتفتح آفاق واسعة للمهتمين عن جهود المملكة لتغيير الصورة الذهنية النمطية بأن المملكة مجرد صحراء وبأن هناك أماكن تستحق الزيارة يجهلها الكثيرون، كما ان في رده بذكاء على الادعاءات بشأن الإنفاق الضخم على الرياضة، وأنه غسيل في الرياضة دلالة على الوثوق بالنفس حينما قال لما لا طالما وأنها تساهم في زيادة الناتج المحلي وتعزيز التنمية الاقتصادية، وتأكيد على استمرار المملكة في التقدم ومجاراة التطور بشكل يومي.
في الأخير يجب الإشارة إلى ان دور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتعزز يوماً بعد آخر كقائد إقليمي بارز في الشرق الأوسط، لمشاركته في كثير من المبادرات الإقليمية والدولية، ويُعَتَبَر صوتاً هاماً في قضايا المنطقة وفي كثير من القرارات الدولية المتعلقة بالأزمات الإقليمية والمفاوضات السياسية، ولما يتمتع به من علاقات دولية واسعة، في مجالات مختلفة، من خلال تبنيه سياسة خارجية نشطة وجريئة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734