الأداء المالي لقطاع البنوك يشهد تطورات إيجابية بالربع الأول بالتزامن مع تحسن البيئة التشغيلية

كشف رصد لصحيفة مال حدوث تطور إيجابي على صعيد الأداء المالي لقطاع البنوك السعودي مع نهاية الربع الأول من العام الجاري، حيث زادت الأرباح الصافية لبنوك القطاع بدفع من ارتفاع إجمالي دخل العمولات وتحسن البيئة التشغيلية وانعكاس ذلك على نشاط العمليات للبنوك العاملة في المملكة، كما ارتفع إجمالي ودائع العملاء وزادت موجودات القطاع ككل بنهاية الفترة.

وسجلت البنوك المُدرجة في سوق الأسهم السعودية “تداول” أرباحاً صافية بعد الزكاة والضريبة بقيمة 14.69 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري، بارتفاع نسبته 22.5% عن نظيرتها في الربع الأول من عام 2021 البالغة نحو 12 مليار ريال، علماً بأن البنك الأهلي تصدر القائمة بأرباح بلغت 4.502 مليار ريال، يليه مصرف الراجحي بقيمة 4.134 مليار ريال.

كما ارتفعت الأرباح الصافية للبنوك (قبل الزكاة والضريبة) بنسبة 22.50% أيضاً مع نهاية الربع الأول من العام الجاري، لتصل إلى 16.67 مليار ريال بالمقارنة مع 13.61 مليار ريال بنفس الفترة من العام السابق.

وجاءت ربحية سهم “الراجحي” الأعلى داخل القطاع بنهاية الربع الأول من العام الجاري وبقيمة 1.65 ريال للسهم، يليه “الأهلي” بربحية بلغت 0.98 ريال للسهم، ثم “السعودي الفرنسي” ثالثاً بربحية 0.68 ريال للسهم، فيما كانت ربحية سهم بنك الاستثمار الأقل بنهاية الفترة وبقيمة 0.27 ريال للسهم.

واتفقت البنوك العشرة على مجموعة عوامل أساسية ساهمت في ارتفاع الأرباح ما بين الربع الأول من العام الجاري ونظيره في عام 2021، حيث جاء تحسن البيئة التشغيلية على رأس تلك العوامل والذي ساهم بدوره في تحسن النتائج التشغيلية نتيجة ارتفاع دخل العمليات مع زيادة إجمالي دخل العمولات من التمويل والاستثمار. وذلك على الرغم من الارتفاع في مصاريف العمليات والمصروفات الإدارية والعمومية في بعض البنوك.

موجودات البنوك تقفز 25%.. و”الأهلي” في الصدارة

بحسب رصد “مال”، بلغ إجمالي موجودات القطاع، المكون من 10 بنوك، بنهاية الربع الأول من العام الجاري 3.147 تريليون ريال بالمقارنة مع 2.524 تريليون ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي، بارتفاع نسبته 24.65%.

وتصدر “الأهلي” قائمة الموجودات بقيمة 921.565 مليار ريال مرتفعة بنسبة 53.71% عن نظيرتها في الربع الأول من عام 2021، وهي أعلى نسبة ارتفاع للموجودات داخل القطاع بنهاية الفترة.

تجدر الإشارة إلى أن البيانات المالية الخاصة بـ”الأهلي” للربع الأول من العام الجاري تضمنت بيانات البنك ومجموعة سامبا بعد الاندماج، والتي أثرت بشكل مباشر في ارتفاع حجم الموجودات الإجمالي للبنك بنهاية الفترة.

في المقابل، كانت موجودات “الجزيرة” الأقل بنهاية الربع الأول من العام الجاري، وبلغت بنهاية الفترة 104.317 مليار ريال بارتفاع 10.29% عن قيمتها في الربع الأول من العام الماضي البالغة آنذاك 94.583 مليار ريال.

وفي حين سجل “الأهلي” أعلى نسبة ارتفاع في الموجودات بالربع الأول من العام الجاري، كما سبق وأشرنا، كان “ساب” صاحب أقل نسبة ارتفاع في قيمة الموجودات وبلغت بنهاية الفترة 4.10% لتصل إلى 282.692 مليار ريال بالمقارنة مع 271.555 مليار ريال لنفس الفترة من عام 2021.

وبلغ إجمالي مطلوبات البنوك المُدرجة في الربع الأول من العام الجاري 2.654 مليار ريال شكلت 84.34% من إجمالي موجودات القطاع ككل بنهاية الفترة، فيما بلغ إجمالي حقوق مساهمي البنوك نحو 492.823 مليار ريال.

وتُعد نسبة المطلوبات إلى الموجودات المُسجلة لدى بنك البلاد الأعلى داخل القطاع خلال الربع المنصرم من عام 2022، حيث سجل 89.41%، تليه نسبة “الراجحي” بواقع 88.09%، في حين سجل “الأهلي” أقل النسب بـ 82.08%.

مقياس المطلوبات إلى الموجودات يُعد واحداً من المعايير الهامة في قياس مدى نجاح البنك في إدارة الأصول والالتزامات خاصة إذا ما ارتبط هذا المعيار بقياس نسب النشاط وإمكانية قدرة البنك على تحويل حسابات الميزانية العمومية إلى مبالغ نقدية أو مبيعات، ومن ثم قياس قدرة وكفاءة البنك على استخدام الموارد المتاحة في اقتناء موجودات واستخدامها بشكل أمثل.

 23.7 مليار ريال إجمالي دخل عمولات البنوك بالربع الأول

كشف رصد “مال” ارتفاع إجمالي دخل العمولات للبنوك المُدرجة في البورصة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، لتُسجل نمواً بنسبة 18.17% إلى نحو 23.71 مليار ريال، مقابل 20.06 مليار ريال للفترة ذاتها من العام الماضي.

وكان “الأهلي” صاحب الصدارة بإجمالي بلغ 6.917 مليار ريال، بنمو نسبته 41.17% عن قيمة إجمالي دخل وعمولات الربع الأول من العام السابق البالغة آنذاك 4.90 مليار ريال.

واحتل “الراجحي” المرتبة الثانية بإجمالي دخل عمولات يُقدر بحوالي 5.89 مليار ريال مقارنة بـ 4.915 مليار ريال لنفس الفترة من عام 2021، بارتفاع نسبته 19.86%.

وكان “الاستثمار” الأقل في هذا الصدد بقيمة 730 مليون ريال وبزيادة 9.88% عن قيمة دخل العمولات المُسجل في الربع الأول من العام الماضي البالغة 664.39 مليون ريال.

أما “ساب” فسجل التراجع الوحيد بين البنوك في إجمالي دخل العمولات للربع الأول من العام الجاري، حيث انخفض إجمالي الفترة بنسبة 1.73% ليصل إلى 1.59 مليار ريال، مقابل 1.618 مليار ريال للفترة ذاتها من العام السابق.

بشكل عام، ساهم ارتفاع إجمالي دخل العمولات بشكل كبير في تحسن صافي دخل العمولات والأتعاب داخل قطاع البنوك في الربع الأول من العام الجاري، كما ألقى بظلال إيجابية على زيادة إجمالي دخل التمويل والاستثمار ودخل العمليات الأخرى في ظل عدم وجود تغيرات كبيرة طرأت على إجمالي مصاريف العمليات خلال الفترة.

ودائع العملاء ترتفع 22% إلى 2.2 تريليون ريال

أظهر رصد “مال” ارتفاعاً ملموساً في ودائع عملاء البنوك السعودية المُدرجة بالبورصة خلال فترة الربع الأول من العام الجاري، حيث سجلت الودائع نمواً بنسبة 21.83% إلى 2.2 تريليون ريال، بالمقارنة مع 1.806 تريليون ريال في نفس الفترة من العام السابق.

وتفوق “الأهلي” على نظرائه من البنوك الأخرى بعد أن سجل ودائع فصلية بقيمة 604.963 مليار ريال مقابل 419.43 مليار ريال في الربع الأول من عام 2021، بزيادة نسبتها 44.23%.

وجاء “الراجحي” في المركز الثاني بودائع بقيمة 507.892 مليار ريال، بنمو نسبته 20.56% عن مثيلتها في الربع الأول من العام الماضي البالغة 421.269 مليار ريال.

واحتل “الاستثمار” المرتبة العاشرة والأخيرة بين البنوك المُدرجة، بقيمة ودائع بلغت في الربع الأول من العام الجاري 68.253 مليار ريال، بالمقارنة مع 56.123 مليار ريال لذات الفترة من عام 2021، بارتفاع نسبته 21.79%.

 كان رصد لـ”مال” كشف أن محفظة الإقراض لدى البنوك السعودية بلغت 2.04 تريليون ريال بنهاية الربع الأول من عام 2022، والذي يُعد المستوى الأعلى في تاريخ محفظة القروض للبنوك السعودية، فيما كانت 1.94 تريليون ريال بنهاية ديسمبر 2021، ونحو 1.62 تريليون ريال بنهاية الربع الأول من العام الماضي.