الحلقة الثانية من سلسلة ملفات (مال) حول زحام المدينة .. هل نالت “الأنسنة” من سعة الطرقات

تناولنا قبل خمسة أسابيع بدايات ظاهرة الازدحام غير المسبوق في شرايين رئيسية من طرق المدينة ونطرح هنا قبيل ساعات من دخول موسم الشهر الكريم ذات التساؤلات حيث المسجد النبوي والمدينة الملتفة حوله هي إحدى أبرز نقاط الجذب والالتقاء في هذا التوقيت.

يشير العديدون من أبناء المدينة بأصبع الإشارة إلى مسؤولية أمانة المنطقة وهيئة تطويرها في تكريس مفهوم الأنسنة في مقابل السعة للطرق التي كانت تتوافر لطرق المدينة وإلى ورش المشاريع المتعددة والطرق الالتفافية حولها في مقابل الحلول المكلفة وقتا وهدرا للطاقة في امتدادات الشوارع المقفلة والتي تحصر مسار العربات في اتجاه واحد.

ربما تعد القوة الأكثر جاذبية للمدينة هو شعور القاطنين فيها والمارين بها بالهدوء والسكينة لكن حالة الازدحام التي تبدو متفاقمة لأسباب ليست الأمانة وحدها من يتحمل مسؤوليتها، وإنما قطاعات التعليم العام والجامعي في عدم قدرة القائمين عليها في ابتكار آليات تخفف احتقان الشوارع حول الجامعتين ومئات المدارس العامة في المنطقة وذلك باتباع انماط توقيت مناسبة بالتنسيق مع المستفيدين من التعليم واولياء امورهم، بل أن عدد من المواطنين يحمل الجامعات تحديدا هذا الشكل المفاجئ من الزحام والذي بدأ منذ اسابيع عبر توحيد اوقات الدخول لشرائح متعددة من الطلبة والطالبات ومزامنة المحاضرات ما شكل ضغطا عاليا من حركة المرور خصوصا في الطرق المؤدية للجامعة.

يشير ناصر الشريف وهو موظف و أب لطلبة في الجامعة والمدارس العامة أن الازدحام بات ملاحظا بشكل أكثر في هذا التوقيت لأسباب عدة من بينها غياب وسائل النقل العام بالشكل الكافي لمعالجة احتياجات السكان وكذلك غياب الحلول الابداعية عند قطاعات التعليم والاعمال الأخرى لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة بحلول عاجلة تخفف الاعباء عن مرتادي الطرق وتقلل مدة بقائهم في مركباتهم، بينما تشير فوزية الحربي وهي معلمة مدرسة إلى دخول النساء كشريحة جديدة في قيادة السيارات وإلى الحوادث المرورية التي تعرقل احيانا كثيرة خطوط السير في الشوارع.

من جانبها أجابت هيئة تطوير المدينة عن تساؤلات (مال) مؤكدة وجود خطط لمعالجة ازدحام الطرق ودراسات جادة لهذا الصدد، وعن مشاريع نقل عام متعددة بصدد التنفيذ ستساهم في تقليل أثر هذه الظاهرة.