الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس اقتصادي لقيمة كل ما ينتج من السلع النهائية والخدمات داخل بلدة واحدة بالتحديد خلال فترة زمنية محددة ويشمل بالعادة : الاستهلاك الخاص + إجمالي الاستثمار + الإنفاق الحكومي + (الصادرات – الواردات). ويمثل مؤشر على حجم الاقتصاد الكلي وقدرة البلد على استخدام مواردها. لهذا المقياس معجبين كثار وان سألت بعض الاقتصاديين لجزموا كونه احدى أهم الاختراعات في المئة سنة الماضية ورغم فعاليته كمؤشر اقتصادي له جانب من القصور وتكمن بعدم شمله دون الحصر على العناصر التالية:
- مدى الرفاهية الاقتصادية: الناتج المحلي يعكس حجم الاقتصاد دون السبب الذي أدى لذلك الحجم فالاقتصاد قد يكون كبير نظراً لعمل العاملين ساعات مديدة (أثر سلبي) وفي العكس قد يكون الاقتصاد كبير نظراً لزيادة الإنتاج (أثر إيجابي) فالناتج المحلي الإجمالي يعطي الرقم النهائي دون التوضيح.
- عدالة توزيع الدخل: الناتج المحلي الإجمالي لا يوضح الدخل للفرد بشكل واضح فعندما ترى دخل لمجموعة بشكل كامل لا يمكنك الافتراض أن الدخل مقسم بالتساوي للجميع بالتالي لا يمكن للشخص الحكم على مدى العدالة في توزيعات الدخل لاقتصاد معين من مجرد أخذ الناتج المحلي الإجمالي بعين الاعتبار.
- الكثافة السكانية: قد يكون لدولتين تتميزان بفرق شاسع في عدد السكان نفس الناتج المحلي الإجمالي مما يعد احدى العيوب الرئيسية للمؤشر نظراً لاختلاف مستويات المعيشة بين الدول.
- الإنتاج غير السوقي والأسر المنتجة : الناتج المحلي الإجمالي يأخذ بعين الاعتبار السلعة النهائية لا غير فمثلاً اذا قمت بترميم منزلك فما يدخل في حسبان الناتج المحلي الإجمالي هو سعر الأدوات فقط وليس أتعاب البناء بالتالي ستكون الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي أقل من الزيادة الفعلية التي أخذت محل في حين اذا قمت بتوظيف عمال أو شركة لترميم منزلك بدلاً منك فحينها يتم احتساب قيمة الخدمة بالإضافة الى ثمن الأدوات.
- الأثار الجانبية السيئة: عندما تزداد الصناعات تزداد بشكل طردي الأثار الجانبية مثل تلوث الهواء والماء حيث لا يتم طرحها من حسبة الناتج المحلي الإجمالي.
- الفشل في توضيح ما إذا كان معدل النمو لدولة ما مستدامًا أم لا: قد يكون النمو في دولة ما موسمي وقد يكون أمر قابل للاستدامة ولكن الفرق غير شفاف في الناتج المحلي الإجمالي.
- عدم عكس التغيرات الإيجابية الغير محسوسة لدولة ما: لانخفاض مستويات الجرائم في دولة ما دور مهم حيث يحسن من جودة الحياة ويعطي المجتمع مجالاً وتحفيزاً أكثر للإبداع والازدهار. لكن لا تؤخذ العناصر الغير محسوسة بعين الاعتبار حين يتم احتساب الناتج المحلي الإجمالي.
لروبيرت كنيدي مقولته الشهيرة “لناتج المحلي الإجمالي يقيس كل شيء باستثناء ما يجعل الحياة تستحق العيش” فالبعض يعتقد أن كلما ارتفع الدخل ارتفعت معه بشكل طردي جودة الحياة ولكن لهذا الارتفاع حد حيث أشارت بعض الدراسات أن بعد نقطة معينة من الارتفاع بالدخل ترتبط جودة الحياة والسعادة للأفراد بعناصر مستقلة عن الدخل بحد ذاته مثل سهولة الحصول على التعليم وتوفر العناية الصحية.