بيزينيس انسايدر: الاستثمارات السعودية في الرياضة .. تحقيق الكثير في وقت وجيز

طرح تقرير حديث بموقع بيزينيس انسايدر تساؤلا بشأن الاستثمارات السعودية في الرياضة حيث قال في تقريره بعنوان “لماذا أنفقت السعودية مليارات الدولارات في الرياضة؟!، إن المملكة العربية السعودية تسعي إلى تحويل اقتصادها بعيدا عن النفط خيث يشكل نجوم الرياضة الكبار مثل كريستيانو رونالدو، ولاعب الجولف فيل ميكلسون، والملاكم أنتوني جوشوا، جزءًا من الخطة.

ويعد إنفاق مليارات الدولارات على الرياضة جزءًا أساسيًا من رؤية 2030، وهو مشروع مستمر يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يهدف إلى جعل بلاده أقل اعتمادًا على النفط الخام وتعزيز مكانتها على المسرح العالمي.
نمو الاقتصاد:
يقول أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في كلية إدارة الأعمال “سكيما” بفرنسا سايمون تشادويك إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “بدأ رحلة في صناعة الرياضة سيسعى إلى تحقيقها، بغض النظر عن تصنيفنا للمملكة العربية السعودية”.

وأضاف: “لقد أوضح الأمر بوضوح شديد، – في إشارة لتصريحات ولي العهد في حواره الاخير لشبكة فوكس نيوز-، حيث يتمثل هدفه الأساسي في تأمين نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 2% و3% من خلال الرياضة، وهو لا يهتم بما يطلقه الغرب على هذه الخطوة، مشيرًا إلى أن الرياضة تشكل نسبة مماثلة من الاقتصادات الأمريكية والفرنسية والألمانية.

ويقول تشادويك إن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا يشكلون 70٪ من السكان السعوديين، ومن المرجح أن يؤدي سجل الحكومة المتنامي في جذب النجوم الكبار مثل رونالدو – ومتابعيه على إنستغرام الذين يزيد عددهم عن 600 مليون – إلى تعزيز جاذبيتها مع هذه الفئة الديموغرافية.

تحفيز السياحة:
وأشار المحلل الجيوسياسي إلى أنه في المملكة العربية السعودية، لم نشهد ما رأيناه في إيران، حيث خرج الشباب إلى الشوارع، وذلك لأن محمد بن سلمان يتمتع بشعبية كبيرة، لافتا إلى أنه من المرجح أن تشكل استثمارات الرياضة في الجولف جزءًا من استراتيجية مختلفة – لتعزيز صناعة السياحة سريعة النمو في البلاد، والتي قال بن سلمان الأسبوع الماضي إنها تمثل بالفعل 7٪ من إجمالي نمو الناتج المحلي الإجمالي.

وتسعى المملكة العربية السعودية إلى بناء قطاعها السياحي، وبالتالي فإن لعبة الجولف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتنميتها الاقتصادية،” يقول تشادويك: “قراءتي للعبة الغولف هي أنها جزء من استراتيجية ستؤدي في النهاية إلى اختيار الأشخاص للقيام برحلة للعب في المملكة العربية السعودية – بدلاً من ميامي أو أوغوستا أو سانت أندروز.”
لن تتوقف المملكة العربية السعودية عن ضخ الأموال في كرة القدم والجولف والفورمولا 1 في أي وقت قريب – ولكنها تبدو مستعدة لتوسيع استراتيجية الاستثمار الرياضي أيضًا، وفقًا للتقرير.

انفاق المليارات:
استثمرت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم مليارات الدولارات في كرة القدم والجولف والرياضات القتالية والفورمولا 1 على مدى العامين الماضيين.
في أكتوبر 2021، دفع صندوق الاستثمارات العامة (372 مليون دولار) لشراء حصة 80٪ في نادي نيوكاسل يونايتد الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. بعد 18 شهرا من المفاوضات.
وفي أقل من عامين، أنفقوا مئات الملايين من الدولارات على لاعبين جدد لمساعدة الفرق للتأهل إلى المنافسات الكبرى.

انضم رونالدو إلى النصر ومقره الرياض في يناير، مما مهد الطريق لصندوق الاستثمارات العامة لجذب بعض أفضل اللاعبين في العالم إلى المملكة العربية السعودية.
وفي يونيو، استحوذ صندوق الاستثمارات على حصص مسيطرة في أكبر أربعة أندية في البلاد – والفائز بالكرة الذهبية كريم بنزيما، والأسطورة البرازيلية نيمار، ومهاجم ليفربول السابق ساديو ماني هم من بين النجوم الكبار الذين انتقلوا منذ ذلك الحين من أوروبا الى السعودية.

من جانبه يقول دانييل رايش. أستاذ مساعد زائر بجامعة جورجتاون قطر إن كرة القدم هي الرياضة العالمية الأكثر شعبية على الإطلاق، لذا فمن المؤكد أن الأساس المنطقي للاستثمار فيها سيكون موجودًا دائمًا”. وأضاف: “لكن السعودية تتجه نحو رياضات أخرى أيضًا، لأنها تريد تحقيق الكثير في فترة زمنية قصيرة”.

في نفس الشهر الذي استحوذ فيه على نيوكاسل، استثمر صندوق الاستثمارات العامة ما يقدر بنحو 2 مليار دولار في المنافسة المنفصلة ليف غولف – وسرعان ما توافد نجوم عالميون مثل ميكلسون وداستن جونسون وبروكس كوبكا على المنافسة الجديدة، والتي من المقرر أن تقدم جوائز مالية قدرها 405 مليون دولار هذا العام فقط.

إلى جانب كرة القدم والجولف، أنفقت المملكة أيضًا عشرات الملايين من الدولارات لاستضافة أحداث رفيعة المستوى – بما في ذلك نزالين ملاكمة للوزن الثقيل يضم جوشوا، والعديد من عروض دبليو دبليو إي، وسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 الذي يقام في جدة منذ عام 2021.

ومن المقرر أيضًا أن تستضيف السعودية مباراة للوزن الثقيل بلا منازع بين الملاكمين البطلين تايسون فيوري وأولكسندر أوسيك، فيما قال مروج الملاكمة فرانك وارن إنها ستكون “أكبر معركة يمكن إجراؤها في رياضتنا”.