3666 144 055
[email protected]
مع ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية، يشدنا التاريخ إلى الماضي لنسترجع مجد أمتد لثلاثة قرون، رغم ضعف الوضع الاقتصادي في شبه الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة، حيث كان الاعتماد الأساسي في الدخل بجانب كبير يصب على خدمات نقل الحجاج وتوفير السلع والبضائع لهم، وخدمات الارشاد والإسكان للحجاج والمعتمرين، وبعد توحيد الأركان عملت مملكتنا على إيجاد خطة تعمل على تكامل القطاع الخاص، ليخفف اعتماده على القطاع الحكومي ومحاولة عزلة،.
كانت تمارس بطرق بدائية جداً، وبعد أن تم اكتشاف النفط عام 1938 أصبح هناك نقلة ونهضة جديدة في تغير أحوال الجزيرة العربية، وكان المحفز الأول لتحديد المقومات الاقتصادية للمملكة، حيث تزامن هذا الحدث مع إعمار المناطق الاوربية بعد الحرب العالمية الثانية، مما جعل الطلب كبير جداً على النفط، وزادت أهمية المملكة عالمياً على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وكان القطاع النفطي هو القطاع الوحيد المحرك للاقتصاد السعودي مع عدم توفر بدائل أخرى.
وعلى الرغم من المصدر الواحد الذي يعتبر متذبذب بين الارتفاع والانخفاض، نجحت المملكة في زيادة دخلها النفطي باستخدام عمليات التصنيع، ووسعت المملكة خططها حيث جعلت لها خططاً مستقبلية تساهم في ارتفاع الاقتصاد في المملكة، وتنويع مصادر الدخل، حيث كان لكل خطة هدف تحقيق زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسب ترتفع بكل خطوة تلوا الأخرى.
وحين أتت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 جددت الخطط التنموية ونقلتها نقلة نحو عالم المستحيل يتحقق، والحلم يصبح حقيقة، كما شاهدنا انها أتت أكلها على مدار السنوات الماضية، حيث كانت خطة طموحة جداً تهدف إلى زيادة العائدات غير النفطية، وتنويع الاقتصاد السعودي، وعدم الاعتماد على النفط، من خلال ضخ الاستثمارات وتطوير الأصول غير المستغلة، والأهم من كل ذلك إنشاء مجتمع حيوي ترتفع فيه نسبة إنفاق الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية وإدراج 3 مدن سعودية ضمن قائمة أفضل 100 مدينة في العالم.
بالإضافة إلى عدة أهداف تساهم في جعل المملكة مصدر إلهام وقوة استراتيجية واقتصادية وسياسية مهمة حول العالم، كما ساهمت في خفض معدل البطالة وزيادة مساهمات المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي، ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ورفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة، والآن أصبح الاقتصاد السعودي من أفضل اقتصادات الشرق الأوسط بسبب التطور المتسارع.
واستطراد الخطط التنموية المذهلة التي شهدتها المملكة، وكونها قوة لا يستهان بها سابقاً في الاقتصاد المعتمد على النفط، أصبحت قوتها الآن اضعاف مضاعفة نظراً لأنها وسعت اعتماداتها، إلى أن وصلت لأسرع اقتصادات العالم نمواً في عام 2022.
ومازلنا إلى هذه اللحظة نجني ثمار الطموح والعزيمة والإصرار في التطور، ومازلنا نفخر ونتفاخر في ما كانت عليه المملكة العربية السعودية سابقاً من قوة ومجد بعزيمة رجالها الأبطال، وبقوة أثرهم وسياستهم الحكيمة.
وما أصبحت عليه الآن من تطور وازدهار بحكمة وحنكة مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وتقدم متسارع يكاد يتخطى حدود الواقع، مملكتنا جعلتنا ندرك بأن الحلم ليس مستحيلاً، والطموح لا يقف عند حد واحد فقط.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734