الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل فترة تلقيتُ دعوة من معالي محافظ هيئة الاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان لزيارة الهيئة والاطلاع على أنشطتها عن قرب وصراحة تشجعت لزيارة الهيئة لعدة أسباب منها أننا كتبنا عن الهيئة عدة مقالات والموضوعية تستلزم الاستماع إلى الرأي الآخر وهو رأي الهيئة والسبب المهم الأآخر أن ما سمعته من بعض الزملاء في الوسط الصحفي عن معالي المهندس العثمان انه إنسان عملي جدا ولا يحب (الشو) لمجرد الظهور.
حقيقية كان لقاء مفيدا وصريحا جدا وأجاب المهندس العثمان عن كل التساؤلات دون تحفظ.
ما يميزه وهو رجل صاحب تاريخ طويل وانجازات في ارامكو انه ذو أفق واسع وعقلية مرنة ويعرف ما يريد وكيف يصل إليه. أكثر ما ميز هذا اللقاء عن بقية اللقاءات التي أتقابل فيها مع بعض المسؤولين شيئان:
أولا أن الرجل ليس يطرح أهدافا وردية فقط كما يفعل البعض ولكن الأهم ان لديه خطة واضحة لتنفيذ هذه الأهداف ولديه خارطة طريق واضحة المعالم ومرتبة (أ، ب، ج.. الخ)
الشيء الآخر أن الرجل يؤمن بالحوار، ومنفتح على الرأي الآخر وليس طريقة (my way or highway)
عندما يكون هناك مشكلة أو معضلة فانه يبدأ الحوار مع الطرف الآخر دعونا نجلس ونتحدث ونبحث أفضل السبل أو دعونا نبحث عن رأي محترف مستقل من طرف ثالث.
من أهم الملفات التي تطرقنا إليها هي ملفات مثل المدن الاقتصادية والرجل لديه خطة واضحة لضخ الروح في المدن الاقتصادية وإقالة تعثرها لكن الأهم أن الرجل واقعي لا يعطي أحلاما وردية وتضخيمية بل سيقوم بالتعامل بالأمر الواقع ونأمل أن نرى أثرا على ارض الواقع قريبا خصوصا بالمدن المتوقفة كليا كمدينة حائل.
ملف الاستثمارات غير المفيدة للوطن (ما اصطلح على تسميته استثمار الفلافل والحمص) انتهى!
هناك كما يقال (روح جديدة في المدينة) هيئة الاستثمار ستركز في المرحلة القادمة على مساعدة المستثمر السعودي وليس كما أخذت عنها الفكرة مسبقا انها داعمة فقط للمستثمر الأجنبي.
هناك خطة لجلب الاستثمارات ذات القيمة المضافة للبلد وهناك تعاون مع صندوق الاستثمارات والمالية لدعم هذا التوجه.
طريقة إعداد وتدريب الكوادر في هيئة الاستثمار مميزة ومن الصعب أن تجدها في أي قطاع حكومي آخر! خصوصا أنها تعتمد على التحدي المستمر! تطوير الجودة المستمر حتى لو كان النظام جيدا وعمليا.
عند انتهاء زيارتي للهيئة وقيادتي للسيارة كنت أسأل نفسي عدة اسئلة: لاشك عندي أن الهيئة حاليا تسير في الطريق الصحيح في وجود عقلية عملية كالمهندس العثمان لكن هل يد واحدة تصفق؟!
إذا لم يكن هناك تعاون من بقية القطاعات فلن تسير العربة وخصوصا من المالية وصندوق الاستثمارات العامة ! الرجل غير تصادمي لكنه عاش في السعودية عشرات السنين ويعرف كيف تدار الأمور لدينا لذلك التعاون معه مطلوب!
التساؤل الآخر كيف ستكون ديناميكية التعاون بين قطاع متحرك ذي طاقة كالهيئة بثوبها الجديد، وبين بقية القطاعات الحكومية المثقلة بالبيروقراطية الحكومية التي أكل عليها الدهر وشرب! وصراحة لا أريد تصور الإحباط!
وأيضا ماذا عن دور ممثليات الهيئة بالخارج ودور السفارات المترهلة في نشر روح الهيئة الجديدة للمستثمر العالمي؟
العبارة المختصرة للزيارة هي (الشمس مشرقة لكن ترى في الجو غيم!).
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال