الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مما لا شك فيه أن معدلات الحوادث في المملكة تسجل أرقام مخيفة ومتزايدة بشكل مرعب، حيث تشير الأرقام أن وفيات الحوادث تصل إلى 6000 سنويا والخسائر المادية تتجاوز 13 مليار ريال، وكل هذه الأضرار تسبب في غالبها مخالفات السرعة وقطع الاشارة والتفحيط.
ولا نعلم في بلدنا إذا ما كانت الأنظمة المرورية تم وضعها لحماية المواطنين وتوعيتهم، أم لزيادة مداخيل الدولة ، حيث لا توجد دولة في العالم تتقصد تغريم المواطن وخداعه تحت مظلة حمايته، إذ أن الهدفين لا يجتمعان البته، فإن كان الهدف زيادة مداخيل الدولة فلا ضير في ما تتخذه الادارة العامة للمرور عبر مستثمريها الشرسين من تحايل وتربص بالمواطن، وما عليك أيها السائق إلا الدفع والصمت، كما لا يحق لك المطالبة بتحسين الطرق وتنظيم المرور لأن الهدف ليس حمايتك بل تغريمك.
أما إن كان الهدف هو تقليل الخسائر في الأموال والأرواح فإن ما هو متبع في تطبيق ذلك عبر ساهر غير صحيح إطلاقاً، ولا يمت للحفاظ على المواطن بصلة رغم تشدق مسؤلي المرور بالارقام الخادعة التي أفرزها تطبيق ساهر، فلماذا اختباء سيارات ساهر خلف (الشجر والحجر) وكأنها أسلوب للخداع؟!، وهو ما يدفع المواطن لمبادلة ذلك لا إراديا بالتحايل، ولو أن أولئك المسئولين عن ساهر جعلوا أجهزة ساهر منظمة وواضحة لا مخادعة، لتفاعل المواطن بفعل فطرته الصحيحة والتزم بالسرعة المحددة.
كما يبدو أن السرعة التصميمية للطرق تم تقديرها في المكاتب وليس بدراسة تلك الطرق، فمن غير المعقول أن تُعامل كافة الطرق الشريانية بسرعات لا تتجاوز 70 كيلومتر في الساعة، كما أن سرعة 80 كيلومتر في الساعة لا تسبب الحوادث المميتة، ويستطيع أي سائق مبتدئ التحكم بالمركبة بسرعة 80 كلم بنفس التحكم بسرعة 70 كلم، ولقد درسنا أن السرعة التصميمية للطرق يتم تقديرها من قبل مهندس تصميم الطريق وليس من قبل مكتب المرور.
في كافة الدول التي نهدف إلى الوصول لمكانتها كأوروبا وماليزيا وحتى دبي، تجد أن كاميرات السرعة داخل المدن مرتبة وموزعة بالتساوي على طول الطريق، وليست مخبئة كمصيدة للمواطن، وبالتالي فإن السائقين هناك يحترمون النظام ويهابونه، ولكن إدارة المرور لدينا أبت إلا أن تطبق التجربة المستخدمة في الأفلام الامريكية السينمائية حيث يختبئ رجل المرور بجهاز السرعة خلف شجرة في الطريق السريع، ورضي الله عن عمر حين قال ” لستُ بالخبِ ولا الخبُ يخدعني”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال