3666 144 055
[email protected]
لا نوافق (فرويد)على التفسير المادي للتاريخ، ولكن نرى أن للاقتصاد دوراً كبيراً في صناعة التاريخ وصياغة الحاضر وأن أكثر الحروب والخلافات قامت لأسباب اقتصادية ونظن أن حروب المستقبل سوف تكون بسبب الصراع على (المياه) وخاصة في العالم العربي فكله فقير بالمياه ومحاصر من دول حوله تسطو على نصيبه من مياه الأنهار وفي مقدمتها إسرائيل وتركيا والحبشة مستغلين الضعف الواضح في التضامن العربي..
ونرفض التفسير المادي للتاريخ لأنه يجرد الإنسانية – على مدى وجودها – من الأشواق الروحية والمبادئ الأخلاقية وهو تعميم لا يقبله استقراء التاريخ، فكثير من الحروب قامت صداً للبغي والطغيان..
لقد قلنا من قبل أن العالم العربي جاءته (فرصتان) الأولى عظيمة ومستمرة إلى يوم القيامة وهي فرصة (الإسلام) الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن الفرقة إلى الوحدة، ومن الضعف إلى القوة ومن الفقر إلى الثروة ومن غياهب المجهول إلى سيادة الأمم حاملين ألوية العدل والحق والخلق..
والفرصة الثانية جاءت في العصر الحديث وهي (النفط).. ومع ذلك يكاد العرب في هذا العصر يفرطون في الفرصتين معاً، ويفقدون الاستقرار الذي هو الرقم الصحيح في التنمية وبدونه لا يستطيعون نشر الدين القويم ولا حتى تحقيق تنمية مقبولة..
إن المفكرين احتاروا بين الاقتصاد والسياسة أيهما الأول تأثيراً كالحيرة في أولوية البيضة والدجاجة، ولكننا نعتقد أن السياسة بمعناها الواسع أكبر تأثيراً لأنها – ببساطة – تشمل السياسة الاقتصادية وإذا كانت السياسة الاقتصادية خاطئة فإنها تعصف بالدول، ولهذا فإن العدالة في توزيع الثروة حسب الحق والجهد هي صمام الأمان.
نقلا عن الرياض
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734