بين خط الكفاية والبحث عن وظيفة

awalmatar@

نشرت مؤخرا(أبريل 2014) دراسة لمؤسسة الملك خالد الخيرية عن مستوى الدخل اللازم لتوفير حياة كريمة لعائلة سعودية من 5 أفراد (زوج،زوجة وثلاثة أبناء ). يقصد بحد الحياة الكريمة هنا حسب تعريف المؤسسة ” لايحتاجون الى أي مساعدات إضافية، وهو الحد الذي دونه لايستطيع الأفراد أو الأسر العيش حياة كريمة ، تغنيهم عن إستجداء المحسنين ، أو التردد على الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات ، أو التسول”. بمعنى آخر أي عائلة تحت هذا الخط تعتبر فقيرة وتستحق الصدقة . أستخدمت الدراسة 10 مصارف أساسية للدخل أهمها السكن ،الغذاءوالملبس الخ … وأستخدمت عينة بلغت 10 الاف أسرة من مناطق المملكة الثلاث عشرة. خلصت الدراسة الى أن خط (الكفاية) يبلغ 8,926 ريال كمعدل بين المناطق السعودية التي تراوحت بين 12,673 لمكة المكرمة كأعلى رقم مقابل 6,037 ريال ل حائل كأدنى رقم سجل .
هذه باختصار نتائج الدراسة والتي بالرغم من وجود بعض الملاحظات عليها ( حجم العينة وتوزيعها والمدن المختارة مثلا) لكن في ظل شح الدراسات والمعلومات ، تعتبر أساس جيد بشكل عام.
من جهة أخرى أعلن محافظ مؤسسة التأمينات الإجتماعية ( خلال نفس الشهر) أن معدل رواتب المشتركين السعوديين في المؤسسة بلغ 5,115 ريال (لم يتوفر الأرقام التفصيلية ) بمعنى كم مشترك يقع في فئة الرواتب بين 6-8 الاف ريال مثلا أو نسبة من يقتربون من المعدل للاجمالي . بناء على المعلومات المتاحة فإن متوسط دخل موظفي القطاع الخاص يدخلهم في تحت دائرة خط الكفاية بمعنى أنهم يحتاجوا أن (يقترضو) 3,800 ريال شهريا لكي بيقو على حد الكفاف فقط !!!.
في المقابل بلغ حجم البطالة في المملكة حسب آخر البيانات 11.5 % وسط مساعي وزارة العمل لتوظيف المواطنين عن طريق تطبيق نظام نطاقات وتشجيع الشركات عن طريق طريق دعم برنامج هدف بالمساهمة في راتب الموظف السعودي في السنوات الاولى. إستطاعت الوزارة (بناء على بياناتها) توظيف أكثر من 400 الف سيدة من خلال عدة مبادرات أهمها سعودة وظائف بيع الملابس النسائية لكن نظرة سريعة على معدل الرواتب لهذه الوظائف ستجد أنها تدور في فلك ال 5,000 ريال أيضا .
بالنسبة للحد الأدنى للرواتب في القطاع الحكومي فيبلغ 3,000 ريال وهو مايعادل الراتب المستهدف تحت نظام نطاقات لاحتساب فرد سعودي في السجلات.
مقارنة خط الكفاية بمعدلات الرواتب في سوق العمل بالمملكة تثير العديد من التساؤلات عن كيفية توفير حياة كريمة للمواطن ،الانتاجية وصعوبة الاستقرار الوظيفي من جهة أخرى ، ولنا عودة .