الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalmatar@
تحدثنا في المقال السابق عن دراسة مؤسسة الملك خالد الخيرية ورصدها ل (خط الكفاية) للأسر السعودية والذي قدرته بحوالي 9,200 ريال بينما قدرت مؤسسة التأمينات الاجتماعية معدل رواتب القطاع الخاص بحوالي 5,100 ريال. يتضح من خلال الحقائق أن الأسر السعودية في المتوسط تعاني عجزا دائما في سبيل تحقييق حاجاتها الاساسية لتحقيق عيش كريم.
المعضلات الرئيسة التي تواجه الاقتصاد السعودي من ناحية التوظيف تتركز في :
*حجم الرواتب للوظائف المعروضة وقدرتها على تلبية الحاجات الاساسية للاسرة (سكن،علاج،تعليم اعاشة وغيرها) حيث يبلغ معدل رواتب قطاعي العام والخاص 5,000/7,000 ريال.
*القيمة المضافة للاقتصاد الوطني من ناحية استطاعة الوظيفة توفير حجم تحويلات الوافدين السنوية أو المساهمة في تصدير منتجات سعودية تدخل عملة صعبة للبلد.
*القدرة على إيجاد الوظائف المستدامة للمواطنين (عدد طالبي العمل الجدد في السوق السعودي يبلغ في المتوسط 300 الف سنويا).
مشكلة اعتماد الاقتصاد المحلي على الوافدين الاجانب تعتبر تحدي كبير يواجهه اقتصاد أي دولة . لنلقي نظرة سريعة على احصائيات وضعنا الحالي.
1- 44 % من سكان دول مجلس التعاون اجانب.
2- 33% نسبتهم في السعودية (9.7 مليون وافد).
3-تحويلات الاجانب في السعودية كانت بين 42-44 مليار ريال سنويا خلال الفترة من 1994-2006
4-تزايدت بشكل ملحوظ سنويا بعدها لتصل الى 148 مليار ريال سنة 2013 (جريدة الاقتصادية 30/4/2014)
5- 22 % من التحويلات تندرج تحت اعمال التستر التجاري ( دراسة نشرت في العربية سبتمبر 2013)
6-تتركز غالبية الوظائف في قطاعات تعتبر غير جاذبة للشباب السعودي لاسباب اجتماعية/مالية (خدم،سائقين ،مزارعين وعمال بناء).
خطوات متلاحقة من وزارة العمل لرفع نسبة التوطين في الظائف عن طريق أنظمة نطاقات وبرامج دعم هدف حتى وصلت لتقديم مكافئات نقدية للمؤسسات التي ترفع نسبة السعودة والرواتب. أولت الوزارة مجهودا خاصا لتوظيف السيدات ونجحت في فرض تأنيث محلات اللوازم النسائية. نظرة عامة على رواتب الوظائف المستهدفة وهي أكثرها خدمية ( مبيعات/ادارية ) ، نجدها بحدود 5 الاف ريال مما يعني ، لكي تستطيع فتح بيت وتوفر المستلزمات الأساسية لعائلة، يحتاج الزوجان أن يعملا في نفس الوقت لتخطي خط الكفاية.
من جهة أخرى يلاحظ أن من أكبر المشاكل التي تواجه الموظفين الجدد/الشركات هي الاستمرارية في الوظيفة . نشرت مؤخرا دراسة عن سوق االعمل السعودية قامت بها مؤسسة ميرسر ووجدت أن ثلث السعوديين يخططون لترك وظائفهم خلال 3 سنوات . الأسباب تركزت على فارق التوقعات والواقع بين صاحب العمل والموظف حول الراتب ،خطط التطوير ،التحفيز وطبيعة العمل.
أنظمة وبيئة سوق العمل تطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية لكن الطريق لازال طويلا . شباب وشابات الوطن بحاجة للتشجيع والدعم بتوفير وظائف منتجة تتيح لهم التطور المهني والفرصة لزيادة دخلهم بناء على انجازاتهم والربحية المحققة. حتى الان نجحت الشركات الكبرى والبنوك في توفير فرص متكاملة للمواطن واستطاع اثبات جدارته فيها كونها منحته التطور الوظيفي والتعويض المادي المكافئ لجهوده. أبنائنا عندهم القدرة متى مامنحو فرصة
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال