الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل سنوات حذرت الجهات المختصة المواطنين من الوقوع في فخ من يدعون تسديد القروض، ويمكنون المقترضين من الحصول على قروض جديدة، ولم يأخذ المواطنون الحذر كما لم تتعامل الجهات المختصة مع أولئك الذين استمروا في الإعلان عن خدماتهم بجدية، وكانت محصلة ذلك كله تعرض أعداد من المواطنين للنصب والاحتيال، وبدء سلسلة من القضايا التي من المؤكد أنها ستشكل عبئا جديدا على الأجهزة الأمنية، وجهات التحقيق، ومكاتب القضاء كما تشكل في الوقت نفسه إشغالا للرأي العام، ورصيدا جديدا يضاف إلى ما سبقه من عمليات النصب التي وقع في فخها المواطنون على مدار السنوات الماضية.
حذرت الجهات المختصة المواطنين ممن يعرضون خدماتهم في سداد القروض، واكتفت بذلك التحذير، وكأنما كانت تحذر من عصابات يقع في شركها المواطنون في سفرهم للخارج لا تملك إلا أن تنبه المواطنين ليحذروا منها، حذرت واكتفت بالتحذير، واستمر الذين يعرضون خدمات سداد القروض والحصول على قروض جديدة في الإعلان عن خدماتهم على أجهزة الصرافات، وفي نشرات الصحف الإعلانية، ومطويات آخر الأسبوع، تماما كما كانوا يفعلون قبل أن تحذر منهم الأجهزة المختصة، لا خوف يعتريهم، ولا رهبة تمنعهم وكأنهم استشعروا أن المسألة لن تتجاوز مجرد تحذير، وأن القانون لا يحمي في آخر الأمر المغفلين كما يقال.
استمروا في الإعلان عن خدماتهم جهارا نهارا رغم أنهم يعملون دون تصريح لهم بالعمل، ورغم أن عملهم يثير شبهات ليست قليلة، ويكشف عن تواطؤ بينهم وبين البنوك يهدف إلى مزيد من توريط المواطنين في القروض، وتسهيل تصريف السيولة التي لا تعرف البنوك سبيلا إلى تصريفها ومضاعفة أرباحها بأي وسيلة ممكنة حتى لو كانت تلك الوسيلة التعامل مع من لا يحملون تصريحا، ومع من حذرت منهم الجهات المختصة.
والمواطنون الذين لم يتعظوا بما مر بهم من عمليات النصب والاحتيال لم يأخذوا التحذير بجدية، وكيف لهم أن يأخذوه بجدية وهم يرون تلك الإعلانات عن خدمات التسديد، ولا يرون ما يردع أصحاب تلك الإعلانات، وكانت النتيجة بدء سلسلة جديدة من شكاوى الضحايا، وبدء فضيحة جديدة من عمليات النصب والاحتيال.
نقلا عن عكاظ
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال